«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في البحث عن مارية القبطية
بنها .. بيت الجميز والعسل .. وعسل بنها
نشر في آخر ساعة يوم 30 - 10 - 2012

أصر الصعيدي العجوز أن يتقدم سيارتنا عندما لاقيناه من جديد وقد تهنا وسط العمارات العصرية خلف جامعة بنها عما وصف لنا للوصول للموقع وابتسم بأسنانه المتآكلة ليقول بأدب (قلت لكم اتبعوني) ونصل ويرفع يده تحية وهو يضبط جلبابا أسود صوف علي كتفه اليسري وقد مشي في سروال قطني طويل أبيض عليه صديري غامق وعلي رأسه عمامة بيضاء هو أحد الصعايدة الذين يأتون لتأجير مساحات وسط الحقول يرصون فيها خلايا النحل لجمع رحيق الموالح والبرسيم المشهور بها عسل نحل بنها في ترجمة حديثة لنقوش معبد الأقصر للفراعنة وهم ينقلون خلايا النحل الطينية علي عوامات في النيل وراء مناطق الرحيق من أقصي الصعيد لتمتلئ بالعسل.
أبحث عن بقايا مدينة أتريب القديمة التي كان لها 12بابا فطول ضلع سورها بلغ 30 كم (تقطعها الخيول في نهار كامل) ولها خليج من النيل له ترع تحمل الماء للبيوت التي كانت في غاية الحسن وبها دير للعذراء ودار لإقامة الحكام ويتبعها 108 قري وكانت زاخرة بالسكان من المصريين والأجانب .
ومكانتها لا تقل عن طيبة عند الفراعنة والإسكندرية عند الرومان ورمزها الفرعوني الثور الأسود أحد أشكال الإله حورس وسميت قصر الإقليم الأوسط ثم أتريب بلغت قوة تاريخها أن حاكمها بسماتيك طرد الاشوريين ونصب نفسه فرعونا مؤسسا للأسرة السادسة وأن أحد أبنائه المهندس المعماري (حتب بن حابو) قد ساهم في إنشاء معبد الأقصر وبهو الأعمدة بمعبد الكرنك وطريق الكباش بين معبدي الأقصر والكرنك وتمثالا ممنون.
في (7ه 627 م) كانت بنها من قري أتريب اسمها الفرعوني " بر نها" أي بيت الجميز لشهرتها بهذه الأشجار المعمرة دائمة الخضرة المسماة شجرة الحياة فقد كان خشبها ذو الرائحة الطيبة يستخدم في صناعة التوابيت والتماثيل الخشبية والأثاث وهي المدينة الأم لقرية بنها التي أرسل المقوقس منها عسل النحل والذي كان الفراعنة يقدمونه للملوك والعظماء هدية لرسول الله مع السيدة مارية فدعا النبي بالبركة لبنها وعسلها.
وعندما تم تعريب الأسماء 90 ه أصبحت (بنها العسل) تيمنا بحديث الرسول([) واستمر حتي 1913م فعادت لاسمها بنها وقد سميت أيضا منه العسل أي حدائق العسل وبنها العسل فقد كانت ولا تزال كثيرة الأشجار والفواكه.
وبلغ من عظم ثروتها أنه قد عثر عام 1927 علي (كنز أتريب) في أنيتان من الفضة وزنهما 50 كجم في التل الذي كانت مساحته عام 1945 200 فدان والذي أنشئ عليه جامعة بنها عام 1976 والاستاد الرياضي والمستشفيات والمساكن ولم يبق منه سوي المنطقة الأثرية في كفر السرايا وثلاثة تلال صغيرة أكبرها أصبح جبانة للمسلمين فالمدن والقري القديمة كانت تقام علي ارتفاع 30 مترا عن النيل تحسبا لطغيان الفيضان أما الآخران فهما تل سيدي يوسف وتل سيدي نصر.
أتريب من المدن والقري المندرسة وعددها 2057 حتي عام 1945 كما سجلها محمد رمزي في قاموسه الجغرافي وهي القري التي بقي اسمها وضاع أثرها من فيضانات وسيول وإطماء للنيل أو انهيارات جبلية أو أوبئة وحرائق أو لهجرة أهلها لمناطق بعيدة لكن المصريين احتفظوا بأسماء قراهم الفرعونية متجاوزين مسميات الغزاة وبقيت أسماء القري في حائط أو معبد أو كنيسة أو ضريح أو حوض أرض زراعية أو جزء من قرية مجاورة انتقلوا إليها.

