سمعته بالصدفة.. يقال إنه أشهر مصابي الثورة.. لا أفهم معني الشهرة في أقدس إصابة وأنبل هدف.. لايهم حقيقة.. المهم هو صدمته من تحول الأحوال ورجوع الممارسات لزمن المخلوع.. القتلة يأخذون البراءة.. والمجرمون يتقلدون أعلي المناصب والثورة يمشي عليها بالأستيكة كما فعلها أنور السادات بإنجازات 23 يوليو.. ولكن الجميل هي صرخة (الأمل) التي أطلقها هذا الطبيب الشاب الذي منح لروحي قبلة الحياة. كان يحكي عن يوم إصابته ربما كانت 25 يناير 2011 أو ربما جمعة الغضب لايهم فالقتل كان الهدف لكسر إرادة من تجرأ أن يرفع رأسه ويقول كفي قهرا وفسادا وإفقارا ومرضا ومهانة. كان النظام يدافع عن سلطته ومكاسبه ومصالحه.. وكان الشباب الذي لحق به الشعب يدافع عن حريته وكرامته وعدالته الاجتماعية. كان الأمن هو سوط مبارك ضد شعب مصر.. وكانت الرغبة في التغيير وكسر يد النظام الغاشمة هي هدف كل من خرج ليقول لاللظلم. شرحها هذا المصاب الذي لن أفصح عن اسمه إلا آخر المقال.. بأن الثورة الحقيقية هي التي تحمي كرامة المواطن بأن يجد قوت يومه أولا. فلا يضطر لبيع كليته من أجل دفع خلو بسيط لغرفة فوق السطوح حتي يستطيع أن يتزوج من خطيبته نعم. باع شاب عمره 22 عاما وشابة عمرها 02 عاما كليتيهما .. ب 8 آلاف لكي يستطيعا أن يتحصنا من الحرام بالحلال وعندما يجد نفس الشباب يفعلون نفس الشيء بعد الثورة ب 81 شهرا. إذن الثورة لم تنجح.. وعندما يجد أن الممارسات الأمنية في قمع المتظاهرين تعود وأن الشرطة رفضت أن تقوم بوظيفتها إلا بالعودة لممارسة القمع وعن طريق قانون الطوارئ.. ويستجاب لها.. إذن كأن مبارك قد عاد من خلالها. وعندما يفرج عن رئيس أمن الدولة الذي سماه جستابو مصر ولمن لايعرف(جستابو) هو جهاز الشرطة السرية في عهد هتلر النازي الذي كانت ممارساته في التعذيب يشيب لها الولدان والذي تفوق عليه (أمن الدولة) المصري.. ومع ذلك يبرأ وربما يعود ليقدم خدماته للعهد الجديد.. القديم.
قال المصاب: لقد رأيت بعيني ضباط أمن الدولة يسحبون المصابين من الميكروباص ويوسعونهم ضربا علي جروحهم.. رأيتهم يصوبون الرصاص والخرطوش علي الرؤوس ويدوسون عليهم بعرباتهم المجنزرة.. وبعد ذلك أعود بعد سنة ونصف.. لأجدهم يقولون براءة لعدم كفاية الأدلة.. أو أنهم كانوا في حالة دفاع شرعي عن النفس وأقسامهم.. بالله جسدي وأجساد الشهداء وجروحهم خير دليل.. فيديوهات الثورة خير دليل. لذلك أنا أطلب من الضباط الشرفاء في الشرطة والجيش أن يقدموا الأدلة وشهادتهم لأنها تشفع لهم يوم الدين والحساب العظيم وقال المصاب: لا تفقدوا الأمل ربما لم تتحقق مطالب الثورة.. ولكننا لن نفقد الأمل.. سوف نستمر ونراقب أداء الحكومة وإنا لهم بالمرصاد. الثورة.. يعني ألا نجد الفلول يحتلون المناصب بعد الثورة.. ولا تعود الشرطة تعذب وتلفق القضايا. الثورة.. أن تتحقق العدالة الاجتماعية والحرية وبدأ يتذكر أياماً من حياة مصر الثورة.. فتذكر تلك المرأة المسنة التي ساعدته علي القيام بعد سقوطه قائلة: هذا يوم مصر فانصروها.. وتذكر تلك الفتاة التي ضربت في بطنها بالخرطوش ودماؤها تنزف وهو يحاول أن يعود بها خلال المعركة محاولا الإنقاذ.. ويتذكر الصمود والتصميم لتغيير الواقع .. واقع الإنسان في شيئين لا ثالث لهما الكرامة وأكل عيش شريف ليس مغموساً بالإهانة!!
