د. محمد مرسى رئيس الجمهورية ود. أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى أثناء عزف السلام الجمهورى عندما أشارت عقارب الساعة إلي الواحدة وعشر دقائق من ظهر يوم السبت الماضي وعلي الأضواء المبهرة لقاعة مجلس الشعب العريقة فتح الباب الرئيسي للقاعة ليدخل الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب لجمهورية مصر العربية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير في حدث هو الأول من نوعه في تاريخ الحياة البرلمانية الحديثة فلأول مرة تكون زيارة رئيس الجمهورية للمجلس ليفتتح الدورة البرلمانية لمجلس الشوري فمنذ إنشائه عام 1980 لأول مرة يعقد الشوري جلساته في القاعة الرئيسية لمجلس النواب (الشعب). وتعتبر هذه الدورة البرلمانية رقم 33 لمجلس الشوري وكان لاجتماع الرئيس بنواب المجلس أهمية خاصة، كونه يمثل أول دورة برلمانية يفتتحها أول رئيس منتخب عقب ثورة 25 يناير، وإقرار الدستور الجديد، إضافة إلي أنها المرة الأولي التي تؤول فيها سلطات مجلس النواب "الشعب سابقا" إلي مجلس الشوري والذي يتحمل مهمة التشريع خلال الفترة المقبلة، والمحملة بحزمة من التشريعات المهمة والضرورية التي تتطلبها المرحلة الحالية. وكان الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري والمستشار فرج الدري الأمين العام للمجلس في استقبال رئيس الجمهورية، لدي وصوله إلي مقر مجلس النواب، وتم عزف السلام الجمهوري ثم اصطحب رئيس مجلس الشوري الدكتور محمد مرسي إلي استراحة رئيس الجمهورية بمجلس النواب وفي جلسة قصيرة استمرت قرابة العشر دقائق داخل مكتبه بمجلس النواب استقبل مرسي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأهر والبابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية والدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء ، وفي أثناء ذلك توجه الدكتور أحمد فهمي إلي القاعة ليفتتح الجلسة ويلقي كلمة يرحب فيها بالرئيس، ويدعوه ليلقي بيانه وبعدها توافد علي القاعة آخر الضيوف وهم شيخ الأزهر والبابا ود. قنديل والفريق أول عبدالفتاح السيسي ثم توجه الرئيس إلي قاعة مجلس النواب وأعلن المستشار فرج الدري الذي انتظر رئيس الجمهورية علي باب القاعة ليقول الجملة الشهيره المعتادة بصوت عال " سيادة رئيس الجمهورية" في إشارة ترحاب بوصول الرئيس داخل القاعة ويقف النواب والضيوف في أماكنهم ليستقبلوا الرئيس بسيل من التصفيق. التصفيق .. ممنوع استغرق هذا الخطاب التاريخي 40 دقيقة قاطعه خلالها الأعضاء بالتصفيق الحاد ثماني مرات آخرها في نهايته وحسب بعض المصادر البرلمانية أن هذه الزيارة كان من المفترض أن تتم في قاعة مجلس الشوري الممنوع بداخلها التصفيق طبقا للعرف السائد وضيقها نوعا ما ونظرا لتوقع حماس استقبال النواب للرئيس تم نقلها لقاعة مجلس النواب العريقة والمتاح بها التصفيق . وقد حرص أعضاء مجلس الشوري والضيوف علي الحضور مبكرا قبل ميعاد افتتاح الجلسة بساعتين واحتل عدد من حرس البرلمان أماكن جلوس الوزراء والضيوف في المقاعد الأمامية حتي يحضروا الجلسة. وقبل بدء الجلسة طلبت الأمانة العامة لمجلس النواب من الحضور منع التدخين نهائيا نظرا