ما أشبه الليلة بالبارحة! تعيش فلسطين ذكري نكبتها، فيتداعي للأذهان مأساة فلسطين وبيع البعض لأراضيهم إلي يهود الشتات، واليوم يعيد التاريخ نفسه وتتكرر المأساة ولكن علي أرض سيناء المصرية حيث باع عدد من يهود جنوبسيناء أراضيهم للأديرة اليونانية وبمقابل بخس، لتستولي 9 أديرة يونانية لم يكن لها وجود قبل سنوات قليلة علي نحو 02٪ من مساحة جنوبسيناء.. هذا المخطط كشفه ل (آخر ساعة) اللواء أحمد رجائي عطية قائد العمليات الخاصة بجنوبسيناء خلال فترة حربي الاستنزاف وأكتوبر.. التفاصيل في سياق الحوار التالي: ❊❊ كيف بدأ سيناريو الاستيطان اليوناني لجنوبسيناء ؟ منذ عشر سنوات تقريبا بدأت تسعة أديرة تابعة لدير سانت كاترين التابع للكنيسة اليونانية بالاستيلاء علي 20٪ من مساحة جنوبسيناء التي تتحكم في 80٪ من مساحة جنوبسيناء مع أن هذه الأديرة حتي وقت قريب لم يكن لها وجود. قامت هذه الأديرة ببناء أسوار تمتد علي مساحات شاسعة ليتحول الدير إلي مايشبه المستعمرة في حين أن المبني الخاص بالدير قد لاتتعدي مساحته 9 أمتار مربعة ولا يوجد بها سوي 70 راهبا و4 راهبات يونانيين. فضلا عن قيام الاتحاد الأوروبي بتوصيل مياه النيل إلي هناك من رأس سدر بتكلفة مائة مليون دولار، ولم يتم توصيل ماسورة مياه واحدة لبيت بدوي من الموجودة بالمنطقة ليبقوا تحت رحمة الدير، فإذا حاول أي منهم حفر أي بئر يتم ردمه فورا. ليس هذا فحسب بل قاموا ببناء مدينة سكنية كاملة علي الطراز اليوناني تشبه المستوطنات لم يسكنها أحد حتي الآن، الأخطر من كل هذا أنهم قاموا بتغيير المعالم التاريخية للمنطقة وتشويهها. ❊❊ كيف تم هذا التشويه؟ في إحدي زيارتي لجنوبسيناء فوجئت بأن عيون موسي المذكورة في القرآن قد نسفت وأهالوا عليها الصخور بالإضافة لتغير اسم الوادي المقدس طوي إلي وادي الأربعين وعندما سألتهم عن سبب هذه التسمية قالوا إن الأعراب في هذا المكان قتلوا أربعين راهبا، كما قاموا بتغيير اسم جبل موسي إلي جبل المناجاة والعكس وجبل أبورميل لجبل كاترين وأدرج هذا التغيير في خرائط المساحة. وبعد ذلك وقع في يدي أحد الكتيبات التي يصدرها الدير والتي يؤكدون فيه أن هذه الأرض يونانية ولايحق لأحد غيرهم أن يدخلها. مأساة فلسطين تتكرر مرة ثانية أمام أعيننا فقد قام عدد من البدو ببيع أرضهم مقابل جنيهات قليلة ولكن ما أخاف منه الآن أن يتم تدويل هذه القضية ولا نستطيع أن نسترد أرضنا مرة ثانية. لذا قمت برفع قضية أطالب فيها كلا من المجلس العسكري ووزارة البيئة ومحافظة جنوبسيناء ووزير الداخلية بإزالة جميع هذه التعديات وعودة هذه الأرض للسيادة المصرية. ❊❊ برأيك لماذا قام البدو بذلك ؟ البدو ظلموا كثيرا فقد عوملوا علي أنهم مواطنون من الدرجة الثانية رغم وطنيتهم وخير دليل علي هذا منظمة سيناء العربية التي أنشئت في أعقاب نكسة 67 وشاركت في العديد من العمليات خلف خطوط العدو الإسرائيلي الذي كبدته خسائر عدة . قبل اتفاقية كامب ديفيد كان التعامل معهم يتم من خلال المخابرات الحربية التي كانت تحافظ علي النظام القبلي، ولكن بعد الاتفاقية أصبح التعامل معه من خلال الشرطة التي أضاعت هيبة شيوخ القبائل حتي انتشرت الجماعات المسلحة في سيناء. ❊❊ صف لنا وضع هذه الجماعات في سيناء؟ هذه الجماعات الجهادية مطعمة بعدد قليل من البدو، وتنتشر مابين رفح والعريش وقوات الأمن ليس لها سيطرة بعد 10 كيلو من العريش والسلاح الذي يحملونه يتم تهريبه من إسرائيل فهي تملك الآن صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ جراد 21 عابر للمدن، هذه الجماعات كانت تنتظر انهيار المؤسسة العسكرية وكانت ستعلن فورا قيام إمارة إسلامية في سيناء. وأتوقع إذا لم يفز التيار الإسلامي بانتخابات الرئاسة ان تنتقل هذه الجماعات إلي الوادي فالحل الوحيد من وجهة نظري هو تعمير سيناء . ❊❊ كيف تنظر إلي خطط التنمية التي وضعها مرشحو الرئاسة ؟ لن يستطع أي من مرشحي الرئاسة تعمير سيناء لأنه ليس فيهم جمال عبدالناصر، سيناء بيعت مقابل إنجاح مشروع التوريث وما أتوقعه أن تباع مجددا لأهداف أخري، فتنمية سيناء ستغير موازين القوي في منطقة الشرق الأوسط فسيناء بها 13 نوعا من الخامات المعدنية وبكميات كبيرة، فعلي سبيل المثال احتياطات الرخام تبلغ 10 ملايين متر مكعب، فضلاً عن مليون طن من الحجر الجيري و800 مليون طن من الطفلة و19 مليون طن من الجبس و2 مليون طن من الكبريت و20 مليون طن من الرمال السوداء و4 ملايين طن من الرمال البيضاء و27 مليون طن من الفحم بمنطقة المغارة، كما توجد إمكانيات لاستيعاب مصانع للحديد، والرمل الزجاجي والكريستال والمواسير والخزف والعوازل الكهربائية.