ذعر وقلق يسود القارة العجوز.. حالة من الترقب الشديد وسط مخاوف من الزحف الإسلامي علي الغرب ومن أن تصبح أوروبا يوماً بعد يوم مستعمرة إسلامية، عقب عرض كردينال من الروم الكاثوليك بالفاتيكان فيلما أمريكيا علي موقع "يوتيوب" يحذر من انتشار الإسلام في القارة الأوروبية وزيادة أعداد المسلمين في العالم بوجه عام وخطورة الثقافة الإسلامية علي باقي ثقافات العالم. ويتزامن عرض هذا الفيلم مع حملات تصعيد من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة ضد ما تسميه "أسلمة أوروبا" ومطالبتها بحظر بناء المساجد ومنع الحجاب ومحاولات أجهزة الاستخبارات الغربية ووسائل إعلام تلك الدول تشويه الإسلام برسم صورة ضبابية ظلامية تركز علي أن الإسلام دين عنف وكراهية. أثار فيلم نشر علي موقع 'يوتيوب' ذعراً في المجتمع الكنسي بالفاتيكان، بعد أن قام القس "تركسون" وهو من الروم الكاثوليك، بعرض فيلم بعنوان "التركيبة السكانية للمسلمين" لمدة 7 دقائق أثناء جلسات المجمع، يحذر هذا الفيلم من انتشار الإسلام واندثار باقي ثقافات العالم، مستنداً إلي تقرير أمريكي يوضح زيادة أعداد المسلمين في العالم. وينذر هذا المقطع بتحول دول أوروبية إلي إسلامية، وعلي رأسها فرنسا التي ستصبح في غضون سنوات قليلة جمهورية إسلامية، فمعدل الزيادة الطبيعية في فرنسا 8.1٪ مقابل 1.8٪ للمسلمين. وأشار الفيلم إلي دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث ومقره الولاياتالمتحدة إلي أن عدد المسيحيين في عام 0102 قد بلغ 81.2 مليار ونصفهم من الكاثوليك، بينما كان إجمالي عدد المسلمين من جميع الطوائف 6.1 مليار، ومن المتوقع أن يزيد عددهم بنسبة 53٪ إلي 2.2 مليار بحلول عام 0302 وانتهي بجملة تحذيرية ألا وهي "لقد تغير العالم وحان الوقت لكي نستيقظ!". ويشير التقرير الأمريكي إلي أن أوروبا التي نعرفها اليوم ستختفي من الوجود، والعالم الذي نعيش فيه لن يكون نفسه العالم الذي سيعيش فيه أبناؤنا وأحفادنا.. ووفقاً لتصريحات الكنيسة الكاثوليكية فإن عدد المسلمين تجاوز الحدود وإذا استمر علي معدل الانتشار المرتفع هذا سيكون الإسلام الدين الحاكم والمسيطر علي العالم بأكمله خلال 5 أو 7 أعوام. وأرجع التقرير الأسباب إلي الهجرة الإسلامية من بين جموع الزيادة السكانية في أوروبا كلها منذ عام 0991 التي بلغت 09٪ ففي جنوبفرنسا، أكثر الأماكن المزدحمة بالكنائس في العالم، تحتوي الآن علي عدد مساجد أكثر من الكنائس، فيوجد حالياً أكثر من ألف مسجد معظمها كان كنيسة سابقاً. وتصل نسبة الأطفال المسلمين بين سن 02 عاماً فأقل إلي 03٪ وفي المدن الأكبر مثل نيس ومارسيليا وباريس هذا الرقم وصل إلي 54٪ ومن المتوقع أن يصبح واحد من كل خمسة فرنسيين مسلماً عام 7202 وخلال 93 عاماً سوف تصبح فرنسا جمهورية إسلامية. وخلال الثلاثين عاماً الماضية ارتفع التعداد السكاني للمسلمين في بريطانيا من 28 ألفا إلي 5.2 مليون نسمة أي بزيادة 03 ضعفاً، وفي هولندا 05٪ من المواليد مسلمون، وبذلك سيكون نصف سكانها خلال 01 أعوام مسلمين. وفي روسيا هناك 32 مليون مسلم أي 1 من بين كل 5 روس، بينما صرحت الحكومة البلجيكية بأن واحدا من كل ثلاثة أطفال سينتمي إلي عائلة مسلمة بحلول عام 5202 والحكومة الألمانية أول من تحدث حول هذا الموضوع