من بين القرارات المثيرة للجدل التي أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات، قرار منع بيع اللحوم لمدة شهر، القرار كان الغرض منه اقتصاديا، ولاعلاقة له بالحلال أو الحرام علي الإطلاق، وإذ بأحد أئمة المساجد، وفي خطبة الجمعة يشن هجوما لاذعا علي الرئيس السادات متهما إياه، بأنه يحرم ما أحل الله، لم أستوعب ما قاله الإمام في البداية، وعندما كرر مقولته أدركت أنه يعني ما قاله، فهم خاطئ، ورأي في غير محله، تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع مايردده المنادون لنصرة الشريعة، تطبيق الشريعة أمر محمود وضروري لاستقامة الحياة، ولكن كيف يتم التطبيق، ومثل هذا الفهم الخاطئ موجود في كثير من مناحي الحياة، هل نستطيع مثلا أن نطبق قول رسول الله([) في قصة المخزومية التي سرقت: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"، كم من شريف في زماننا هذا يمكن أن يطبق عليه الحد، علية القوم من يقدر عليهم، كثير هم من سيتشفعون لهم، كان الرجل أو المرأة من السلف الصالح، هو من يبادر بأن يطبق عليه الحد، من في زماننا هذا يمكن أن يفعل ذلك، ولو فعلها أحد، هل يوجد من يتعامل معه بنفس الفهم الذي كان يتعامل به الرسول الكريم وسلفنا الصالح، جاءت امرأة إلي الرسول : يا رسول الله، إني قد زنيت وإني أريد أن تطهرني، فردها، فلما كان الغد قالت : يا نبي الله، لم تردني، فوالله إني لحبلي قال : اذهبي حتي تلدي، فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة، قال : اذهبي فأرضعيه حتي تفطميه، فلما فطمته أتته بالصبي وفي يده كسرة خبز، فدفع الصبي إلي رجل من المسلمين، وأمر الناس فرجموها، ماذا لوأقدمت امرأة علي فعل ذلك في زماننا هذا؟ التشهير والفضيحة في انتظارها بكل تأكيد. وللحديث بقية.