لأن القاعة مجهزة بنظام إطفاء "بالشبورة المائية". وجاء ذلك في الوقت الذي عزفت فيه الموسيقات العسكرية الأغاني والأناشيد الوطنية قبل حضور الرئيس ومنها »مصر التي في خاطري والله أكبر باسم الله والله علي بلدنا الله والمصريين أهم«. الطيب والبابا وكان لأول مرة جلوس عدد من الضيوف المعتاد جلوسهم بشرفات كبار الزوار داخل القاعة فجلس الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية متجاورين لأول مرة في مقاعد الأعضاء بدلا من شرفات الضيوف وجلس أيضا داخل القاعة عدد من رؤساء الأحزاب علي رأسهم الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق ورئيس حزب الحرية والعدالة وأيضا المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق وممدوح الولي نقيب الصحفيين وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط كما حضرها رؤساء الوزراء السابقون الدكتور علي لطفي والدكتور كمال الجنزوري والدكتور عصام شرف والدكتور عبدالعزيز حجازي ومن الشخصيات العامة العالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل..كما حضر في شرفة الصحفيين عدد من رؤساء تحرير الصحف وأعضاء المجلس الاعلي للصحافة. الشرفة.. بدون سوزان وجمال ولأول مرة أيضا يكون المكان المخصص لزوجة رئيس الجمهورية بشرفة كبار الزوار خاليا فكان من المعتاد حضور زوجة رئيس الجمهورية وزوجة رئيس الوزراء وزوجات رؤساء مجلسي الشعب والشوري. أما المكان الذي كان يجلس فيه جمال مبارك وعلاء مبارك والمرحوم عمر سليمان بشرفة كبار الزوار جلس به بعض المستشارين من رموز القضاء المصري. وجلس عدد من قيادات القوات المسلحة والداخلية بشرفة كبار الزوار.
الرئيس والمنصة ومن المعروف أن هذه ليست المرة الأولي للدكتور محمد مرسي دخوله مجلس الشعب فهو كان عضوا ببرلمان 5991- 0002وتعتبر أول مرة يعتلي فيها مرسي المنصة الرئيسية ولكن وقوفه علي المنبر الذي ألقي من عليه الخطاب كان ليس بجديد فهذا المنبر وقف عليه مرات عديدة أثناء عضويته بالبرلمان خاصة خلال عرضه للاستجوابات. وعلي غير العادة استلم الحرس الجمهوري مبني البرلمان الساعة الخامسة من صباح يوم الخطاب وكان في السابق يستلم الحرس الجمهوري المبني كاملا قبل ذهاب رئيس الجمهورية بيوم علي الأقل.
السيارة بدلا من الهليكوبتر وبالنسبة لخط سير الرئيس من منزله حتي مقر البرلمان بشارع قصرالعيني فاختلفت هذه المرة فقبل ذلك كان الرئيس السابق حسني مبارك يستقل طيارته الهليكوبتر من قصر الرئاسة بمصر الجديدة وصولا إلي النادي الأهلي أو نادي الجزيرة ثم يستقل سيارته في موكب مهيب مكون من أكثر من02 سيارة مختلفة الأشكال والماركات من منطقة الجزيرة مرورا بكوبري قصر النيل إلي ميدان التحرير ثم شارع قصر العيني عكس الاتجاه حتي شارع مجلس الشعب. أما الرئيس مرسي في هذه المرة ونظرا للظروف المحيطة بمنطقة مجلس الشعب حيث الاعتصامات الموجودة في ميدان التحرير وإغلاق شارع قصر العيني من ناحية ميدان التحرير حضر رئيس الجمهورية هذه المرة في موكبه الذي خرج من مكان إقامته مرورا بشارع صلاح سالم حتي يمينا سور مجري العيون فبداية شارع قصر العيني من المستشفي الفرنساوي وصولا لشارع مجلس الشعب.