فراغ بين عمارتين حديثتين مؤهل لأخري تكمل الصف ليحجب رؤية التل الأثري الذي تهنا عنه بأتربته التي تتجرف أطرافها لإفساح أراضي مباني جديدة استمرارا للاستنزاف التاريخي الذي رصده محمد رمزي لاستخدامه قديما في تقوية الأراضي الزراعية وأحجارة للبناء فقلت مساحته من 750 فدانا إلي 200 التي عليها مباني الجامعة وما حولها وها هي تتناقص من جديد وعلي سطحه أعشاب خضراء من الأمطار الشتوية وخصوبة تربته التي من طمي النيل ترعي فيها أغنام وفي جانبه عشة من البوص وتتناثر من بين التربة بقايا أثرية من أعمدة وأحجار جرانيتية وأطلال جدار وأشياء لم نغامر بالتوغل لرؤيتها ندور مع العمارات يمينا لنصل إلي الطرف الآخر وأصعد إلي التل الملاصق للبيوت لمقام أبيض صغير بداخله مقبرة عليها عمة خضراء وستارة بيضاء ومصحف كبير علي حامل وكاسيت مفتوح علي إذاعة القرآن الكريم جدرانه مكساة بقيشاني حديث ويافطة لمقام سيدي ناصر الدين العمري ،لأهبط إلي طريق أسفلتي ضيق حتي أقصي اليمين أتوقف عند حمامات أتريب بأحواضها الجرانيتية الحمراء ومبانيها بالطوب الأحمر وسور حديدي يحدد ولا يمنع ولا يحمي ثم أواصل إلي خلف كلية التجارة لأجد جبانة للمسلمين علي التل الأثري ملاصقة أيضا للبيوت لا تظهر لعين عابر سبيل لها سور خارجي حجري أبيض يتوسطه مدخل إلي مقابر حجرية تقليدية عليها شواهد خشبية بأسماء عائلات كبيرة لا أستغرب بدوران المتاهة في أقصي الكتلة السكنية سور من السلك يحدد بساتين فاكهة وأتفرغ لرؤية مدينة بنها.
تمتد المدينة المقامة علي الجزء الغربي من تلال مدينة أتريب ( في شمال مدينة بنها حاليا ) بمساحة 176 كم و سكان 600 ألف نسمة وهي عاصمة محافظة القليوبية من مائة عام (1913 م) وتشابه أحياء القاهرة التي تبعد عنها 45 كم تجعلها المواصلات السريعة من أطراف العاصمة في زمن 45 دقيقة (تبعد عن الفسطاط أول عاصمة إسلامية 18 ميلا المراجع الإسلامية ) وهي الآن صاحبة المركز الأول بين عواصم المحافظات من حيث النظافة والتجميل.
نفس المباني العصرية المرتفعة التي تتخللها مباني وفيلات قديمة بطراز فرنسي من عهد إسماعيل باشا منها مبني شرطة النجدة والشوارع مرصوفة مزدحمة بالسيارات الحديثة ومحلات الوجبات السريعة ومكتبات ومحلات تصوير فوري للأوراق لطلاب الجامعة الذين فرضوا زحامهم وأسلوبهم الشبابي العصري فلم نجد مقهي بلديا نستريح ووجدنا (كافي شبابي) قدم الشاي والشيشة بشياكة شبابية لم ترقنا لكنها المدينة الحديثة التي يتوسط شارعها الرئيسي مبني محافظة القليوبية وفي جانبها محطة سكك حديد المركزية للدلتا والتي حسمت اختيارها كعاصمة لمديرية القليوبية فقد غير محمد علي مواقع العواصم لعدة مرات لتتوسط الإقليم ، فآخر مراكزها في الشمال كفر شكر علي بعد 15 كم وآخرها من الجنوب كان عند جزيرة الزمالك علي بعد 45 كم وحاليا مركز شبرا الخيمة ،وأن تكون قريبة من النيل لسهولة النقل النهري للعاصمة ووجود منازل للموظفين ثم مع تنفيذ السكة الحديدي صبح لابد أن تقع علي خطوطه التي بدأت من الإسكندرية إلي القاهرة عام 1856م ثم الخطوط الفرعية إلي مدن الدلتا1870 م وأصبحت محطة بنها ملتقي كل خطوط الدلتا والقناة الإسماعيلية وبورسعيد والشرقية والمنصورة والدقهلية السنافور
وتدعم موقع بنها بشق الرياح التوفيقي عام 1890 في عهد الخديو توفيق ثم كوبري بنها الذي بناه الخديو عباس حلمي الثاني 1894 ليربط بين شرق وغرب النيل والذي أقيم مع كوبري قصر النيل وروض الفرج في القاهرة 1873 ثم الكوبري الحديث علي طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي ويخدم محافظات الدلتا وأنشئ عام 1993 .

