دعوة الافتتاح الخبر وسط زحام المشاكل التي تمر بها مصر.. مر مرور الكرام ويقول: إن إسرائيل قررت هدم نصب تذكاري بالضفة الغربيةالمحتلة يضم رفات 01 جنود مصريين.. والقصة لم تستمر لمدة يومين.. بعد أن تدخلت الخارجية المصرية لوقف قرار الهدم.. وأعلن سفير مصر في فلسطين ياسر عثمان أنه أجري اتصالات مع الإسرائيليين لوقف القرار.. وبالفعل تم وقفه ولكن مؤقتا بزعم أنه يقع ضمن عدة مبان أخري مجاورة له.. وتمت إقامتها دون الحصول علي تراخيص؟! مقام أبو حصيرة والنصب يقع في قرية بيت نوبا غرب مدينة رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة.. والغريب أنه تم إقامته منذ نحو 5 شهور فقط.. ويومها سمحت السلطات الإسرائيلية أو غضت النظر علي إقامته.. ووجهت الدعوات لحضور حفل تدشينه من حركة التحرير الوطني الفلسطيني التابعة لمنظمة فتح وبحضور السفير المصري.. وكان بمناسبة الاحتفال أيضا بذكري ثورة 32 يوليو.. وكان اللقاء في موقعه في بيت نوبا ببيت لقيا بالضفة الغربيةالمحتلة؟ وكانت حجة الهدم هذه المرة.. عند السلطات الإسرائيلية أن النصب غير مرخص وأنه يقع في منطقة تابعة للسيطرة الإسرائيلية العسكرية الكاملة وحسب نصوص اتفاقية أوسلو. ورغم أن الموقف انتهي بسلام.. وبقي النصب ولو إلي حين.. إلا أن الموقف الإسرائيلي المتكرر.. طرح العديد من التساؤلات.. حول نية إسرائيل لطمس وهدم كل ما يذكرها بالحرب العربية المقدسة ضدها.. وبالذات من جانب القوات المسلحة المصرية التي حملت هذا العبء أحيانا منفردة منذ بداية الصراع مع حرب 8491 وحتي الآن. فالنصب.. يرجع لشهداء مصريين من فرقة جنود مصرية خلال حرب 8491.. وهذه الفرقة رفضت الخروج من المنطقة التي دفنت فيها إلي الأردن بعد انتهاء الحرب وميل كفة الصراع لصالح إسرائيل وحلفائها. صخرة ديان وهنا.. قصفت القوات الإسرائيلية المنطقة بالكامل.. مما أدي لاستشهاد نحو عشرة من جنود هذه الفرقة في مجرزة وحشية. وجاء القرار أيضا.. بعد أن اقتحمت قوات من الاحتلال الإسرائيلي قرية بيت نوبا التي يقع فيها النصب في الثاني عشر من ديسمبر الحالي.. وأخطرت أهالي القرية بنيتها هدم النصب ومبان أخري مجاورة له.. وهو النصب الذي افتتحه السفير المصري بحضور قيادات فلسطينية من حركة فتح. صحيفة (يديعوت أحرونوت).. قالت إن القرار تم تأجيله بصفة مؤقتة ولم يتم وقفه نهائيا.. بما يعني إمكانية معاودة الحديث عن هدمه في المستقبل!! خاصة أن النصب يمثل ليس للفلسطينيين بالقرية فحسب.. بل لكل الفلسطينيين بالضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة.. رمزا للدماء المصرية التي سالت من أجل قضيتهم.. وبالفعل تحرك أهالي القرية والبلدان المجاورة للتنديد بالقرار.. ونظم عدد منهم عدة مسيرات خاصة أن عملية إقامة النصب أخذت الكثير من المناوشات بين الجانبين المصري والإسرائيلي من جهة والفلسطيني والإسرائيلي من جهة أخري.. حيث تم رفض إقامته في الماضي حتي قبل 5 شهور مضت فقط.. وبمبادرة من حركة التحرير الفلسطينية فتح وأهالي المنطقة والسفارة المصرية في رام الله. وجاء تتويجا وعرفانا أيضا للشهداء الذين قدموا لمنطقة سهل عمواس بمنطقة اللطرون.. خلال الحرب ضد إسرائيل في عام 7691.. ووقتها دمر الاحتلال القرية بالكامل. والإسرائيليون لايخفون.. أن قرارهم بالهدم سببه الحقيقي هو تحول النصب التذكاري للشهداء المصريين لمزار لأبناء الشعب الفلسطيني.. وبالتالي ذكري مستمرة للحرب ضدهم.. وتذكير دائم بأنهم محتلون مغتصبون لأراض أعطاها من لايملك .. لمن لايستحق! مزار ومصريا.. كانت ردود الأفعال غير الرسمية بطيئة للغاية ربما لانشغال المصريين حتي النخاع بالشأن الداخلي المضطرب في كل ساعة.. عدا.. ما أصدرته حركة ثوار سيناء من بيان هددت فيه ودعت بهدم كل النصب التذكارية الإسرائيلية في سيناء.. وأبرزها: صخرة ديان الموجودة علي ساحل البحر مباشرة بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء والتي أقامتها إسرائيل تخليدا لذكري 51 من قادة سلاح الجو الإسرائيلي.. سقطت بهم طائرة في ذات المنطقة خلال حرب الاستنزاف. وهناك.. ضريح أبو حصيرة في قرية ديميتوه بمحافظة البحيرة.. والذي يعتقد الإسرائيليون واليهود حول العالم.. أنه لرجل دين يهودي.. يحجون إليه بالآلاف سنويا..لإحياء ذكراه!! ورغم القرار الأخير.. من الإسرائيليين بالرجوع عن الهدم ولو مؤقتا. إلا أن الفلسطينيين ومنهم حركتا فتح وحماس.. يرون أن الاحتلال الإسرائيلي سيعاود محاولته لهدم النصب التذكاري لشهداء الجيش المصري.. في محاولة يائسة لطمس الذاكرة الفلسطينية والعربية الحية والمليئة بصور من البطولات والتوحد دفاعا عن التراب الفلسطيني. وهو ما عبر عنه مسئولون في حركة فتح بالضفة الغربيةالمحتلة من أن هذه المحاولات لن تفلح في طمس التضحيات والدماء التي بذلتها مصر عبر عقود كاملة.. لصالح الشعب والقضية الفلسطينية.. وستبقي مصر وشعبها من قبلها في قلوب كل الفلسطينيين.