دينا الصراع بين أهل الفن وبعض التيارات الدينية أصبح يتجدد مع كل أزمة، قضايا ترفع ومحاكم للجهتين تنصب، تصريحات من الطرفين علي صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات، آخرها المشكلة التي تفجرت بسبب رقصة دينا علي أغنية تتناول شخصيات دينية كبيرة.. بدأ الصراع بين أهل الفن وبعض التيارات الدينية بقضية رفعها المحامي عسران منصور ضد الفنان عادل إمام يتهمه بازدراء الدين في أفلامه التي قدمها منذ ما يزيد علي عشرين عاماً. واشتعلت التصريحات بين الطرفين ووقف أهل الفن مع الزعيم يساندونه خاصة بعد صدور حكم بإدانة عادل إمام وحبسه ثلاثة أشهر واستأنف الزعيم الحكم لتصدر البراءة في النهاية، لكن لم يكتف المحامي بذلك، بل قرر أن يستأنف الحكم بل زاد علي ذلك أن رفع دعوي جديدة ضد عادل. ثم جاءت أزمة الفنانة إلهام شاهين مع الداعية عبد الله بدر بعد تصريحاته علي إحدي الفضائيات ضد إلهام شاهين وجاءت فيها ألفاظ اعتبرها بعض رجال القانون سباً وقذفا واعتبرها بعض رجال الدين مما يدخل تحت قذف المحصنات وهو ما دعا إلهام لأن تقيم دعوي قضائية ضد بدر ما زالت تتداول أمام المحاكم حتي الآن. لكن يبدو أن الأمور لن تقف عند هاتين القضيتين، لكن الواضح أنها سوف تتفجر مع كل عمل فني يقترب أو يتناول أي شيء يخص الدين، فبعد عرض فيلم "عبده موتة" في عيد الأضحي الماضي خرجت التصريحات من بعض الشخصيات المنتمية للتيارات الشيعية والصوفية في مصر تهاجم الراقصة دينا هجوماً حاداً بعد أدائها رقصة علي أنغام أغنية "أم الحسن والحسين" وهو ما اعتبره البعض ازدراء للدين وحطاً من قدر السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلي الله عليه وسلم وزوج الإمام علي بن أبي طالب ووالدة الإمامين الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب، وإساءة بالغة لآل بيت النبي صلي الله عليه وسلم. خرجت التصريحات النارية ضد دينا تتهمها بازدراء الدين وأنها لابد أن تتوب عما فعلته وطالب الكثيرون حذف هذه الأغنية من الفيلم نهائيا وطالب آخرون بإيقاف عرض الفيلم ورفعه من دور العرض، ليفتح بابا جديدا من أبواب الصراع بين أهل الفن والتيار الديني في مصر. دينا خرجت لتصرح في أكثر من محفل بأنها لم تكن تقصد ما دار في أذهان الذين يقولون إنها ازدرت الدين أو حاولت الحط من قدر وقيمة السيدة فاطمة الزهراء، وأنها حينما رقصت علي أنغام الأغنية إنما كان لضرورة درامية في الفيلم باعتبارها أغنية وليس شيئاً آخر، وأكدت أن هناك من يتصيد للفنانين الآن في أي شيء ليتهمهم في دينهم، وأنها لا تسمح لأحد بتوجيه هذا الاتهام إليها، وأنه لا يمكن لها أو لأي من أفراد الفيلم تعمد الإساءة لدينهم، فهذا كلام غير معقول ومبالغة غير مقبولة في انتقاد الأغنية. وصرحت دينا بأن الهدف من الهجوم عليها أن تعتزل الرقص وهو الأمر المستبعد تماماً عن فكرها الآن مؤكدة أن هذا القرار لابد أن يكون نابعا من داخلها فقط وليس عن طريق ضغط أو إجبار من أي أحد. من ناحية أخري قرر المحامي عبدالحميد شعلان أن يقيم دعوي قضائيّة ضدّ صنّاع العمل، الذي لا بدّ من توقيفه فوراً، كونه يُمثل إساءة بالغة لأهل بيت الرّسول الكريم بحسب رأيه. شعلان قال تعقيباً علي أغنية "يا أم الحسن والحسين"، ورقص دينا عليها مبرراً قرار رفعه دعوي قضائية: "طالما أنّنا نحن المسلمين نسخر من رسولنا، فلماذا نلوم علي الأمريكان وفيلمهم المسيء إلي الرسول(صلي الله عليه و سلم)؟.