معتصموا التحرير استولوا على سيارة للتوحيد والنور أشعلوا فيها النيران رغم نجاح الشرطة فجر الأحد الماضي في فتح ميدان التحرير بعد أن ظل مغلقاً لعدة شهور وسط إشادة وفرحة بين المواطنين الذين طالبوا الشرطة بفتحه إلا أن ذلك أثار غضب المعتصمين بالميدان بسبب القبض علي عدد من الذين حاولوا التصدي للشرطة مما دفعهم لإغلاقه جزئياً، حتي ظهرت مجموعات من أفراد البلاك بلوك مساء الأحد الماضي وأغلقوه كاملا وأشعلوا النيران في سيارة تابعة لمحلات التوحيد والنور وأخري للترحيلات وقاموا بتهريب المساجين منها، حيث بدأوا في إلقاء الحجارة علي قوات الشرطة مما جعل الأمن يرد عليهم بالحجارة أيضاً وسادت حالة من الكر والفر بين الطرفين، وأدي ذلك إلي انسحاب أفراد الأمن خشية الاشتباك مع المعتصمين، وأصبحت الشرطة حائرة بين مطالبة المواطنين لهم بفتح ميدان التحرير مرة أخري وإصرار المعتصمين علي إغلاقه . أوضح العميد أيمن حلمي (مديرالمركز الإعلامي الأمني بوزارة الداخلية) أن قيام الشرطة بفتح ميدان التحرير جاء بعد مطالبة المواطنين لهم بذلك لأن إغلاق ميدان التحرير يؤثر علي الحالة المرورية بشوارع القاهرة والجيزة بالسلب ويصيبها بالشلل التام، مشيراً إلي أنه تمت الاستعانة بسبعة تشكيلات من قوات الأمن المركزي فجرالأحد الماضي لفتح الميدان وسط فرحة واستحسان من المواطنين مؤكداً أنه لم يتم التعرض لأي من المعتصمين أو الخيام الموجودة بالميدان ؛والذين تم القبض عليهم هم من حاولوا التصدي للقوات أثناء فتح الميدان وتجاوز عددهم ال73متهما من بينهم 20 حدثاً وتم ضبط 4 أسلحة فرد خرطوش ومعهم عدة طلقات ورصاص حي ومعدات شرطية تمثلت في 2 درع خاص بالأمن المركزي و4 قنابل غاز و39 زجاجة مولوتوف بحوزتهم . وأضاف حلمي قائلا أثناء عودة إحدي سيارات الترحيلات التابعة لقسم شرطة المقطم من مجمع نيابات الجلاء تقل ثلاثة متهمين عقب انتهاء عرضهم علي النيابة العامة وحال صعودها كوبري 6 أكتوبرمن ميدان عبدالمنعم رياض اعترضها مجموعة من الأشخاص وقاموا بالتعدي علي أفراد الحراسة وتهريب المتهمين وقادوا السيارة إلي ميدان التحرير وأشعلوا بها النيران، وتناشد وزارة الداخلية جميع القوي السياسية ومعتصمي ميدان التحرير الحفاظ علي سلمية فعالياتهم السياسية وتجنب أعمال العنف حرصاً علي سلامة الأملاك العامة والخاصة . توجهت (آخرساعة) إلي ميدان التحرير لترصد الوضع عن قرب والحالة المرورية بعد فتحه بساعات إلا أننا شاهدنا عمليات كر وفر، وعندما سألنا أحد المواطنين ويدعي خالد صادق (30 عاما) كان يجلس بأحد المقاهي داخل ميدان التحرير عن سبب عمليات الكر والفر داخل الميدان قال: كان يجلس علي المقهي إلي جوارنا اثنان من ضباط الشرطة برتبة نقيب وفوجئنا بمجموعة من الشباب يهجمون عليهما ويضربونهما بالعصيان، وعندما التف حولهم عدد كبير يتجاوز ال 15شابا من شباب الميدان ورأوا أحد الضباط يحمل طبنجة أخذوها منه بالإكراه رغم أنه لم يحاول توجيهها ضدهم وفر الضابطين هربا في أحد الشوارع الجانبية. تركناه وتوجهنا إلي شارع محمد محمود فوجدنا مجموعة من الشباب يغلقون الشارع ويمنعون السيارات من السير فيه ويجبرون السيارات علي العودة مرة أخري من حيث أتت، وفجأة ظهر مجموعة من رجال الشرطة لايتعدي عددهم ال30 ضابطا ومجندا ويرتدون ملابس مدنية، توجهوا إلي الشباب لاقناعهم بفتح الميدان لكن المحاولة باءت بالفشل ليس ذلك فقط بل أخذ يردد مجموعة من الشباب هتافات ضد الداخلية وجماعة الإخوان المسلمين مما جعل الضباط يبتعدون عنهم خشية الاشتباك معهم ويتجهون إلي أحد الشوارع الجانبية داخل شارع محمد محمود، وقام الضباط بجمع المجندين وتلقينهم تعليمات وهنا ظن الشباب الذين يغلقون الشارع أن الشرطة تجري استعداداتها للتوجه للميدان لفضه والقبض علي المعتصمين مما أثار غضبهم وجعلهم يلقون الحجارة والزجاجات الفارغة علي قوات الشرطة وأخذوا يقتربون من الشرطة حتي تعاملت معهم القوات وأجبرتهم علي الدخول إلي الميدان . ساد الميدان هدوء حذر حيث هاجم مجموعة من الشباب قوات الشرطة وبدأت عمليات الكر والفر تعود إلي الميدان وألقت الشرطة القبض علي عدد من الذين يرشقونهم بالحجارة لكن لم يتم