علانية وصرحت مؤخراً أن النقص في التعداد السكاني الألماني لايمكن إيقافه الآن لقد خرج الأمر عن السيطرة وستكون ألمانيا دولة إسلامية مع حلول عام 0502 كذلك هو الحال في كنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية، فالإسلام هو أسرع وأكثر الديانات انتشاراً، ففي عام 0791 كان تعداد المسلمين في أمريكا 001 ألف مسلم والآن 01ملايين مسلم. وجهت مؤسسة"IFOP" البحثية التابعة للحكومة الفرنسية تحذيراً من انتشار الإسلام في أوروبا، وذلك بعد أن كشفت الدراسة، التي أجريت علي معظم دول الاتحاد بعنوان "كيف يري الأوروبيون الإسلام؟"، عن تضخم أعداد اعتناق الأوروبيين الإسلام خلال الأعوام العشرة الماضية. ويري قطاع كبير من الشباب أقل من 53سنة في كل من فرنسا وبريطانيا أن الوجود الإسلامي إثراء للمناخ الثقافي ونقل أوروبا إلي حياة جديدة، بينما شن العديد من شباب هولنداوألمانيا حملة التخوف من توسع الإسلام، الذي بات من وجهة نظرهم خطراً علي الهوية القومية للبلاد ومتخوفون من أسلمة أوروبا خلال العشرين عاماً القادمة. وكان المؤتمر العالمي للهيئة البلجيكية "سي إنترناشيونال"، كبري الهيئات المتخصصة في عمل إحصائيات دولية وخاصة في أوروبا، قد كشف عن انتشار الإسلام في أوروبا خلال العام الماضي 1102 وعام 0102بنسبة 17٪ لتعد أكبر زيادة يسجلها الدين الإسلامي في أوروبا. وبهذه الإحصائية يصل عدد المسلمين إلي 32مليون مسلم يحملون الجنسيات الأوروبية في 91 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي، وينضم إلي هؤلاء الذين ليس لهم إقامات رسمية ويصل عددهم إلي 7 ملايين مسلم. وفي فبراير الماضي، كشف عالم الاجتماع الألماني "ديتليف بولاك" من خلال دراسة أجراها طيلة عامين عن أن ألمانيا هي أكثر الدول تأثراً من تحول الإسلام بالقارة العجوز، حيث يشعر اثنان من كل خمسة ألمان بأنهما مهددان من قبل الإسلام، لأنهم يعتقدون أن الإسلام دين غير متسامح بالمقارنة بالأديان الأخري، ولا يرون أي مظهر إيجابي في الإسلام، مشيراً إلي أنه فقط 2.82٪ من الألمان الغربيين، و5.91٪ من الألمان الشرقيين يرون أن المسلمين ينبغي أن يكون لهم الحق في بناء المساجد والمآذن في ألمانيا. وأكد بولاك في دراسته أن برلين ستصبح في أقل من 02 عاماً عاصمة لأول دولة إسلامية في أوروبا. وكذلك كان الحال في النمسا الذي يرفض زعيم اليمين المتشدد فيها إقحام الإسلام في المجتمعات الأوروبية، خاصة أن الإسلام يتضمن أموراً لا توفر الحرية الكاملة للمرأة، وأيضاً حرية التعبير، ولابد أن نتصدي لكل هذه الأمور. والتخوف من الزحف الإسلامي علي معقل المسيحية القديم أوروبا بدأ يشعر به سكان القارة منذ عقد تقريباً، ولم تكن هذه المحاولة الأولي للتحذير من خطورة المد الإسلامي علي الغرب بل كانت هناك تحذيرات كثيرة منها الكتاب الذي صدر عام 9002 الذي طرحه فيليب ديونتر زعيم حزب "فلامز بلانج" اليميني المتشدد في بلجيكا بعنوان "إن شاء الله" ينتقد فيه الإسلام. ويقول ديونتر إنه لا يوجد سوي إسلام واحد يدعو إلي العنصرية والتمييز والقتل، خاصة قتل المرتدين عن الإسلام. كما يقول إن المرأة مضطهدة في الإسلام، وإن الإسلام عقيدة خطيرة والقرآن يعطي تصريحاً أو رخصة بالقتل. وحذر اليميني البلجيكي في كتابه مما وصفه محاولة "أسلمة أوروبا"، خاصة أن هناك تزايداً في أعداد المسلمين بالدول الأوروبية سواء من خلال الهجرة التي يجب التصدي لها، أو من خلال الزيادات الكبيرة في عدد المواليد بين المسلمين المقيمين في الدول الأوروبية. وتظل المخاوف الأوروبية متجذرة وعميقة حيال انتشار الإسلام بشكل واسع في الغرب وبات هذا الموضوع أحد محاور اهتمام أجهزة الاستخبارات الغربية والموساد الإسرائيلي حيث إن معدل انتشار الإسلام في الغرب في ارتفاع مستمر بحسب التقارير الرسمية خاصة أن المرأة الغربية هي الأكثر إقبالاً علي الدخول في الإسلام رغم اتهام الغرب للإسلام بقهر المرأة. ففي أكتوبر من عام 1102 نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تقريرا يوضح أن أجهزة الاستخبارات الأوروبية والموساد الإسرائيلي قدموا لوكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" معلومات لتحذيرهم من ارتفاع معدل انتشار الإسلام في الدول الغربية، فخلال العامين الماضيين اعتنق الإسلام أكثر من 05 ألف أوروبي أغلبهم من النساء، وهذا يمثل، من وجهة نظرهم، خطرا جسيما باعتبار المرأة تدخل الإسلام ومن خلفها أسرة بأكملها، لا يقل متوسط عدد أفرادها عن خمسة أفراد، لذا علي العالم كله توخي الحذر من هذه الظاهرة المخيفة، بحسب الصحيفة. وتحت عنوان "أمريكا في طريقها للركوع وسبقتها أوروبا أمام الإسلام، ولكن إسرائيل لن تركع"، كتب موشيه بيجلين بصحيفة معاريف إن الولاياتالمتحدة تسير في نفس الطريق الذي سارت فيه أوروبا في السابق، حيث ينتشر الإسلام بصورة غير مسبوقة فيها، كما أن هناك أصواتاً تعلو هناك اليوم تنادي بضرورة الاستفادة من التعاليم والمبادئ المستمدة من الشريعة الإسلامية لمواجهة المشكلات التي تواجهها ولا تجد لها حلاً من القوانين المادية الوضعية. وأضاف بهذا تكون قد ركعت واشنطن للإسلام مثلما فعلت أوروبا. وهاجم الكاتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلاً إن الأمريكيين اختاروا لأنفسهم رئيساً أمريكياً ذا خلفية إسلامية، ويحمل اسم "حسين" وهو اسم للمسلمين؛ ولهذا فعلي يهود العالم أن يعتمدوا علي أنفسهم وينسوا تماماً الدعم الأمريكي الذي كانوا يحصلون عليه في السابق. وفي صحيفة "يديعوت أحرونوت" جاء مقال بعنوان "كيف نحارب العدو الإسلامي؟" يوضح أن أوروبا يجب أن تدرك أن عدو الأمة الأوروبية اليوم هو الإسلام، وبخاصة الجاليات الإسلامية التي تحمل هويات أوروبية، علي اعتبار أن تلك الجاليات الإسلامية لم ولن تنسي خلفياتها الدينية، ولهذا فإنها تدعم وتساعد جماعات الإرهاب التي تعمل تحت ستار الترويج للأفكار الإسلامية، ولهذا فعلي أوروبا بذل المزيد من الجهد من أجل حصار الزحف الإسلامي علي أرضها. وكشفت هذه المحاولات رغبة الغرب في استئصال ملامح الثقافة الإسلامية وتحجيم المد الإسلامي الذي وصفه أحد كتابهم بأن "الإسلام يزحف علينا متخفياً تحت النقاب!!" تماماً مثلما كشفت خوف أوروبا مما اصطلح عليه في السنوات الأخيرة "الإسلاموفوبيا" وهو ما يشير إلي انتقال عدوي هذا المرض النفسي إلي بقاع أوروبية أخري تجلت في محاولة أخري في هولنداوفرنسا للسير في ذات الاتجاه المعاكس لمظاهر الإسلام في بلدان تحكمها العلمانية، ليبقي في النهاية محو ملامح الثقافة الإسلامية حلماً غربياً متعصباً.