توقيع اتفاقية مع إيطاليا لتدريب البيطريين لاكتشاف المرض مبكرا اتحاد منتجي الدواجن مستعد لتنفيذ استراتيجية المكافحة بالتعاون مع »الفاو« الحكومة أنشأت 27 مركزا لمراقبة الحدود من الطيور المهاجرة بدأت وزارة الزراعة في تنفيذ خطة لمواجهة مرضي إنفلونزا الطيور خلال فصل الشتاء الجاري الذي من المنتظر أن ينشط خلاله الفيروس، وذلك من خلال تحصين الدواجن بالمزارع والتربية المنزلية بالمصل الفعال والمطور الذي يتناسب مع تحور فيروس إنفلونزا الطيور الذي ظهر للمرة الأولي في مصر قبل نحو خمس سنوات. حذرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) من عودة انتشار مرض إنفلونزا الطيور بعد ظهور سلالة جديدة من المرض في آسيا. وحثت الفاو علي تكثيف الاستعدادات لمواجهة ومراقبة فيروس إتش 5 إن 1 المعروف بمرض إنفلونزا الطيور شديد الخطورة وسط مؤشرات أن ثمة سلالة كامنة من فيروس المرض الفتاك تنتشر حاليا في آسيا ما ينذر بمخاطر لا يمكن التكهن بتداعياتها علي صحة الإنسان. وقد أدي فيروس إنفلونزا الطيور إلي مقتل 331 شخصاً منذ ظهوره عام 2003 بحسب الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. وسُجلت في كمبوديا أحدث حالة وفاة بالمرض في الأسبوع الماضي حيث تم إلي الآن توثيق 8 حالات بشرية وكلها إصابات قاتلة. في البداية قال الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية إن خطة مكافحة إنفلونزا الطيور محليا وعالميا التي تنظمها الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالتعاون مع اللجنة العليا للتحصينات واللجنة الفنية لصحة الحيوان تتضمن أيضا التركيز علي معايير الأمان الحيوي للمزارع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، والاستمرار في عمليات التدريب للبيطريين علي وسائل الوقاية والتركيز علي عمليات التحصين والوقاية في التربية المنزلية. وقال إنه في إطار التعاون بين مصر وإيطاليا لمكافحة مرض إنفلونزا الطيور تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي الزراعة المصرية ونظيرتها الإيطالية لتدريب الأطباء البيطريين في مصر علي مكافحة إنفلونزا الطيور وكيفية اكتشاف المرض مبكرا في المزارع للتغلب عليه ومنع انتشاره للمزارع الأخري. وحول الوضع الحالي لمرض إنفلونزا الطيور، أكد سليم أنه لم يتم حتي الآن رصد أي إصابات والوضع مستقر، مشيرا إلي الشروع في تنفيذ خطة مشتركة مع المعونة الأمريكية ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية »فاو« لتحصين المزارع الكبيرة والمتوسطة. وأشاد بتعاون المحافظين في محافظات الغربية والشرقية والمنوفية والفيوم والدقهلية في تطبيق قواعد الأمان الحيوي لمواجهة المرض في الشتاء الجاري . من جانبه، أكد الدكتور نبيل درويش رئيس اتحاد منتجي الدواجن أن الاتحاد علي استعداد للمساهمة المادية والمعنوية لتنفيذ استراتيجية مكافحة إنفلونزا الطيور التي يتم تنفيذها بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة الفاو. وأشار الدكتور محمد عليان أستاذ الزراعة بجامعة أسيوط إلي أن الإجراءات الناجعة لمكافحة المرض والقضاء عليه تتطلب تعاون جميع العاملين في مجال الطب البيطري وأصحاب المصلحة والمربين. وطالب بوجود استراتيجية واضحة ومحددة في مصر للقضاء علي هذا المرض الخطير علي الثروة الحيوانية وصحة الإنسان من خلال التدريب المستمر في المعامل والقطاع الخاص والمزارع والتربية المنزلية علي وسائل المكافحة الحديثة. وأكد ضرورة توافر الأمان الحيوي في المزارع والتربية المنزلية من خلال النظافة والمقاومة المستمرة, مشيرا إلي أن الإنسان هو الأساس في نقل العدوي من مكان إلي آخر. كما أكد ضرورة حظر نقل الدواجن نهائيا من مكان إلي آخر وعدم الاتجار في الدواجن الحية نهائيا مع التركيز علي تعقيم السيارات وأقفاص نقل الطيور من المزارع إلي المجازر والعكس مع مراعاة خطورة القطط والكلاب والطيور في نقل المرض من مكان إلي آخر. ونوه إلي أن التحصين