محافظ الفيوم يُسلّم 18 موتوسيكلًا مجهزًا طبيًا لذوي الهمم والاحتياجات الخاصة    قمة تاريخية في قصر اليمامة.. محمد بن سلمان يستقبل دونالد ترامب لتعزيز الشراكة السعودية الأمريكية    بحوزته بانجو وحشيش.. مباحث الأقصر تلقي القبض على تاجر مخدرات في البغدادي    ضبط 4 أشخاص لاعتدائهم بالضرب على طفلة في الزقازيق    الأعلى للآثار: عازمون على استعادة أى قطع خرجت بطريقة غير مشروعة    الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا    وزير التجارة العراقي: القمة التنموية لحظة مفصلية بمسار التعاون العربي المشترك    تهشمت سيارته.. لاعب الأهلي الشاب يتعرض لحادث مروع (صورة)    تحديد موعد مشاركة الجفالي في تدريبات الزمالك    "ليسو الوحيدون".. ريجيكامب يكشف حقيقة مفاوضات الزمالك معه    جامعة قناة السويس تُعلن الفائزين بجائزة "أحمد عسكر" لأفضل بحث تطبيقي للدراسات العلمية    وزير الدفاع يشهد افتتاح المؤتمر الدولي العلمي للكلية الفنية العسكرية لعام 2025    بسبب أولوية المرور.. مقتل شاب طعنا في مشاجرة بشبرا الخيمة    المشدد سنة ل3 أشخاص بتهمة حيازة المخدرات في المنيا    د.أحمد ماهر أبورحيل يكتب: تكافل وكرامة انتقل بالحكومة من الأقوال إلى الأفعال    قبل ساعات من افتتاح مهرجان "كان".. 350 نجم عالمي يدين الإبادة في غزة    منع العري والأحذية الرياضية.. مهرجان كان السينمائي يعلن ضوابط جديدة قبل الافتتاح    جمال سليمان يروج لمسلسل "سيوف العرب": "تاريخ لم يُحكى"    صبحي خليل: إصابة بنتي بالسرطان كانت أصعب لحظة في حياتي    أمينة الفتوى توضح سنة الاشتراط عند الإحرام    طبيبة: 66 % من المصريين المصابين بهبوط عضلة القلب بسبب قصور الشرايين    غلق 138 محلًا لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    "الصحة": إنقاذ سائحين من روسيا والسعودية بتدخلات قلبية دقيقة في مستشفى العجوزة    وزير الصحة يؤكد على التنسيق الشامل لوضع ضوابط إعداد الكوادر الطبية    ندوه بالعريش لتوعية السيدات بأهمية المشاركة السياسية    توريد 282 ألف طن من القمح لشون وصوامع المنيا    موعد والقناة الناقلة ل مباراة الأهلي والزمالك اليوم في نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    رئيس «اقتصادية قناة السويس»: توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا هدف رئيسي باستراتيجية الهيئة    طلب إحاطة في البرلمان حول إغلاق قصور الثقافة: تهديد للوعي والإبداع في مصر    قلق أممى لمواجهة سكان غزة التجويع المتعمد وخطر المجاعة    مشكلة أمنية.. واشنطن بوست تفجر مفاجأة حول الطائرة القطرية المهداة لترامب    التموين: إطلاق شوادر عيد الأضحى 20 مايو الجارى لتوفير احتياجات المواطنين    البنك الأهلي يوقع بروتوكول مع مجموعة أبوغالى لتوريد وتسليم سيارات "جيلي" بمصر    نائب رئيس الوزراء يتفقد محطات الأتوبيس الترددى ويستقل حافلة.. صور    متوسط التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات على خطوط السكة الحديد    صنع الله إبراهيم.. لمحة من حياة أحد رواد الأدب العربى المعاصر    اليوم.. وزير الرياضة يفتتح البطولة الأفريقية لمضمار الدراجات    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة أسيوط جميع الصفوف    غدا آخر موعد للتقديم.. وظائف شاغرة في جامعة أسيوط    الاتحاد الأوروبي: لن