كل من (الوالي )عباس حلمي الأول(1848 1854) ثم (الخديو)عباس حلمي الثاني(18921914 )الدور الأساسي لتصبح بنها عاصمة القليوبية
في عام 1850 م بني عباس حلمي الأول قصرا بها في غرب تل أتريب الأثري وأحب الإقامة فنقل عاصمة مديرية القليوبية من قليوب إلي بنها لتأخذ وضعا يتناسب مع وجود ملك البلاد بها وتتبع مركز طوخ . ولم يعجبه نزاعات بين أهل قرية أتريب و تأثيرها علي طرقات التل وأطلاله التي كانت مأوي للمتنازعين فنقل الأهالي إلي الشرق بالقرب من قرية بركة السباع علي بعد 17 كم في قرية سميت (أتريب) أيضا فأنهي علي بقايا مدينة أتريب التي تدهورت إلي قرية بعد خرابها في القرن 7 الهجري مع الأيوبيين عندما دمروا المدن التي يمكن أن تقع في يد الصليبيين وبعدما اغتيل عباس حلمي في قصره ببنها 1914 التمس الأهالي العودة لقريتهم فأصبح اسم الجديدة " نصف أتريب الشرقية."
وهي حاليا علي يمين كوبري بنها علي الطريق الزراعي للمتجه للقاهرة وتتميز بمزارع الدواجن أما القرية الأصلية فسميت " نصف أتريب الغربية " أو " تل أتريب"و كانت تتبع مديرية الشرقية حتي نقلت تبعيتها إلي القليوبية 1942 فعادت لتتبع مدينة بنها.
وكانت العواصم تسمي (قاعدة الإقليم) منذ الفتح العربي ثم حولها محمد علي 1820 إلي (قسم) ثم الخديو إسماعيل 1863 إلي (مركز )
وبعد 62 سنة في 20 فبراير 1913وقبيل عام من انتهاء حكم عباس حلمي الثاني أصبحت بنها مركزاً مستقلا وضمت لها 15 قرية قريبة منها أكبرها شبلنجه وهي بذلك أحدث المراكز الأربعة في مديرية القليوبية هي قليوب وطوخ وشبين القناطر .
ويقول محاسب سامي صالح: تشتهر بنها حاليا بمزارع الدواجن وبها البورصة الرئيسية وفيها 1600 مزرعة وتنتج 25 ألف بيضة و40 ألفاً من منتج الأهالي وبها 3 مزارع حيوانات ومجازر يمكنها ذبح 250 طائراً في الساعة وبها الصناعات الإلكترونية.

