صالة تحرير آخر ساعة مواجهة تماما لباب المكتبة الدور الثاني مبني أخبار اليوم شارع الصحافة.. والمكتبة هي المكان الذي نلجأ إليه في وقت الفراغ أو محاولة التحقق من نشر خبر ما منذ أيام أو منذ سنوات، أمين المكتبة هو محمد حمدي الذي عمل بها وهو في سنوات دراسته الأخيرة في قسم المكتبات كلية الآداب جامعة القاهرة. من هنا كانت اللقاءات الأولي دائما تدور في المكتبة وأبعد من هذا كانت طالبات قسم الصحافة في سنوات دراستهن الأخيرة أيضا وبداية العمل الحقيقي يعتبرن المكتبة هي المكان الرسمي لتواجدهن فلم يكن لهن مكاتب معينة أو حتي اسم رسمي في كشوف المرتبات. وفي أحد أيام إبريل من سنة 1956 دخلت وتعرفت علي محمد حمدي وراح بدوره يقدمني للطالبات سناء فتح الله وسناء البيسي وصافيناز كاظم وزميلاتهن جميعا.. وهنا سألتني سناء: هو أنت طارق فودة اللي ترجمت الكتاب المقرر علي التوجيهية (مدام كوري)؟.. قلت نعم.. ورحن يشكرن لي حسن الصنيع.. بدأت صداقة تربط بيننا جميعا لا أكثر من صداقة أستطيع أن أقول: أخوة حقيقية.. كانت سناء فتح الله تحتل وسطنا الزهرة المتفتحة الجميلة كل واحدة من البنات كانت لها شخصيتها المتميزة ووجدتني أقترب أكثر وأكثر من سناء فتح الله وسناء البيسي بحيث كنا نشكل عائلة حقيقية في أخوة صادقة امتدت بنا عبر سنوات طويلة تابعت زواجها من أحمد بهجت.. وتمضي بنا السنون لتبعدنا مصائرنا عن بعضنا البعض ولأجد نفسي مرة أخري مع سناء البيسي الكاتبة الرشيقة معا في بلدان جنوب أفريقيا ولنحكي عما فعل الزمان بنا.. ولنقترب مرة أخري من بعضنا البعض الزهرة الجميلة أصبحت كاتبة كبيرة.. كاتبة تحمل جمال الزهرة ولا تخلو أبدا من الأشواك.. رحم الله سناء فتح الله وأبقي لنا الكلمات الشاعرة لولدها محمد بهجت والفن الجميل لولدها المخرج خالد بهجت!..