لجنة وزارية تتابع انتظام الدراسة بمدرسة بئر العبد الإعدادية بنات    طريقة تسجيل المواليد في بطاقة التموين من خلال بوابة مصر الرقمية 2025    وزير الإسكان يستعرض موقف مشروعات تطوير مثلث ماسبيرو و القاهرة الخديوية    السياحة تشارك في المعرض السياحي الدولي IFTM Top Resa 2025 بباريس    سعر مواد البناء مساء اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025    السعودية والصين يوقعان 42 اتفاقية في الصناعة والثروة المعدنية ب 1.74 مليار دولار    زيلينسكي أمام الأمم المتحدة: روسيا لا تريد السلام    ملك إسبانيا: لا يمكن الصمت أكثر عن قتل المدنيين والتجويع في غزة    زيلينسكي يطالب باتخاذ الأمم المتحدة إجراء لوقف روسيا    خاص - الأهلي في مفاوضات متقدمة مع برونو لاج    مدرب الجونة: غياب بيزيرا كان دافعًا لنا.. الزمالك فكر في القمة ونسينا    السيطرة على حريق محل أحذية بمركز إطسا دون خسائر بشرية    عاجل - اتجاه تريند: تحويل السيلفي إلى تماثيل ثلاثية الأبعاد ب "نانو بانانا"    براءة المتهمين بمطاردة فتاتي طريق الواحات بعد العدول عن الأقوال.. وانقضاء دعوى الإتلاف والإصابة بالتصالح    زوجة المتهم بقتل ابنته وإصابة شقيقتها وإنهاء حياته في الإسكندرية للنيابة: تركته عاما لسوء سلوكه    أوبريت مصر الحضارة والتاريخ في افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان الغردقة السينمائي غدا    كارولين عزمي تكشف أسرار مشوارها الفني في برنامج صاحبة السعادة مع إسعاد يونس الأحد المقبل    من الغناء إلى اللعب.. طرق مبتكرة تجعل المذاكرة ممتعة وفعّالة    جامعة المنيا تطلق قافلة تنموية بملوي وتوقع الكشف الطبي على 650 مواطنًا    القمة 131| لجنة الحكام تُكثف البحث عن حكم أجنبي لمباراة الأهلي والزمالك    جامعة المنوفية تحقق إنجازًا علميًا جديدًا في تصنيف Nature Index العالمي    «المهن التعليمية» تشيد بإجراءات وزير التعليم في الدفاع عن كرامة المعلم    شرطة أوسلو تشتبه في أن انفجار قنبلة يدوية أمس له صلة بجرائم العصابات    جيرو يعترف: تأثير ديمبيلي مع باريس سان جيرمان فاجأني    فى حضن الحضارة    قلوبهم صافية.. 4 أبراج بتسامح وتنسى بسرعة    الإسكان: جارٍ تنفيذ 11 محطة جديدة لتحلية مياه البحر    "المهن التعليمية" تشيد بإجراءات وزير التعليم في الدفاع عن كرامة المعلم    «من غير عجن ولا دقيق».. أغرب طريقة لتحضير البيتزا في 5 دقائق    إنجاز طبي جديد بمبرة المحلة الكبرى: أول جراحة باستخدام التردد الحراري لعلاج دوالي ساق نازفة    أسوشيتد برس: إيران تبدأ إعادة بناء مواقع الصواريخ التي استهدفتها إسرائيل    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 والقنوات الناقلة    لليوم ال 24.. التموين تواصل صرف مقررات سبتمبر وتنتهي من 95%    خطة انتقام نور إيهاب تنقلب إلى تحالف غير متوقع في «ما تراه ليس كما يبدو»    عضو بالشيوخ: ملف الصحة على رأس أجندتي التشريعية في الفصل الثاني    بسبب «سبحة مصطفى حسني ودوخة أمير كرارة».. أسامة الغزالي حرب يوجه نداءً للأزهر    موعد تقييمات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الجديد 2025-2026 (الأسبوع الأول)    أسعار البلح السيوى اليوم الأربعاء 24-9-2025 بأسواق مطروح.. البشاير ب40 جنيها    وزير التعليم العالي: نتيح للطلاب الوافدين تجربة أكاديمية وحياتية متميزة داخل الجامعات المصرية    ضبط 161 مخالفة و268 بطاقة تموينية مُجمعة خلال حملات بالدقهلية    قرار عاجل من جنايات مستأنف دمنهور بشأن قضية الطفل ياسين    «واعى وغالى»    ربع مليون للفتح الخاص.. قائمة أسعار تذاكر زيارة المتحف الكبير (قبل الافتتاح الرسمي)    «أمن المنافذ»: ضبط 2980 مخالفة