مصر والمفلسون كان الرئيس مرسي بدا خطابه في تمام الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر بعد كلمة قصيرة ألقاها الدكتور أحمد فهمي رئيس المجلس معلنا افتتاح الجلسة وانتهي الخطاب في تمام الساعة الثانية وعشر دقائق . وبلغت ذروة التصفيق للرئيس مرسي عند تأكيده أن مصر لن تفلس وأن من يتحدثون عن ذلك هم المفلسون ورفضه لكافة أشكال العنف وأن مصر لا تعادي أحدا ولا تسمح لأحد أن يتدخل في شئونها وتأكيده مرتين أن مصر لن تركع لأحد. قال الرئيس محمد مرسي إن الأوضاع الاقتصادية ليست متردية، والمصانع ليست مغلقة والبنوك ليست في حالة خطر علي العكس حيث ذكر أرقاما جديدة لم تعلن من قبل منها أن الاحتياطي النقدي زاد بمقدار 101 مليار دولار وأكد أن هذه ليست المرة الأولي التي يقل فيها التصنيف الائتماني لمصر بسبب الحالة السياسية، موضحا أن مصر بخير ولن تفلس كما يدعي البعض. حاوروا الحكومة وبدأ مرسي كلمته بمجلس الشوري بحمد الله علي النعمة التي نرجو أن تدوم وهي اجتماعنا في هذا المكان ، وأن مصر لن تبنيها فئة واحدة، وبناء دولة عصرية بعد سنوات استبداد إلا بتكاتف الجميع وأكد للشعب المصري علي تعزيز سلطان القضاء وضمان استقلاله موضحا أن الدول الحديثة لا يمكن ترسيخها إلا بآليات بسط القانون علي الجميع واستقلال القضاء وتمكين الإعلام والمجتمع المدني . وقال موجها حديثه لأعضاء مجلس الشوري أصبحتم بالدستور وبإرادة الشعب تتولون سلطة التشريع إلي حين انتخاب مجلس النواب ودعاهم إلي الحوار مع الحكومة والقوي السياسية في هذا الإطار. وأضاف: علينا أن نمضي قدما لانتخاب مجلس النواب داعيا كل القوي الحزبية والسياسية إلي الحوار الوطني الذي أرعاه بنفسي والمشاركة بفاعلية في القانون الانتخابي الذي يضمن تمثيلا عادلا للجميع ونزاهة الانتخابات ومعبرا عن إرادة الشعب ومطبقا للمادة الخامسة من الدستور التي تنص علي أن السيادة للشعب وهو مصدر السلطات. مصر بخير وقال إن أوضاع السوق المصرفي ليست كما يشاع عنها.. وقال أرقاما تؤيد، صافي الاحتياطيات وصل إلي 15.5مليار دولار بزيادة 1.1 مليار دولار عن يونيو الماضي. وطمأن الجميع أن ألف ومائة مليار جنيه هو مؤشر السيولة المحلية، وودائع البنوك هي الأخري زادت إلي 1300 مليار جنيه مقارنة ب 970 مليون جنيه العام الماضي. وعائدات قناة السويس سجلت هي الأخري 2 مليار دولار بزيادة ملحوظة وشهدت السياحة زيادة ملحوظة في الأربعة شهور الماضية مسجلة 4 ملايين بزيادة عن الفترة الماضية. لن تفلس أبداً وقال وسط تصفيق »بعض الحاضرين« إن الذين يتحدثون عن الإفلاس هم المفلسون ومصر لن تفلس أبدا ولن تركع بفضل الله. وطالب بعدم إثارة حالة الرعب ونبذ الخلاف السياسي وطمأنة الناس . وقال إننا سننطلق إلي أن نكون أمة قادرة علي العمل والإنتاج بإرادة وتحدث عن مشروعات تنمية محور قناة السويس »وهو ما يطرح تساؤلا هل هو المشروع القطري لاستغلال محيط قناة السويس« وقال »تنمية أقليم قناة السويس يحقق 03مرة ضعف عائد قناة السويس«. وعن الحكومة قال إنه لابد من إجراء تعديلات في الحكومة الحالية لمحاربة الفقر والغلاء والبطالة وجهها لرفع كفاءة القطاع المصرفي.