النيران تشتعل فى مسجد عمر بن عبدالعزيز د. أحمد كريمة: مايحدث تعد علي الدين نفسه شهدت الآونة الأخيرة حالة من الانفلات في الشارع المصري علي خلفية الأحداث التي بدأت في مدن القناة وامتد صداها إلي القاهرة، لتصل إلي ذروتها في الاشتباكات التي وقعت الجمعة الماضية أمام قصر الاتحادية الرئاسي بضاحية مصر الجديدة.. التطور الغريب في حالة الصدام التي شهدها الشارع أخيرا، كان هجوم مجهولين علي عدد من المساجد أبرزها عمر بن عبدالعزيز وعمر مكرم، ومسجد البحر وأبوالقاسم بدمياط، ما ينذر بإشعال جذوة الفتنة الطائفية ما لم يتم احتواء الموقف. قامت مجموعة من المشاغبين بمحاولة اقتحام قصر الاتحادية ولكن تصدت لهم قوات الأمن واستطاعت القبض علي بعضهم في الوقت الذي أعلنت فيه التيارات السياسية المختلفة السلفيون وشباب 6 إبريل، والتيار الشعبي وجبهة الإنقاذ الانسحاب من أمام القصر حتي تتمكن قوات الأمن من القبض علي هؤلاء البلطجية. وخلال هذه الاشتباكات قامت مجموعة من البلطجية بإشعال النيران في مسجد (عمر بن عبدالعزيز) حيث احترقت واجهته بالكامل وتم حرق بعض المصاحف الموجودة في المسجد حتي تمكنت قوات الدفاع المدني من السيطرة علي الحريق. وقبل واقعة اقتحام مسجد عمر بن عبدالعزيز بأيام قليلة شهد مسجد عمر مكرم، قرب ميدان التحرير واقعة أخري شبيهة، قام خلالها مجموعة من البلطجية والمسجلين خطر باقتحام المسجد بأحذيتهم وأسلحتهم البيضاء فمنهم من كان يحمل مطواة وآخرون يحملون زجاجات مولوتوف. كما قاموا بالاعتداء علي إمام المسجد وقطع صلاته وطرده من المسجد، وهو نفس ما تعرض له المصلون الذين فوجئوا باعتداء البلطجية عليهم وطردهم من المسجد وسرقة متعلقاتهم. ووقف بعض هؤلاء البلطجية علي باب المسجد حيث منعوا دخول أي شخص لمدة تقترب من نصف الساعة. وسط هتاف بعض المتظاهرين يا شباب اقتحام المسجد بهذه الطريقة حرام، في حين استغاث آخرون بالسلفيين لإنقاذ المسجد. وفي محافظة دمياط تكرر المشهد المخزي في مسجدي البحر وأبي القاسم اللذين يعتبران من أكبر مساجد المحافظة فقد تم اقتحامهما والاعتداء علي المتواجدين بداخلهما وسبهم وتهديدهم، وخلال هذا الاقتحام تم تمزيق المصاحف، وسرقة بعض متعلقاته من نجف وأجهزة تكييف، قبل أن تتدخل قوات الشرطة وتحتوي الموقف. ولم يعرف أحد هوية مقتحمي المسجدين في دمياط إلا أن البعض رجح انتماءهم إلي جماعة (بلاك بلوك) الملثمة. من جانبه قال (أحمد عامر) إمام مسجد (الرحمة) بمصر الجديدة إن مايحدث الآن من هجوم علي المساجد (حرب علي الإسلام) ويجب علينا جميعا الدفاع عن الإسلام، ومنع أي محاولة اعتداء علي حرمة المساجد أو انتهاك قدسيتها، فإن الدفاع عن المساجد هو جهاد في سبيل الله، وجميع المسلمين علي استعداد للشهادة من أجل الدفاع عن مساجد الله في الأرض. من جانبه قال الدكتور (أحمد كريمة) أستاذ الشريعة جامعة الأزهر: يقول رسول الله([): (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا ما رياض الجنة، قال المساجد)، وأجمع أهل العلم علي أن المساجد لها حرمات لايدخل فيها سلاح ولاترفع فيها الأصوات ولابيع ولا شراء فيها إلي جانب ضرورة الابتعاد عن كل ما يخل بحرماتها، ويجلي عنها المجانين والصبيان وكل مايؤدي بخلل في أداء رسالتها ويجب أن يسعي إليها بسكينة ووقار واحترام أهل العلم والدعاة، ويجلي بها أيضا انتشار الضلالة والاعتداء علي المساجد هو اعتداء علي الدين نفسه لأن المساجد ليست ملكا لبني آدم بل ملك لله عز وجل، ويجب تغليظ العقوبات علي كل من يحاول التعدي علي المساجد.