مرورية وتنفيذ 270 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    دي يونج يمدد إقامته في كامب نو حتى 2029 براتب مخفّض    وزير الخارجية يبحث مع نظيره القبرصي تعزيز التعاون بمجالات التعليم والاتصالات    وزير التعليم العالي يبحث مع نظيره السوداني تعزيز سبل التعاون المشترك (تفاصيل)    احتجاجات عمالية فى محافظات الجمهورية للمطالبة بزيادة المرتبات وعمال البناء بدون تأمينات    بعد رحيل كلوديا كاردينالي.. علاقة مميزة بعمر الشريف وسر تكريمها بجائزة فاتن حمامة    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم 217 ندوة بمساجد شمال سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 24-9-2025 في محافظة قنا    14 قتيلا و124 مفقودا جراء إعصار "راغازا" المدمر فى تايوان    «أوقاف أسوان» تكرم 114 من حفظة القرآن فى ختام الأنشطة الصيفية    نقابة المهن التمثيلية تنعي مرفت زعزع: فقدنا أيقونة استعراضات مسرحية    هاني رمزي: الموهبة وحدها لا تكفي وحدها.. والانضباط يصنع نجمًا عالميًا    «احمديات»: لماذا ! يريدون تدميرها    ميلان يحجز مقعده في ثمن نهائي كأس إيطاليا بثلاثية نظيفة أمام ليتشي    مسلم يفجر أسرار عائلته: «من 15 سنة سبت البيت والجيران كانوا بيسمعوا عياطي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد الوصول للرئاسة:
الإخوان في معركة إثبات الذات مع المجلس العسكري
نشر في آخر ساعة يوم 26 - 06 - 2012

»علاقته انتهت نهائياً بالجماعة والحزب« عبارة مقتضبة أعلن من خلالها الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، انتهاء عضوية الرئيس الجديد الدكتور محمد مرسي، بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وفاءً للعهد الذي قطعه الأخير قبل الانتخابات، بأن يصبح رئيساً لكل المصريين، وهو المضمون الذي أكد عليه أيضاً المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع، بعد دقائق من إعلان فوز مرسي بالرئاسة.
تحرر الرئيس الجديد من بيعة جماعته ومرشدها، علي دلالته في العقلية الإخوانية، إنما يعكس إحساساً بالفخر لوصول أول إخواني في تاريخ مصر إلي قصر العروبة، وذلك بالتزامن مع تأسيس الجمهورية الثانية، التي دشنتها ثورة 52 يناير.
لكن يبقي السؤال، هل تكتفي الجماعة بوصول أحد أنجب أبنائها إلي سدة الحكم في مصر، ومن ثم ترفع الراية البيضاء، في معركة حل مجلس الشعب، بأمر من المحكمة الدستورية العليا، والإعلان الدستوري المكمل، الذي أحال غالبية الصلاحيات، إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة، فيما اجتزأ معظم صلاحيات الرئيس، وأفرغها من مضمونها؟
الإجابة جاءت سريعة علي لسان، عبد المنعم عبد المقصود، محامي الإخوان، المستشار القانوني لحملة الدكتور محمد مرسي، بالإشارة إلي أن الثورة لا تزال مستمرة، حتي تتم معالجة أخطاء وكوارث المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها في رأيه، إلغاء قرار حل مجلس الشعب، ووقف العمل بالإعلان الدستوري المكمل، وقبل هذا وذاك إلغاء الضبطية القضائية لرجال المخابرات والشرطة العسكرية، نظراً لتماسها مع حالة الطوارئ التي عاني منها الشعب المصري ثلاثين عاماً متصلة.
عبد المقصود قطع، بأن مرسي يمكنه إنجاز تلك المهمة، نظراً لكونه الشخص الوحيد المنتخب بشكل ديمقراطي حر من قبل الشعب، فيما أنه سيقف علي مسافات متساوية من الجميع، ولن يعادي أو ينتقم من معارضيه، ولن يمثل فئة أو طائفة أو حزباً أو جماعة، معتبراً أن فوز مرسي بالرئاسة بعد منافسة شرسة، من قبل أحد رموز النظام السابق، خطوة هامة في طريق التحول الديمقراطي الذي تشهده مصر بعد الثورة، وبداية مبشرة للعبور بالبلاد من حالة الفوضي وعدم الاستقرار إلي الاستقرار.