إطلاق غازات مسيلة للدموع من قبل الشرطة لكنها كانت تعتمد علي الحجارة في الرد، وقام مجهولون لم يتضح ما إذا كانوا تابعين للشرطة أم لا بإزالة عدد من خيام المعتصمين ؛ وهنا غضب المعتصمون واتهموا جماعة الإخوان بأنهم وراء إزالة الخيام من خلال شباب تابع لهم مندسين بين الشرطة مستبعدين أن يكون رجال الداخلية وراء ذلك. اقترب منا رجل معوق تسيل الدماء علي وجهه يدعي سيد عبدالعزيز طلب تصويره رافعاً كارنيه يؤكد أنه معاق حيث اتهم أحد ضباط المباحث الذين دخلوا الميدان أثناء محاولة فضه بضربه رغم أنه رجل مسن يزيد عمره عن 70 عاما حسب قوله ولم يقم بمواجهة الشرطة أو إلقاء حجارة عليهم، مطالباً بعودة وزير الداخلية السابق اللواء أحمد جمال الدين لأنه لم يصدر تعليمات بفض الميدان أو ضرب المتظاهرين. دخلنا وسط مجموعة من الشباب لايتعدي عددهم ال10 شباب ومعهم مجموعة من الأطفال أعمارهم تتراوح مابين 8 إلي 15سنة يغلقون مدخل شارع طلعت حرب بعضهم يحمل عصي خشبية وحجارة وآخرون يحملون عصي حديدية صواعق كهربائية، فسأل أحد الآخر وهو يناديه يا "مكرونة" زمايلنا جايين من المحافظات كلها وجايبين معاهم سلاح وفي أسلحة ميري هتيجي وأي واحد من الشرطة هنشوفه في الميدان هنضربه بالنار ؟!. بينما استنكر سعد الديب 27سنة (موظف) ما يقوم به الشباب الموجود بالميدان ووصفهم بأنهم بلطجية ويريدون تحويل الميدان إلي وكر لهم، لأن الثوار الحقيقيين لايريدون التخريب أو إغلاق الطرق بل يريدون الإصلاح ؛ وطالب جميع القوي الثورية والحزبية بأن يكشف كل منهم ما إذا كان لهم أحد من الموجودين بالتحرير من عدمه لأنهم يظهرون في وسائل الإعلام ويقولون أنهم لا يعرفون أحدا من المعتصمين بالتحرير وهم ليسوا تابعين لهم، وإذا كانوا تابعين لهم ولا يريدون إظهار ذلك حتي لا يتورطوا في مساءلات ومصادر تمويلهم لهم فعليهم أن يطلبوا من التابعين لهم الخروج من ميدان التحرير حتي ينكشف البلطجية والمندسون ويتم القبض عليهم بسهولة دون وقوع خسائر وضحايا. ويقول ممدوح الشريف 26 سنة يعمل بإحدي شركات السياحة بنطاق ميدان التحرير العمل شبه متوقف بالشركة ومنذ شهرين لم أحصل علي راتبي، وسبب سكوتي والاستمرار في العمل عدم وجود مكان آخر أعمل به هذا بالإضافة إلي أن صاحب الشركة إذا ضغطت عليه سيفصلني من العمل، ومن أهم أسباب عدم وجود زبائن غلق ميدان التحريرلأن غالبية الزبائن للشركة تأتي بسياراتها الخاصة وبسبب إغلاق الميدان لا يستطيعون الدخول إليه والوصول إلينا كما إنهم يخشون ترك السيارة في جراج أو في ساحة الانتظار بعيداً عن أعينهم نظراً لتزايد سرقات السيارات. بينما يقول أحمد عادل بائع الشاي بميدان التحرير: هؤلاء المعتصمون لا يريدون سوي مصلحة مصر ويحاربون من أجل نجاح الثورة ويضعون أرواحهم علي أيديهم فلماذا يتم اتهامهم بالبلطجة! ومسألة غلق الميدان الغرض منها الضغط علي الحكومة لتنفيذ مطالبهم التي أري أنها بسيطة فمن بين هؤلاء كثير من المتعلمين والحاصلين علي شهادات ويطالبون بتعيينهم أو توفير سكن لهم وهذا من حقهم فلماذا يتم تشويه صورتهم ؟!. تجولنا داخل الميدان واقتربنا من أحد المجموعات الشبابية التي تتناقش مع بعضها فرأيناهم يتحدثون عن أن الحل الوحيد لإنقاذ مصر هو عودة الجيش لإدارة شئون البلاد مجددا لأنه حاسم وقادر علي القيام بهذه المهمة أفضل من الجماعات الإسلامية التي أثبتت فشلها في الحكم، ونشبت مشادة كلامية بينهم عندما قال أحدهم أن أيام حسني مبارك أفضل من الآن فرد عليه آخر بصوت مرتفع "إمشي من هنا، إنت شكلك قابض وجاي تدافع عن مبارك" وتابع: مبارك لم يدمر مصر ويدمرنا فقط بل دمر مستقبل أبنائنا فكيف تقارنه بما يفعله مرسي وجماعته. وأكد مجموعة من الشباب المعتصمين بالميدان أن هناك تنسيقا بيننا لاتخاذ خطوات تصعيدية منها غلق الميدان مرة أخري ومنع الشرطة من الاقتراب منه وغلق مجمع التحرير وإخلاؤه من الموظفين ثم الاعتصام أمام محور 26 يوليو لاغلاقه، لكن لم يتم الاستقرار والموافقة النهائية علي ذلك، وأشاروا إلي أن السبب الرئيسي وراء غضبهم الآن هو إلقاء الشرطة القبض علي زملائهم مطالبين بسرعة الإفراج عنهم لأنه كلما استمروا محتجزين سيتم التصعيد.