عندما عين اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق في منصبه أكد أنه سيقود حملات أمنية علي المحافظات لضبط الخارجين علي القانون وملاحقتهم وقام بنفسه بشن والإشراف علي حملة أمنية مكبرة استهدفت بحيرة المنزلة ببورسعيد لمطاردة العناصر الإجرامية الخطرة التي تتخذ من البحيرة مكاناً للاختباء فيها بعيداً عن أعين الشرطة وذلك بعد تعدد البلاغات أمام القيادات الأمنية بوجود عناصر خطرة داخل البحيرة وأسفرت هذه الحملة عن ضبط العديد من الخارجين علي القانون، لكن لم يقد حملات أخري مكبرة علي باقي المحافظات وانشغل بمتابعة المظاهرات بالمحافظات وحول قصر الاتحادية. وكذلك اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الحالي في أول أيام تعيينه اجتمع بمساعديه واتفق معهم علي ضرورة تكثيف الحملات الأمنية بالشوارع وخاصة المرورية ولاحظنا عشرات الضباط والأفراد بميادين رمسيس والإسعاف والجيزة وحملات مكبرة لإزالة إشغالات الطريق ونجحوا في ذلك وسط إشادة من المواطنين بهذه الجهود وتابع وزير الداخلية هذه الحملات بنفسه وتفقد الشوارع والميادين وتأكد من تحقيق الانسياب المروري بها وظلت قوات الشرطة متواجدة عدة أيام بهذه الميادين، لكن فجأة اختفوا وعاد الباعة الجائلون وسائقو الميكروباصات وأغلقوا الطرق ..أين شرطة المرافق ووزيرالداخلية والحملات الأمنية ؟! ،تجولت "آخرساعه" في بعض شوارع وميادين الجيزة والقاهرة ورصدت معاناة المواطنين من ازدحام المرور وانتشار السرقات بالإكراه وشكاواهم من اختفاء الشرطة من الشوارع . تقول زينب صادق 45 سنة (موظفة بإحدي الشركات الخاصة): إنها تشعر بوجود حالة من الانفلات الأمني التي حدثت أيام الثورة لافتة إلي أنه خلال الفترة الأخيرة عادت الشرطة إلي الشارع، وبدأت ممارسة مهامها الأمنية لكن منذ عدة أيام هناك اختفاء شبه تام للشرطة؛ وطالبت وزير الداخلية بأن يستمر في إشرافه علي الحملات ومتابعة نتائجها بنفسه لأن ذلك يعطي رجاله إحساساً باهتمام قائدهم بهم مما يجعلهم أكثر حماساً أثناء تأدية واجبهم. ويستنكر صلاح الدين عبداللطيف 36 سنة (معلم) سياسة وزراء الداخلية الذين يأتون في بداية تعيينهم وهم في كامل نشاطهم واستعداداتهم لبذل أقصي جهودهم لاستعادة الأمن ويظهر ذلك من الحملات التي يشرفون عليها في بداية تعيينهم وزراء وتفقدهم للشوارع وزياراتهم المفاجئة لأقسام الشرطة لضمان حسن معاملة المواطنين وفجأة وبعد مرور أسبوع أو اثنين علي تعيينهم يجلسون في مكاتبهم فهذه الطريقة جعلت المواطنين يفقدون الثقة في الوزراء . ميدانيا قام الباعة الجائلون بغلق شارع الجلاء وميدان الإسعاف منذ مطلع الأسبوع الماضي ولم يتركوا به إلا مكانا صغيرا لا يسع سوي مرور سيارة واحدة، الأمر الذي أثار غضب كثير من المواطنين وسائقي الميكروباص، اقتربت من أحد الشباب بائعي الملابس المستعملة وسألته عن سعر أحد القمصان التي يبيعها فقال ب 35 جنيها و"مفيش فصال" فتحدثت معه عن سبب عدم خوفه من شرطة المرافق فضحك وقال "هو في شرطة أساساً وحتي لو فيه قبل ما توصل بيكون عندنا علم وبنرفع بضاعتنا وبعد ما يمشوا نرجعها تاني " ويشكو محمد حسن عبداللاه 27 سنة (صاحب كشك بميدان الجيزة) من عدم وجود شرطة بشوارع الجيزة وخاصة بمنطقة الدقي مؤكداً أن هناك العديد من عمليات السرقة بالإكراه لأصحاب هذه الأكشاك بالدقي وهناك أكثر من 15 بلاغا بحالات سرقة تمت الأيام الأخيرة، وذكر كيفية تعامل اللصوص لسرقة الأكشاك قائلاً منذ أسبوع جاء ثلاثة شباب حوالي الساعة الرابعة فجراً وطلبوا من البائع سجائر وهي خلفه فالتف ليجلبها للزبائن ففوجئ بأحدهم يضع سلاح خرطوش في رأسه ويطلب منه إطفاء النور وعدم الحركة فنفذ طلبه فدخل الثاني وفتح درج الفلوس وأخذها في حين يوجد ثالث يراقب الشارع ليبلغهم بقدوم أي شخص مؤكداً أن هذا المشهد تكرر عدة مرات وهناك العديد من البلاغات بذلك ولم يجدوا فرد شرطة كخدمة بعد منتصف الليل أو أي دورية لطمأنة الناس . وفجأة أثناء جولتي بشارع جامعة الدول العربية عصراً سمعت صوت امرأة تصرخ فوجدت كثيرا من المواطنين يجرون وتجمعوا حولها وعندما اقتربت منها سألتها عن سبب الصراخ فقالت "اتسرقت" اثنان من الشباب بموتوسيكل خطفا حقيبتي التي وضعت بها الذهب الخاص بي ولأول مرة اليوم أخشي من ارتدائه خوفاً من سرقته مني بالإكراه فوضعته في الحقيبة ولكن قدر الله وما شاء فعل وأخذت تبكي فطلب منها المتجمعون حولها من الأهالي تحرير محضر بالواقعة فكان ردها "وإيه لزمته المحضر ، لو في شرطة كانت قبضت عليهم فوراً أو جاءت تسألني عن سبب الصراخ لكن كما ترون الأمن غائب عن الشوارع" . أما مؤمن سعد 32 سنة (سائق تاكسي) فيري أن الشرطة ما زالت تتعمد عدم العودة إلي العمل، مؤكداً أنه تكررت كثيراً سرقات بالإكراه لسائقي التاكسي حيث يقوم باستيقافهم شابان وكأنهما يريدان توصيلهما إلي أحد الأماكن وبعدما يقف سائق التاكسي يفاجأ بثلاثة أو أربعة أشخاص آخرين مسلحين بأسلحة بيضاء وخرطوش ويوجهونها إلي السائق ويطلبون منه النزول من السيارة وإذا قاوم يكون مصيره القتل وبالفعل تم الاستيلاء علي عدة سيارات بمدينة السادس من أكتوبر بهذه الطريقة لكن فوجئ عدد من السائقين عندما توجهوا لتحرير محضر بسرقة السيارة وطلبوا من الشرطة البحث معهم عنها فكان ردهم "خلي الثورة تنفعكم" وهو ما أدي إلي حالة سخط واستياء بين السائقين ونظموا مسيرات عديدة وتجمعات أمام مسجد الحصري بمدخل المدينة وهتفوا خلالها ضد الشرطة .