نستأنف واردات الطاقة من روسيا حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا    الخارجية الإسرائيلية: لا نزال نعمل على الوصول لاتفاق آخر مع حماس    صحة المنوفية تتابع سير العمل بمستشفى بركة السبع المركزي    داعية إسلامي: احموا أولادكم من التحرش بالأخذ بالأسباب والطمأنينة في التوكل على الله    هل يحق للزوجة طلب زوجها "الناشز" في بيت الطاعة؟.. محامية توضح الحالات والشروط    التشكيل المتوقع للزمالك أمام بيراميدز بالدوري    20 مصابًا في تصادم مروع بين أتوبيس وسيارة نقل ثقيل بالشرقية    وزير الخارجية الباكستاني: "المفاوضات مع الهند طويلة الأمد وضرباتنا كانت دفاعًا عن النفس"    مدير عمل بني سويف يسلم عقود توظيف لشباب في مجال الزراعة بالأردن    موعد مباراة الأهلي والترجي التونسي في نهائي كأس السوبر الافريقي لكرة اليد    مواعيد مباريات الثلاثاء 13 مايو - بيراميدز ضد الزمالك.. والأهلي يواجه سيراميكا كليوباترا    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    عيد ظهور العذراء مريم في فاتيما.. ذكرى روحية خالدة    الأرصاد تحذر من حالة الطقس خلال الأسبوع القادم: أمطار ورياح    بيان هام من محامية بوسي شلبي بشأن اتهامات خوض الأعراض: إنذار قانوني    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    اليوم| محاكمة 73 متهمًا في قضية خلية اللجان النوعية بالتجمع    جدول أعمال زيارة ترامب الخليجية فى ظل ديناميكيات إقليمية معقدة    سقوط طفل من مرتفع " بيارة " بنادي المنتزه بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة العالمية:
المحاكمة رسالة خطيرة وجرس إنذار للطغاة
نشر في آخر ساعة يوم 04 - 06 - 2012

النطق بالحكم في محاكمة القرن.. يوم تاريخي انتظره المصريون بل والعالم أجمع منذ الإطاحة بمبارك في 11 من فبراير من العام الماضي..
حكم انتظره أسر الشهداء الذين اصطفوا خارج المحكمة آملين في إعلاء كلمة الحق التي تطفئ نار قلوبهم الحزينة علي ذويهم وتواسي كل أم مكلومة..
حلم المصابين بكلمة عدل تضمد جراحهم وبصيص من نور الحق تعويضاً عن بصرهم الذين فقدوه لإسقاط نظام مستبد،
إلا أن المؤبد للرئيس السابق ووزير داخليته وبراءة نجليه وأعوانه جاء ظالما ومخيبا للآمال وفشل في التصدي للفساد السياسي برئاسة المخلوع رغم كونه رسالة للرئيس القادم والإنجاز الوحيد للثورة...

هكذا تباينت ردود الأفعال في الصحف العالمية عقب صدور قرار المحكمة برئاسة المستشار "أحمد رفعت".
الحكم فشل في التصدي للفساد السياسي لمبارك وأعوانه
رغم كونه رسالة للرئيس القادم
اختلفت ردود الأفعال العالمية والرؤي السياسية بشأن الأحكام الصادرة بحق الرئيس المخلوع وأعوانه، فمنهم من يراها علي أنها سياسية من الدرجة الأولي للحفاظ علي نزاهة القضاء وأن سيادة القانون باتت المسيطرة الآن في مصر، ولا أحد يعلو القانون مهما كان شأنه.
وبينما ينظر لها البعض علي أنها تؤكد التزام المجلس العسكري بوعوده للمصريين بأنه حامي الثورة ويسعي لتحقيق أهدافها، وآخرون يرونها ظالمة وخائنة ومحبطة لأسر الشهداء والمتظاهرين الذين أصيبوا في ثورة يناير البيضاء.
ورغم إجماع الإعلام الغربي علي أن هذا اليوم تاريخي لمصر، بغض النظر عن قرارات المحكمة، وحدث تاريخي من نوعه لم يتكرر في أي من بلدان العالم، وحكم فريد غير مسبوق في تاريخ الممالك والجمهوريات العربية.
أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلي أن الحكم بالمؤبد علي كل من مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي جاء محبطاً لآمال كثير من الثوار والمصابين وأسر الشهداء، لأنه لم يعاقب قتلة أكثر من ألف شخص سقطوا خلال المظاهرات السلمية، نتيجة لعدم وجود أدلة، في الوقت الذي حكم عليهما لأنهما لم يحركا ساكنا لإيقاف الشرطة عن قتل المتظاهرين وليس لأنهما أمراً بارتكاب تلك الجرائم في حق الشعب الذي انتفض مطالباً بالحرية.
وعلقت الباحثة هبة مورايف، من منظمة مراقبة حقوق الإنسان، علي الحكم للصحيفة، قائلة إن نتيجة المحاكمة ألقت الضوء علي مدي سوء التحقيق في هذه القضية وسوء عمل الادعاء. وأضافت "لم يكن ينبعي أن تتم المحاكمة دون توافر الأدلة الكافية للإدانة وإثبات التهم".
وتوقعت أن تسفر أحكام البراءة لمساعدي العادلي عن موجة جديدة من الغضب، فالحكم لم يرض الشعب، لاسيما أن المستشار أحمد رفعت ومعاونيه رأوا أن رئيس هيئة مكافحة الشغب ذات السمعة السيئة ليس مذنباً.
وتري الصحيفة أن الحكم أطلق العنان لردود أفعال مختلطة، فالمتظاهرون والمعارضون لمبارك شعروا بالفرحة العارمة بمجرد النطق بالحكم المؤبد، إلا أن الفرحة زالت عندما حكم ببراءة لأعوان وزير الداخلية الأسبق ونجلي مبارك من تهم قتل المتظاهرين. وتوقعت أن يؤثر الحكم علي جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها منتصف الشهر الجاري، وأن يكون شفيق هو المستفيد من هذه الأحكام، خاصة وأنه أسس حملته علي أنه القادر الوحيد علي إعادة الأمن والاستقرار.
أما الكاتبة باولا روزاز الصحفية بجريدة "الباييس" الإسبانية تقول إن براءة كل من علاء وجمال مبارك ومساعدي العادلي ستحسم المشهد السياسي المثير للجدل في إعادة الانتخابات الرئاسية. وعكس صحف أخري تري هذه الصحيفة الإسبانية أن الكثير من المصريين سيقومون بالإدلاء بأصواتهم لصالح مرشح الإخوان المسلمين مرسي، أما شفيق فقد تأثر كثيراً بهذه المحاكمة.
وانتقد فرنسيسكو كاريون المحرر الإسباني بصحيفة "الموندو" وصف القاضي بأن المحاكمة "عادلة" لأنه من غير المناسب علي الإطلاق علي مثل هذه المحاكمة لأنه استند في وصفه هذا علي أن المحكمة أعطت الفرصة لجميع الأطراف علي إبداء وجهات نظرهم، ومن حقها أن تحكم كما تري وهذا وضح من خلال الحكم الذي صدر علي باقي المتهمين بالبراءة.
وتساءل كيف يحكم علي مبارك ووزير داخليته بالمؤبد بتهمة التواطؤ في قتل المتظاهرين ولكن في الوقت ذاته تم الحكم علي مساعدي وزير الداخلية بالبراءة علي الرغم من أنهم أيضاً شاركوا في قتلهم. لم تقتصر التناقضات عند هذا فقط بل يمضي كاريون قائلاً إن كلمة المستشار رفعت غير دقيقة للحكم الذي أصدره حيث قال إن ثورة 52يناير كانت بمثابة فجر جديد لعصر مبارك المظلم في الوقت الذي يمتد فيه الظلم والفساد حتي الآن.
ولهذه التناقضات مازال أمام الرئيس السابق والعادلي فرصة كبيرة لنقض الحكم الصادر ضدهما وهذا ما أوضحه جاك شينكر بصحيفة "الجارديان"، وأضاف أن الانتخابات الرئاسية وحكم قضية مبارك يمكن أن يقسما مستقبل مصر، خاصة أن المصريين يتخوفون من أن يكون الرئيس القادم خليفة لمبارك في القمع.
فبعد أن أدت الانتخابات إلي تنافس شفيق وهو أحد حلفاء مبارك المقربين في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية مع مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين لتحديد من سيخلف مبارك كأول رئيس للبلاد بعد الثورة.
