لم تشهد الشاشة الصغيرة في المواسم الماضية هذا الحشد من النجوم، والمنافسة الفنية الشرسة، والزحام الهائل وتسابق الفضائيات والمحطات الأرضية لبث الأعمال الدرامية - المفاجأة أن معظم النجوم، الكبار والصغار، سقطوا في فخ المبالغة، وبعضهم فشل في اكتشاف المنهج المناسب لأداء الشخصية، بينما حاول آخرون محاربة الزمن، والنتيجة الظهور بشكل باهت، ربما يثير الشفقة بدلا من الإعجاب.. "خطوط حمراء" لأحمد السقا مخيباً للآمال فقصته كان يكفي لها ساعتان فقط من التمثيل دون الحاجة للمط والتطويل ولو كان السقا قدمها في فيلم سينمائي لكان أفضل له من الناحية الفنية، وكعادة السقا بالغ في أدائه المسرحي علي الشاشة فظهر أداؤه باهتاً بجوار النجم الأردني منذر رياحنة والنجم أحمد رزق والنجمة رانيا يوسف الذين تفوقوا علي أنفسهم في المسلسل، وجاءت حركاته الجسدية التي صاحبت كل حواراته مبالغا فيها بشكل فج فقد حرص علي تحريك كل أعضاء جسده مع حواراته في العمل مما أضفي عليه نوعا من الأداء المسرحي القديم الذي كان يعتمد علي لغة الجسد في التمثيل فخرج أداؤه عن الطبيعي ليدخل حيز التمثيل في حين تقمص باقي الأبطال أدوارهم فظهروا طبيعيين في أدائهم.. وبينما جاء أداء أحمد السقا الجسدي مبالغاً فيه كان لرقبة ورأس فيفي عبده الدور الرئيسي في أداء دورها في مسلسل "كيد النسا" مما أضعف أداءها بالمسلسل ولم يسعفها وجود نبيلة عبيد بجوارها فسقطت الاثنتان معاً. محاربة الزمن وفي عودة للنجم عادل إمام لشاشة التليفزيون مرة ثانية بمسلسله "فرقة ناجي عطا الله" جاء أداؤه محاولة لمحاربة الزمن فدوره بما فيه من حركات وأكشن وإطلاق النيران كان يتطلب شخصا أقل في العمر لكن خبرة عادل إمام تخطت تلك الثغرة واستطاع أن يقدم أداء تمثيلياً نجح به في خطف الأضواء من بعض النجوم الشباب، كما سارت النجمة يسرا علي نفس الدرب حين ظهرت في مسلسل "شربات لوز" وقدمت دور الأخت الكبري التي ضحت بنفسها لتربية أخويها الصغيرين بعد وفاة والديها لكن كان الأداء في المسلسل يتخطي مرحلة يسرا العمرية بسنوات. أما النجم كريم عبد العزيز فقد سار علي نفس الدرب الذي اعتاد عليه في أفلامه فقدم السهل الممتنع والأداء الذي يقنع الجمهور ويجعله ينجذب لمشاهدة العمل، كما قدمت كل من غادة عادل وغادة عبد الرازق مباراة تمثيلية رائعة في مسلسليهما "سر علني" و"مع سبق الإصرار" مما يؤكد امتلاكهما موهبة فنية عالية وذكاء نادرا جعلهما تحتلان القمة في رمضان، وكان أداء إياد نصار في »سر علني« امتداداً لنجاحه في مسلسل (الجماعة)، كما نجح ماجد المصري في "مع سبق الإصرار" في الحفاظ علي نجاحه الذي حققه في مسلسل "آدم" العام الماضي. كعادته كل عام قدم الفنان يحيي الفخراني دورا من أهم أدواره التي برز فيها في الأعوام الماضية ليستمر في النجاح والتفوق علي شاشات رمضان ويظل هو النجم الأول علي مدار السنوات الماضية ليحافظ علي ذلك التفوق من خلال مسلسله "الخواجة عبد القادر"، ولأن الفخراني شمس في عالم الدراما فإن كل من يقف بجانبه يصبح نجماً، فظهرت النجمة سلافة معمار بأدائها التلقائي البسيط لتكسب شاشة التليفزيون نجمة جديدة بثوب جديد.. أما النجم محمد سعد فقد حاول أن يخرج من عباءة الأدوار الهزلية بتقديمه مسلسل "شمس الأنصاري" الذي يحاكي فيه قصة خُط الصعيد ولكن مستخدما تيمة روبن هود اللص الشريف الذي يحارب الظلم ولكن علي طريقته الخاصة، إلا أنه سقط أيضا في فخ أدواره السابقة. فرق شاسع بين ما قدمه النجم نور الشريف في مسلسله الرائع "عائلة الحاج متولي" وبين ما قدمه مصطفي شعبان هذا العام في مسلسل "الزوجة الرابعة"، فلم يأخذ الحاج الصياد من الحاج متولي إلا لقب الحاج والزوجات الأربع ليسقط مصطفي شعبان في بحر التقليد الأعمي لنور الشريف ويبدو أن مصطفي شعبان كان يحلم بالدور منذ اشتراكه كنجم جديد في "عائلة الحاج متولي" ومع أول فرصة له حاول أن يصنع تجربة مشابهة لكنها جاءت مشوهة بلا ملامح.