إلي جانب بعض الخصائص الهامة للسعادة مثل الثروة والصحة والحكم يوجد أشياء أخري قد تؤثر علي السعادة القومية؟ فهل يمكن أن تؤثر الثقافة علي السعادة والقيم والتقاليد التي تفرق الجماعات وخاصة أن السعادة بها أبعاد كثيرة تؤثر عليها غير استقرار وثروة المجتمعات..إن مشاعر السعادة لاتختلف فقط باختلاف الثقافات وإنما تختلف أيضا باختلاف العوامل التي تخلق السعادة ولقد كشف إدداينر في كتابه »السعادة كشف أسرار الثروة النفسية« أن الاعتداد بالنفس له أهمية كبيرة لتحقيق الرضا عن الحياة في بعض الثقافات الأكثر فردية ووجد أن الأمريكيين يستخدمون الانفعالات الإيجابية بدرجة أكبر عند تجديد الرضا بينما يميل الناس في كوريا إلي الاعتماد بدرجة أكبر علي تقييم الآخرين كما إن الانشطة التي تؤدي إلي السعادة تختلف أحيانا باختلاف الثقافات.. لقد ثبت أن الشعوب في جميع أنحاء العالم تشعر بالسعادة كحالة ممتعة ومرغوبة فإن شعبي الهند والصين يعتبران السعادة حالة من السلام والانسجام ويثير هذا تساؤلا في عصر العولمة المتزايدة عن طبيعة أوجه الفروق والتشابه الثقافية هل أصبحت المجتمعات أكثر تجانسا وقد أظهرت الأبحاث في علم السعادة أن هناك بعضس الأشياء الثقافية العامة والمهمة فيما يتعلق بحسن الحال بالإضافة إلي بعض الفروق الجذابة وفهم هذه الأشياء يمكن أن يساعدك علي وضع توقعات واقعية لتحقيق سعادتك الخاصة وكذلك تساعدك علي الاستفادة من حكمة الشعوب ذات الثقافات المختلفة.. ومن حسن الحال أن معظم الناس يشعرون بسعادة معتدلة باستثناء الحالات التي يكون فيها الفقر والفوضي شديدين إن الأثرياء والفقراء علي حد سواء يشعرون بصفة عامة بسعادة معتدلة لأن السعادة يمكنها أن تعطي دفعة من الطاقة والود الأمر الذي نحتاج إليه لكي نحقق الفعالية في الأسرة والعمل والمجتمع، إن الأمر لايقتصر علي كون معظم الناس سعداء أو يعتقد معظمهم الآخر أن الشعور بالسعادة أمر مرغوب وأن خبر السعادة في حذ ذاتها شعور مبهج وطيب للجميع.. وهناك أشياء عامة أخري بالنسبة للسعادة ففي كل مكان يرغب الناس أن يكون لهم أصدقاء وأن يحظوا باحترام الآخرين وفي كل مكان يريد الناس تحقيق البراعة في الأنشطة التي تقدرها ثقافتهم وفي جميع الثقافات يمكن للناس أن يجدوا السعادة في الأنشطة التي تحظي باهتمامهم ومن المؤكد أن هذه هي المواصفات التي تحقق للناس التدفق والاحترام والكفاءة والتي تختلف كثيرا من مكان لآخر في العالم وعلي الرغم من و جود أشياء عامة في السعادة فإن هناك أيضا فروقا ثقافية وتحدد الشعوب التي تنتمي لثقافات مختلفة هذا الشعور بطرق مختلفة فالثقافات الآسيوية والمطلة علي المحيط الهادي وجد أنها تشجع السعادة الهادئة وتميل شعوب شمال أمريكا إلي تقدير البهجة والحماس والانفعالات الإيجابية الفعالة والغربيين لديهم الميل للسعي نحو الخبرات المثيرة والمبهجة لتوليد المشاعر المثيرة للسعادة وبالتالي فالانفعالات الإيجابية تختلف باختلاف المجتمعات ومن المرجح أن تكون أوجه التشابه بين الشعوب حول العالم أكثر من أوجه الاختلاف فيما يتعلق بالانفعالات التي تشمل السعادة إن الاصدقاء والأسرة والقدرة علي تلقي الاحترام ووجود أهداف ذات قيمة من الأمور المهمة التي تساعد علي فتح إحساس بالسعادة في كل مكان.