إذاً الدكتور مرسي، سيبدأ مهامه الرئاسية، بمواجهة مع المجلس العسكري، خاصة في ظل الترتيبات الإخوانية التي تجري علي قدم وساق حالياً، وعبر رئيس مجلس الشوري، الدكتور أحمد فهمي، ومن خلال مفاوضات في الغرف المغلقة مع المجلس العسكري، وفي العلن مع القوي الوطنية والثورية، لإرجاء حلف اليمين الدستورية من يوم السبت 03 يونيو، إلي الاثنين 2 يوليو، علي أمل ألا يكون القسم أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، كما ينص الإعلان الدستوري المكمل، وإنما أمام أعضاء مجلس الشوري المنتخب، باعتباره الغرفة الثانية للبرلمان، والتي لم يطلها البطلان بعد، ولم يمسها أي عوار دستوري حتي الآن.
قيادي نافذ في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، كشف ل"آخر ساعة"، عن أن مرسي لن يتنازل عن حلف اليمين أمام البرلمان، لكنه لم يخف خشيتهم مما أسماه ب"عناد المجلس العسكري" وتمسكه بإعلانه الدستوري المكمل، ومن ثم لا يذهب مرسي إلي المحكمة الدستورية العليا لحلف اليمين، ومن ثم تدخل البلاد في أزمة فراغ للمنصب.
يشار في هذا الصدد إلي أن العديد من القوي والحركات الثورية، قد طالبت الدكتور محمد مرسي، بعدم حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية، حتي لا يمثل ذلك اعترافاً ضمنياً منه بشرعية الإعلان الدستوري المكمل.
وبعيداً عن أزمة حلف اليمين، ينتظر مرسي مهام خطيرة، وأزمات مفجعة، علي حد وصف جريدة الجارديان البريطانية، التي أشارت في تقرير مطول لها مساء الأحد تعليقاً علي وصول الإخوان إلي سدة الحكم في أكبر بلد في الشرق الأوسط، إلي أن الرئيس الجديد، سيتولي منصبه بعد أسابيع مضطربة جعلت المرحلة الانتقالية "المؤلمة" في مصر في حالة من الفوضي، في ظل حل البرلمان وإصدار المجلس العسكري الحاكم ، إعلانا دستوريا يقلل بشدة من سلطات الرئيس.
الجارديان اعتبرت إعلان فوز مرسي بكرسي الحكم، تم بعد معركة تكتيكية وخداعية، علي خلفية تضارب أرقام ونتائج فرز الأصوات، ومحاولات التشكيك المتبادلة من قبل حملتي المتنافسين في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، في حين يبدأ الرئيس الجديد أولي أيامه في الحكم، بحسب الجريدة، منهكاً ومثقلاً جراء النفوذ الكبير لجنرالات الجيش، والانقسامات المرعبة في صفوف الشارع السياسي المصري.
ورغم أن فوز مرسي يحمل في طياته رمزية ثورية تتعلق بعدم إعادة إنتاج النظام السابق، إلا أن الجارديان تري أن الرجل سيكون مجبراً علي التعامل مع أمة مرهقة لا صبر لها، والسلطة فيها غير مستقرة، وعرضة للصراعات، خاصة في ظل الغموض الذي يحيط بمصير الدستور الجديد، والصراع المحتدم حوله بين الإسلاميين والعسكر.
من جانب آخر، جزمت هيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله، بأن الأسابيع والأشهر الماضية كشفت عن أن المجلس العسكري الأعلي لن يكتفي بالدفاع عن امتيازاته ونفوذه في عصر ما بعد مبارك، وإنما هو يطمح في عدم التخلي عن السلطة لممثل للشعب المنتخب بديمقراطية وحرية، الأمر الذي، سيجعل من مهمة الرئيس الجديد انتحارية.
والآن وبعد وصول أول إخواني إلي سدة الحكم في مصر، بعد سنوات من المطاردة والتنكيل والحظر والتعذيب وربما القتل أيضاً، فإذا لم تتبن الجماعة مشروعاً وطنياً، حقيقياً يعلي من نهضة الأمة المصرية، فوق مصلحة التنظيم الإخواني، تشارك به مع باقي القوي السياسية خلال السنوات الأربع المقبلة، فسيكون من الصعوبة أن يستمر أحد قادتها يوماً ما علي عرش أحفاد الفراعين لفترة طويلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.