وحده ليس كافيا للقضاء علي المرض بل لابد من اتباع وسائل الوقاية الأخري في التربية المنزلية والمزارع، وحذر من استخدام اللقاحات القديمة في عمليات التطعيم ضد مرض إنفلونزا الطيور التي يقدر عددها بنحو 22 لقاحا. من جهة أخري صرحت مصادر في وزارة الزراعة أن الحكومة أقامت 27 مركز مراقبة علي طول المناطق الحدودية لجمع معلومات ومراقبة الطيور المهاجرة المحتمل إصابتها بمرض إنفلونزا الطيور القاتل. وقال إن هذه المراكز بدأت تعمل بالفعل لمراقبة الحياة البرية ، وأنها تقوم حاليا بجمع عينات من الطيور المهاجرة. وكانت الأراضي المصرية قد شهدت هبوط طيور برية تهاجر من شرق وجنوب أوروبا بحثا عن مناطق أكثر دفئا.. إلا أن عبد الخالق عباس استبعد أن تكون هذه الطيور التي اختلطت بالفعل بطيور محلية مصابة بالمرض القاتل. وأضاف أن مزارع السمان والدجاج سواء الخاصة أو الحكومية منعت خروج طيورها خارج أماكن التربية مشيرا إلي أن هذا الإجراء اتخذ قبل فترة طويلة من الانتشار الأخير لإنفلونزا الطيور في بعض الدول. وكانت وزارة الزراعة قد قامت بمد مديريات الزراعة بالمحافظات ب1000 مصل ضد المرض الاسبوع الماضي. وأكد الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة لشئون الوقاية، أنه تم إعداد خطة شاملة منذ عامين لمواجهة مرض إنفلونزا الطيور استفادت منها وزارة الصحة والسكان في مواجهة مرض إنفلونزا الخنازير الذي حدث مؤخرا من أجل تشديد الرقابة والحفاظ علي صحة المواطنين. وذكر أن الوزارة تقوم بالترصد المرضي لاكتشاف أي حالة مرضية إزاء أربعة أنواع من الأمراض وهي إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير والالتهاب الرئوي والأمراض الشبيهة بأعراض الإنفلونزا. مطالبا بأهمية توعية الجماهير بخطورة تلك الأمراض، وأنه خلال الأيام القادمة سنشاهد حملات إعلانية علي وسائل النقل حول أعراض الإنفلونزا وإجراءات الوقاية. وتقدم الأمصال طريقة فعالة في الوقاية من الإنفلونزا بشكل عام. ونظرا لتغير طبيعة الفيروس المسبب للمرض من موسم إلي آخر فإن منتجي الأمصال ينتظرون التقرير الموسمي لمنظمة الصحة العالمية الذي يتضمن وصفا للفيروسات المتوقعة، وعلي ضوئه يحددون التركيبة الكيميائية للأمصال. وتمكن الأمصال جهاز المناعة من سرعة التعرف علي الفيروسات وإنتاج المضادات الحيوية اللازمة لمكافحتها. غير أن الأمصال الموسمية لا تستطيع التعرف علي فيروسH5N1 بعد، وتجري في هذا السياق أبحاث متطورة في معاهد البحث العلمي لاكتشاف لقاح واق. من ناحية أخري اكتشف علماء أمريكان أن استخدام الأمصال الموسمية يقي من الفيروس الهجين الذي تسبب في وباء الإنفلونزا الإسبانية عامي 1918-1919 وراح ضحيته 40 مليون شخص. لذلك فإن التطعيم لا يزال يعد حلا عمليا لمقاومة إنفلونزا الطيور فكلما قلت الفيروسات التي يمكن أن يتحد معها فيروس إنفلونزا الطيور قلت إمكانية ولادة جيل شرس من الفيروسات الجديدة. من جانبه أكد رئيس المركز القومي للبحوث الدكتور أشرف شعلان، أن اللقاح المصري لإنفلونزا الطيور هو الوحيد الآمن خلال الفترة الحالية لحماية الثروة الداجنة في مصر، حيث تم عزله من السلالة الموجودة في البيئة المصرية. وقال أشرف شعلان إنه تم بالفعل طرح اللقاح في السوق باسم المركز بالتعاون مع "شركة ميفاك" التي لديها القدرة علي إنتاج هذا النوع من اللقاحات، مشيرا إلي أنه سيتم بيع الألف جرعة من اللقاح ب 305 جنيهات وهو سعر رخيص مقارنة بالسعر الذي يباع به اللقاح المستورد. وأضاف أنه تم التعاقد حديثا مع معهد بحوث وإنتاج اللقاحات البيطرية والأمصال التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة لإنتاج هذا اللقاح ومن المقرر أن يتم خلال شهر طرح هذا اللقاح في الأسواق. وأوضح أن حاجة مصر من هذا اللقاح مليار و250 مليون جرعة لمكافحة هذا الفيروس حيث تعد مصر من أولي الدول في العالم في أعداد بؤر الإصابة بالفيروس في الدواجن، ومن حيث الإصابات البشرية بالفيروس، وعدد الوفيات.