القليوبية اسم عربي نسبة إلي قليوب و بساتينها ( 1700 بستان ) التي امتلكها أمراء المماليك وكانت قوت قلوبهم لمجمالها وخيرها وعمر المحافظة أكثر من 600 سنة سميت عام (715 ه1315 م) (أعمال القليوبية) في عصر السلطان محمد بن قلاوون مقتطعة من أراضي الشرقية وأصبحت باسم (ولاية) في العصر العثماني 1527 م ثم (قاعدة أعمال) ثم مديرية ( 1826و1833)م في حكم محمد علي وذلك لضبط عائدها الأراضي التي كانت ملكا للدولة منذ الفراعنة وحتي الخديو سعيد الذي سمح عام 1855للأهالي لأول مرة بتملك الأراضي الزراعية وفي عام 1960 سميت (محافظة) في عهد ثورة يوليو 1952 ورئاسة جمال عبد الناصر.
ظلت مدينة القليوبية عاصمة لمدة 500 سنة حتي انتقلت العاصمة إلي بنها 1850 م وحتي الآن علي مدي أكثر من 160 عاما.
وكانت أراضي القليوبية تمتد حتي جزيرة الزمالك وشملت الجزء الشرقي والشمالي للقاهرة وفي بعض الأوقات أراضي الجيزة و وتم عام 715 ه تكوين ناحية مستقلة تتبع القليوبية باسم (خواص القاهرة) والذي تغير اسمه عام 1880 م إلي (مأمورية ضواحي مصر) وحتي عام 1980 في عهد الرئيس أنور السادات حيث ضمت إلي حي شمال وشرق القاهرة وشمل مناطق الزاوية الحمراء والمطرية وعين شمس والقبة ومصر الجديدة لتصبح الامتداد الطبيعي لتوسعات القاهرة التي امتدت إلي مناطق العبور والسلام وغيرها من المناطق و المدن الجديدة التي أصبحت منذ الستينات في كردون مدينة القاهرة الكبري التي تضمها مع محافظة الجيزة والقليوبية.
الفراعنة أول من عرفوا النحلة وكانت رمزا مقدسا وسجلت علي جدران معبد الشمس في سقارة 2400 ق م وعلي مقبرة في البر الغربي بالأقصر واتخذها (الصعيد ) شعارا له قبل توحيد القطرين واعتبر شرابا للإله وكانوا يهدونه للملوك والعظماء.
ويقدم للطفل ولعلاج الجروح ولتحنيط الموتي ولإنارة المعابد و قدم مهرا للعروس في أوانٍ فخاريه وجعلوا رمز العقاقير من حية حول فرع شجرة تشرب من آنية فيها عسل كرمز للسم (الداء) والتغلب عليه بالدواء الذي اتخذ رمزا للصيدلة والعقاقير في العالم.
وابتكروا أسطوانات طينية لتربيته ثم الفخار وأفلاق الشجر وكانوا ينقلون الخلايا الطينية علي عوامات في النيل لمناطق الرحيق من الصعيد وحتي منف فتملأ الخلايا بالعسل فمصر هي أم النحل .

كما عرفه اليونان والرومان اللذان استخدما السلال والقش والأعشاب بعد تغليفها بالطين ثم الألواح الخشبية الأفقية لتنفيذ الخلايا.

وعسل النحل مادة سكرية عطرية ينتتجها النحل من رحيق الأزهار ومادة غذائية ومضاد حيوي طبيعي ومقو لجهاز المناعة وهويستخدم من بدء البشرية وقد ذكر في كل الكتب السماوية والحضارات الإنسانية.. وملعقة واحدة منه تحوي 17 جرام مواد نشوية تعطي 64 سعرا حراريا مع فيتامينات ومعادن وأحماض أمينية وكيلو العسل يقدم قيمة غذائية تعادل 3 كجم لحوم أو 12 كجم خضراوات ويقضي علي كل الميكروبات إلا الميكروب الصديق للإنسان الذي ينتج فيتامين ك و ب في الأمعاء.