أحمد الله أنني لم أعرف اسم المصاب وإلا ما أكملت المشاهدة إنه مصعب الشاعر.. الذي وصل إلي قلبي وهو يدعوننا إلي عدم فقدان الأمل.. والصبر والمثابرة لتحقيق أهداف الثورة.. كما صبر هو علي إصابته. والسؤال لماذا سعدت لعدم معرفة اسم المصاب لأن والده أكرم الشاعر »النائب البرلماني« الذي أبكانا علي إصابة ولده.. وثاني يوم لم يبك هو علي قتلي شارع محمد محمود وقال عنهم بلطجية ومأجورين وأصحاب أجندة.. وإن الشرطة لم تستخدم الخرطوش الموجود في أجساد المصابين مثل ولده!! كيف بالله يحدث هذا من والد مصاب ثورة قال عنه نظام مبارك بلطجي وخائن وصاحب أجندة أجنبية.. و.. و.. ويا مثبت العقل والدين!!
أقول لمصعب ولأحمد حرارة وغيرهما ممن أعطوا مصر ما عز عليها غيرهم. أنظر حولك لقد وعدنا بإعادة محاكمات (قتلي) الثوار.. الذين برئوا جميعا وهم الذين (تركوا) في مناصبهم يفسدون الأدلة ويرهبون ويسامون أهالي الشهداء علي أجساد أولادهم طبعا الذين رفضوا دية أولادهم يعرفون أنهم قتلوهم.. ولم يعرفوا أن النظام المجلس العسكري سوف يبرئهم بعد أن فعلوها هم أيضا وربما سنجدهم اليوم يطالبون برد الدية وربما عاقبوهم وانتقموا منهم. بل إننا نري أن القيادات تطالب بعودتهم للعمل..!! ولم لا؟ أليسوا أبرياء براءة الذئب من دم ابن يعقوب لقد وعدنا بإعادة المحاكمات ولم يحدث. ووعدنا بالإفراج عن معتقلي الثورة في السجون الحربية أو إعادة المحاكمات أمام القاضي المدني.. ولم يحدث. ولقد وعدنا .. بتطبيق الحد الأدني علي الأقل للأجور وليس الحد الأعلي لأنه سوف تصيب مناصب وقيادات كانت تحكم وتتحكم.. ومازالت ولم يحدث!! ولقد وعدنا بتطهير الداخلية أو تهذبا إعادة هيكلتها حتي لاتتكرر الممارسات السادية التي كانت السبب الأساسي لقيام الثورة (المتواطيء عليها ولم يحدث إنما زادت المرتبات واطمأنوا بعودة الطوارئ. فكان من الطبيعي أن تقرأ في الجرائد ووسائل الإعلام عودة التعذيب في الأقسام والتهديد بتلفيق قضايا مخدرات إذا تجرأ أحد علي الشكوي حتي يتنازل وينسي ما حدث له من إهانة وتعذيب. ثم أخيرا عودة جريمة هتك العرض لكسر نفس أي متهم .. ولا عزاء لقصة عماد الكبير. فكيف يحدث هذا بعد الثورة؟ آه نسيت عاد الشباب ينتحرون علي الشواطئ الأوروبية.. وعاد حرق الناس لأنفسهم أمام رئاسة الوزراء يأسا من شظف العيش. وأفقنا من وهم عودة الأموال بعد أن عجزت المحاكم العادية.. في الحكم علي رجال نظام مبارك. وفلوسهم في الداخل كما هي وأموال الخارج ينقصها الإرادة السياسية لعودتها. ثم زاد وغطي.. أن نجد أن المظاهرات التي تسمي فئوية تهاجم وتتهم بالخيانة ومحاولة إحراج حكومة هشام قنديل.. لمجرد أنهم مازالوا متصورين أن هناك ثورة ومن الطبيعي أن نحسن أحوالهم المادية المفزعة (04 جنيها مرتبا لأصحاب تشجير القاهرة) 002 للمعلمين 250 للأطباء. والعمالة المؤقتة التي ظلت مؤقتة علي مستوي مصر.. حتي يزداد الثري ثراء والفقير يأكل الحجر!! وكأنك يا أبوزيد ماغزيت..