وأوضحت الصحيفة إلي أن واحدا من كل عشرة مصريين اختاروا شفيق في الجولة الأولي، إلا أن ضعف الإقبال وانقسام أصوات الناخبين المؤيدين للثورة، وما يقول بعض المعلقين من أنه مخالفات لصالح شفيق، يعني أن الرجل الذي يجسد تماما الجهاز القمعي الذي ثار عليه المصريون وأطاحوا به أصبح قاب قوسين أو أدني من الرئاسة. وبعد انتصار شفيق في الجولة الأولي فإن الحكم علي مبارك بلور أسوأ مخاوف المصريين وهو عودة النظام القديم.
من ناحية أخري، أشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إلي أن الحكم أسدل الستار علي ما أسمته بالمحاكمة الصاخبة التي ألهبت العالم العربي وصدمت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة. وعلقت أيضاً علي الكلمة التي ألقاها المستشار رفعت قبيل النطق بالحكم، والذي وصف فيه عهد مبارك "بعقود الظلام" التي قمعت المصريين وعاشوا فقراء فيها، لتكون بمثابة اعتراف من جانب المحكمة بالظلم الذي وقع علي المصريين طيلة حكم مبارك.
كما أكدت الصحيفة علي أن الحكم من شأنه أن يؤول إلي تفاقم حدة التوترات بين مؤيدي الثورة والموالين لمبارك بما في ذلك المرشح الرئاسي شفيق.
فيما اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية محاكمة مبارك أنها المرة الأولي في العالم العربي يتم فيها وضع رئيس دولة عربي مخلوع من قبل شعبه أمام محكمة عادية، كما أن محاكمته التي أذيعت عبر شاشات التليفزيون أرسلت رسالة خطيرة لنظرائه الديكتاتوريين الذين يقمعون الحركات المعارضة بحملات عنيفة بمواجهة مصير مماثل. وأضافت الصحيفة، أن محاكمة المخلوع بمثابة سابقة إقليمية ذات مغزي بخصوص المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان ودعم البنود الدولية للمحاكمة العادلة.
ويأتي هذا في الوقت الذي أعربت فيه منظمة العفو الدولية عن أسفها من هذا الحكم في بيان أذاعته "آن هاريسون" مديرة المنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائلة إنه بالرغم من كونه خطوة مهمة نحو مكافحة سياسة الإفلات من العقاب التي طال أمدها في مصر، إلا أن تبرئة جميع المتهمين الآخرين، بمن فيهم مساعدي العادلي والرئيس السابق لجهاز أمن الدولة المنحل، فهي عدالة غير مكتملة وحكم ظالم لأسر الشهداء. وأضافت أنهم رحبوا في البداية بالمحاكمة، ولكن الحكم جاء متناسياً حقوق أسر الشهداء والمصابين الذين قتلوا في ميدان التحرير، ولذا فإنه يفتقر إلي العدالة.
وتأسف منظمة العفو لعدم وجود تعاون من قبل السلطات المختصة مع الادعاء، والذي أدي إلي ضياع الفرصة لإثبات الحقيقة حول ما حدث خلال أيام الثورة. وطالبت السلطات المصرية بإنشاء لجنة مستقلة ومحايدة للتحقيق للوصول والكشف عما حدث.
وتري مديرة المنظمة في الشرق الأوسط، في هذه الأحكام فرصة للبدء في إصلاحات دستورية وقانونية، بهدف إنهاء الثقافة الراسخة بالإفلات من العقاب في انتهاكات حقوق الإنسان، هذا بالإضافة إلي إرسال إشارة قوية بأن لن يتم التسامح مع أي انتهاكات في المستقبل، وأنه لا أحد فوق القانون، مشيره إلي أنه خلال الثلاثة عقود الماضية كانت سياسة الإفلات من العقاب علامة بارزة، لا سيما من قبل ضباط جهاز أمن الدولة المنحل.
بينما اهتمت صحيفة الديلي ميل البريطانية بمظهر مبارك ونجليه أثناء حضورهم جلسات المحاكمة وقالت إن وجه المخلوع، الذي ظهر مرتدياً نظارة شمس داخل قاعة المحكمة وعلي سريره المعتاد، كان متحجراً خلال سماع الحكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.