أحب النبي العسل والنحل الذي نزلت فيه سورة قرآنية خاصة ونهي عن قتله والنحل من النحالة أي العطية فقد أعطاه الله للناس لتأخذ من العسل وكرمه الله بان أوحي إليه كما أوحي للأنبياء والرسل ويعمل أفراد الخلية في هدوء وإخلاص حتي الموت ووصف النبي([) به صحابته والمؤمنين: (بلال مثل النحلة غدت تأكل من الحلو والمر ثم هو حلو كله) و(إن مثل المؤمن كمثل النحل وقعت فأكلت طيبا ثم سقطت ولم تفسد ولم تكسر) و(عليكم بالشفاءين العسل والقرآن ) فساوي بين النحل والقرآن في شفاء الإنسان وقال في صفات النحل إنها تأكل الطيب وتضع الطيب وإذا وقعت علي عود لم تكسره.

والعسل ناتج عمل جماعي دؤوب ودقيق كما يراه محمد بن سيرين في تفسيره فالنحل لا يتبرم في عمله وحتي الموت ولا ينتظر عائدا إلا العطاء للبشرية ومن ذلك تري بعض التفسيرات الإسلامية والقبطية أن في هدية العسل رسالة ضمنية من المقوقس لرسول الله([) بالعمل مع المصلحة الإنسانية وزاد المستشرقون بأنها لمصلحة الإسلام وأخذوها دليلا علي خيانة المقوقس للدولة الرومانية وهو أحد ولاتها.

وخلية النحل رمز للنقاء علي بابها حارس خاص يشم النحلة العائدة ليتأكد من نظافتها وإذا وجد بها روائح غير طيبة تركها خارج الخلية لترفرف بأجنحتها وتنظف نفسها ثم يشمها ويسمح لها بالدخول أما إذا كانت قد تلوثت فيقسمها نصفين ويلقيها خارج الخلية.
كل نحلة تقوم بأداء أكثر من وظيفة بشكل منتظم:
تتكون الخلية من 80 ألف نحلة فيها ملكة واحدة ومئات الذكور و60 ألف شغالة ولا يبنيها النحل إلا في أماكن نظيفة.
والملكة هي محور الخلية و تفقس 1500 بيضة يوميا في موسم النشاط (مارس - أكتوبر) بمتوسط (ربع مليون) بيضة بعضه مخصب ينتج الشغالات وغير المخصب ينتج الذكور ومتوسط عمرها من 4 سنوات وتتخصب مرة واحدة وتحمل الحيوانات المنوية لمدة عامين فيتم بعدها تغييرها بملكة جديدة فتهجر الملكة القديمة الخلية ومعها حاشيتها من نصف الشغالات (وتموت بعد شهور قليلة) وتبدأ الشغالات الباقية في إفراز غذاء الملكات ليرقات الملكات الصغيرة لتكبر وتتصارع وتبقي الملكة الأقوي لتتوج وتتغذي علي غذاء الملكات وهو من عصارة النحل نفسه (لبن النحل) والذي يجعل عمر الملكة ضعف عمر الشغالة 8 مرات ويبلغ حجمها ضعف الشغالات وتعلن عن استعدادها للإخصاب بالخروج خارج الخلية لتطلق باجنحتها ذبذبات فيخرج الذكور وراءها في طيران الزفاف لمدة 14 دقيقة يسقط خلالها الذكور الضعيفة ويموتون و يفوز بها الذكر الأخير الأقوي فيخصبها ويموت فالذكور ليس لها إلا الإخصاب وتعيش عالة علي الشغالات.
ولا تخرج الملكة من الخلية إلا نادرا للتنزه مع كوكبة من حراسها لمدة ساعة وإذا اختفت من الخلية يحدث هرج ومرج ويخرج طنين يشبه النواح وتنشط الشغالات لتربية ملكة جديدة أو تعود الملكة فتعود الخلية إلي طبيعتها.
والملكة لها 12 وصيفة لرعايتها.. أما الذكور فتتميز بكبر جسمها ولا توجد به آلة اللسع وتخرج من بيضه وتفقس بعد 3 أيام وتتغذي لمد 3 أيام.. علي غذاء الملكات ثم علي الرحيق الذي تجمعه الشغالات والشغالة عمرها 6 أشهر تعمل 21 يوما منها داخل الخلية للعناية بالملكة وإطعام اليرقات و النظافة ثم تصبح نحلة (سارحة) تقوم بالاستطلاع الصباحي لمناطق الغذاء وتفرز رائحة خاصة لتحدد مناطق جمع الرحيق وتأتي ببعضه علي جسدها لتشمه الشغالات وترقص في دوائر أمام الخلية لتحدد المكان بالضبط وتقوم برقص اهتزازي للإبلاغ عن حالة الجوف تخرج الشغالات لجمع الرحيق وحبوب اللقاح من نوع زهرة واحدة في اليوم وتطير الشغالة 15 رحلة يوميا بسرعة 15 ميلا في الساعة لمسافات تصل إلي خمسة كم وتزور 100 زهرة لتحمل 40 مللي جرام رحيق ويمكنها حمل ضعف وزنها من حبوب اللقاح وتجمع الرحيق من زهور بسماد طبيعي وترفض الكيماوي.. وتساهم بطيرانها بين الزهور وحمل حبوب اللقاح في تخصيب النباتات فتزيد غلة المحصول بنسبة 40 ٪.

