وتقول باربرا دوريس واحدة من رابطة ضحايا الكنيسة الكاثوليكية أن "مايجمع الثلاثة هو الشجاعة، هم جميعاً ارتكبوا أخطاء صغرت أو كبرت لكنهم كانوا صرحاء وحاولوا أن يضعوا أنفسهم خارج الصندوق وطرحوا للرأي العام أخطاء الكنيسة ووضعوا مقترحات لتحسين الصورة العامة للفاتيكان" والثلاثة هم كاردينال لويس أنطونيو تاجل من الفلبين والكاردينال كريستوف شونبورن من النمسا وأرشبيشوب ديارميود مارتين من أيرلندا. حتي الآن لا يوجد قائمة رسمية بالمرشحين لخلافة البابا بنديكت. لكن هناك 117 كاردينالا ذهبوا إلي روما بالفعل لعقد اجتماعات مغلقة وسرية بعيداً عن أضواء الإعلام لتحديد اختيارهم قبل الإعلان الرسمي عن البابا الجديد. لقد كتب بنديكت السادس عشر اسمه في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية كأول شخص يتولي هذا المنصب ويعلن رسمياً تركه وهو علي قيد الحياة منذ 600 عام. لذلك سيكون هناك احتفالية ضخمة لوداعه احتفاء بهذا الموقف غير المسبوق. ولازال حتي الآن أمامنا وقت لإعلان من هو البابا الجديد لكن هذا لا يمنع وجود تكهنات قوية بمن هو البابا القادم. المسئولون الرسميون في الكنيسة يلمحون إلي وجود تغيير في القواعد لاختيار البابا مبكراً قبل أسبوع من أعياد الفصح لكن هناك تيارا آخر يري أنه من الأفضل الانتظار لما بعد الأعياد ليكون هناك فرصة أكبر للتأني والتفكير. في روما يتجمع الآن 117 كاردينالا من كل أنحاء العالم لكن اللافت للنظر أن 62 منهم من قارة أوروبا مما يجعل كفة الاختيار في يد القارة العجوز وربما يقلص ذلك من فرص فوز كاردينالات من خارج أوروبا مثل بيير كودو من غانا أو اوديلو شيريروف من البرازيل أو لويس أنطونيو تاجل من الفلبين رغم أن الواقع الحالي يشير إلي نمو نفوذ الكنيسة خارج أوروبا في حين تعاني القارة العجوز من صعود التيار اللاديني هناك الذي سيطر علي تفكير الأجيال الجديدة من الأوروبيين. ويري كريستوفر بيليتو الباحث في شئون الكنيسة في جامعة كين بنيوجيرسي الأمريكية أن اختيار الكنيسة السابق لبنديكت كان نتاجا لعدم رغبة أصحاب القرار في الفاتيكان في إجراء تغيير حقيقي لأسلوب العمل داخل الكنيسة وأيضاً صورتها الذهنية لدي العالم، لكن هذا الأمر سبب تراجعاً للفاتيكان ممايجعله يتمني أن يكون اختيارهم هذه المرة ملائما للتغييرات العالمية ومواكبا للعصر الذي نعيش فيه. والآن نلقي نظرة علي أبرز المرشحين لخلافة البابا بنديكت السادس عشر ونتحدث أولاً عن بيير كودو أبياه الذي ولد في 11 أكتوبر 1948 وهو كاردينال غاني من الكنيسة الكاثوليكية ورئيس مجلس الأساقفة للعدالة والسلام منذ عام 2009 بترشيح من البابا بنديكت. وتم ترشيحه في مجلس الكاردينالات بواسطة البابا جون بول الثاني في 2003 وينظر له كأحد المرشحين الأقوياء لمنصب البابوية. أما مارك أوولت فولد في 8 يونيو 1944 فهو كاردينال كندي كان يشغل منصب رئيس أساقفة كيبيك السابق، وهو يرأس الآن مجمع الأساقفة، ولديه معرفة عميقة للعمل في الكنيسة العالمية أيضاً. وتم تسميته كاردينالاً في 21 أكتوبر 2003. هو رئيس لجنة أساقفة أمريكا اللاتينية وهو منصب مهم في الكنيسة التحق به خلفاً لجيوفاني باتيستا الذي تجاوز السن القانونية للمنصب عام 2010. الكاردينال الايطالي تارسيسيو بيرتون 78 عاماً، والذي يدير الأعمال اليومية، من كوريا الرومانية، والحكومة في الفاتيكان. وهو يشغل منصب سكرتير تجمع المذهب الكاثوليكي. كان مطراناً لجنوه في الفترة من 1991 إلي 1995. وتم ترقيته لكاردينال في2003. وبجانب لغته الإيطالية يتحدث تارسيسيو اللغات الفرنسية والإسبانية والألمانية والبرتغالية. ويستطيع قراءة اللغات البولندية واللاتينية واليونانية والعبرية. أما الإيطالي الآخر أنجيلو سكولا 71عاما هو الاسم الأول، فكان يشغل منصب رئيس أساقفة ميلانو عام 2011 وهو منصب بارز في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية كما كان بطريرك فنيسيا في عام 2002 وسمي كاردينالا في 2003 وكان له دور بارز في إنشاء مؤسسة »الواحة« عام 2004 لمد الجسور بين المسلمين والمسيحيين. الكاردينال الأرجنتيني ليوناردو سانداري 69عاماً شغل سانداري منصب رئيس هيئة الموظفين في الفاتيكان، وفي كثير من الأحيان قام بقراءة الرسائل العامة عن البابا يوحنا بولس الثاني عندما كان يتعرض لوعكات صحية. أما الايطالي أنجيلو بانجاسكو - 70 عاماً - فكان مهدداً بالقتل في العام 2007 بعد أن قاد حملة ضد تشريع مقترح لمنح إيطاليا بعض الحقوق القانونية لغير المتزوجين، بما في ذلك مثليو الجنس. أما عن آخر المرشحين فهو الكاردينال الأمريكي تيموثي دولان من نيويورك 63 عاماً، وهو مشارك في قيادة مناقشة حول الإيمان والفكاهة في جامعة فوردهام، وقال مرة أمام حشد من الطلاب: »إذا انتخبت البابا، سأكون ستيفن«. الغريب في كل المرشحين إلا تيموثي دولان، قد تجاوزت أعمارهم، عمر بابا الفاتيكان المستقيل بنديكتوس، والذي ادعي كبر سنه، فعلي من سيقع الاختيار؟