ويختلف لون العسل باختلاف المراعي فعسل الدلتا فاتح اللون أصفر من البرسيم والقطن وعسل الصعيد غامق من الأعشاب من كسبرة وينسون وحبة البركة.. وعسل زهر البرسيم هو أجود الأنواع وينتج في الوجة البحري ويليه عسل القطن.. يجمع العسل في يونيو وأغسطس للقطن وفي سبتمبر للموالح.. وتنتج الخلية 7 انواع مع العسل تتفق فوائدها في رفع مناعة الإنسان و علاج الكثير من الأمراض:
غذاء الملكات .. في مكافحة الشيخوخة.. سم العسل . للقضاء علي الفيروسات والروماتيزم والعلاج ب بلدغة النحلة نفسها أو بالحقن.. صمغ العسل منشط للبنكرياس و الغدد الصماء.. البروبوليس لسرعة التئام الجروح.. شهد العسل مسكن للآلام.. حبوب اللقاح.. يقي من السرطان

وتتعرض الخلية لمخاطر منها دبور النحل وزنبور البلح ودود الشمع ونمل النحل وطائر أبو قردان وأبو فصاده تصطاد النحل وارتفاع حرارة الجو تخمر رحيق الزهور فيسك النحل ويتوه عن الخلية و المبيدات الحشرية.

ويتعرض النحل لأمراض عديدة أخطرها الفارو وهو عنكبوت أحمر في حجم رأس الدبوس يتغذي علي النحل ودمه ويسمي إيدز النحل وقد ظهر في مصر عام 1987 بعد إدخال ملكات نحل من إسرائيل عن طريق رفح فظهر في العريش ثم انتقل سريعا إلي الصعيد ثم الوجه البحري ويظهر بعد عامين من الإصابة ويصعب القضاء عليه نهائيا ويصيب النحل البالغ ثم اليرقات ثم الملكة فيقلل طيرانه وإنتاجه ويصيبه بالجنون وتأتي اليرقات المصابة بنحل بسيقان وأجنحة مشوهة ويموت بعد 14 يوما ولابد فيه من حرق الخلية المصابة للقضاء عليه وقد فقدت مصر بسببه في عام 1990نصف مليون خلية.

(أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون).
فأفضل عسل هو السدر الجبلي اليمني و رحيقه من شجر النبق الجبلي ومن زهور جبلية وأعشاب طبية وكمياته قليلة فسعره مرتفع ومفيد للرجال فقط كمقو جنسي وهناك مشروع مصري لزراعة 20 ألف شتلة شجر السدر (النبق) في منطقة الطور بجنوب سيناء علي مائة فدان لإنتاج عسل السدر.

وفي عام 1853م ظهرت الخلية الخشبية في انجلترا في صناديق خشب لها حواجز لتسهل متابعة الخلية و جمع الأقراص وهي تنتج 3 أضعاف الخلية الطينية وأدخلت مصر عام 1880 وانتشرت من عام 1912.
وتطورت الخلايا في العالم حتي اخترعت خلايا زجاجية تسهل متابعة الخلية.. في العصور الوسطي تم تصنيع ملابس تحمي النحالين من النحل.

في مصر حاليا 3 سلالات للملكات هي المصري وهو الفرعوني صغير الحجم وشرس وله القدرة علي تلقيح ملكات النحل الأجنبي وتم عزل واحة سيوة لتربيته وينتشر استخدامه في أسيوط وسوهاج.
والكربنوني (يوغسلافي) وهو أفضل الأنواع ودخل مصر عام 1959.. والهجين (بين المصري والإيطالي) ويوجد في الواحات البحرية من عام 2001.

وتعمل مصر علي حماية مناحلها بعدة وسائل منها عزل منطقة المنزلة وغرب الدلتا لتربية أمهات النحل ومنع استيراد الملكات إلابترخيص من وزارة الزراعة ومنع إدخال ملكات من الخارج خاصة من جهة الشرق من العريش أو من الغرب من السلوم

كانت مصر حتي الثمانينيات تنتج 70 ألف طن سنويا انخفضت حاليا لتوقف الحكومة من عام 1995 عن استيراد ملكات النحل من يوغسلافيا فقام البعض بالاستيراد من دول أخري والتهريب من إسرائيل بملكات مصابة بأمراض معدية قللت الإنتاج وتم حرق الخلايا المصابة وهناك الملكات المصرية لكنها لا تنتج عسلا جيدا فمصر تنتج شغالات قوية فالملكة اليوغسلافية تنتج 11 ك والمصرية 4 ك فقط.
كما أن إلغاء الدورة الزراعية بإلزام المزارعين بزراعة محاصيل أساسية من عام 2004 قلل مساحات البرسيم والقطن التي استغلت لزراعة الفراولة الأفضل اقتصاديا للمزارع كما زاد استخدام المبيدات لذلك فتأثر إنتاج العسل.
عدد مربي النحل 35 ألفا والخلايا 2 مليون وننتج 37 ألف ملكة سنويا و23 ألف طن عسل ونصدر ربع مليون خلية وحجم تجارة العسل الممكنة مليار وربع المليون جنيه ويمكنها استيعاب 25 ألف أسرة.
هناك مركز بحوث للنحل بوزارة الزراعة ومركزان أهليان للكشف علي أمراض النحل وفصول مهنية للنحل في المدارس الزراعية بالإسكندرية والبحيرة.
هناك مشروع لأول بورصة نحل في العالم ولدينا اتحاد للنحالين العرب ومقره مصر .

محافظة القليوبية أكبر منتج للعسل في الوجه البحري لشهرتها بزراعة الفواكة علي ربع مليون فدان منها 50 ألفا للفاكهة و12 ألفا للموالح و2500 للفراولة و 1200 للمانجو و3 آلاف للموز
وبنها أكبر مراكزها بزمامها الزراعي 34 ألف فدان وتنتج 20٪ من عسل مصر... كما أن منتجي النحل من الصعيد يؤجرون بساتين في القليوبية وفي بنها لإنتاج عسل البرتقال والبرسيم

وَأَوْحَي رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)... سورة النحل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.