عن المرأة وللمرأة كتاب الدكتورة زينب العسال الأخير الذي تتناول فيه قضايا عدة متشابكة عن المرأة متسائلة عن موقفها من الإبداع وذاتها وهل تقتنع المرأة بخصوصية إبداعها وصيرورة القضية إلي كتابة نسوية أو اختلافها عن الخطاب الذكوري في الكتابة مؤكدة علي ترسيخ ماطرحه الرجل من تصورات عن المرأة بقولها يبدو أن اتخاذ المرأة من الكتابة وسيلة لحل متناقضاتها مع الرجل أو المجمتع بشكل عام قد اتسم بتفجير كل طاقاتها الجسدية الأنثوية اي اتخذ من اختلاف الجسد وطبيعته منطلقا لعرض قضيتها فقد تفجرت هذه القضية مع كتابات جيل الخمسينيات من أمثال (غادة السمان وليلي بعلبكي وإميلي نصرالله) إلا أننا وجدنا صدي لهذه الدعوة طيلة تلك السنوات ردا علي القهر الذي مارسه الرجل والمجتمع علي السواء من خلال فرض لنسق من العلاقات الاجتماعية والنفسية وإعلاء لطبيعة الرجل مقابلا لقهر المرأة.. ثم تعود لتلح بالسؤال هل وعت المرأة أبعاد المشكلة؟لتجيب لقد حاولت المرأة تقصي إبعاد مشكلتها وكانت وسيلتها الأولي هي اللغة فالكتابة وسيلة تفوق الرجل فيها علي المرأة وكانت هذا السلاح الذي طالما شهره في وجهها ليبرز تفوقه عليها دوما فحملت القلم الذي ابتعدت عنه طويلا بفضل تكريس اجتماعي ربط كتابة المرأة بمراسلة الدجال وخرق العادات الموروثة المتعارف عليها وحينما عبرت المرأة باللغة التي يراها غالبية علماء الاجتماع خاضعة خضوعا تاما لنظام ذكوري لتعبر عن منظوره كان علي المرأة أن تستعين بنظام استعاري ليتيح لها قدرا من التنفيس والتعبير عن الذات لكنه يظل مستترا لا تصريح فيه ولا يسمح لها بمغادرته أو تجاوزه إذا كان علي المرأة المبدعة أولا أن تتخطي مرحلة الإبعاد والنفي المفروضين عليها وحينما بدأت الكتابة لم يكن الطريق ممهدا وتذكر الكاتبة نماذج لمعاناة الكاتبات بقولها: وكثيرا ماسمعت من صديقاتي المبدعات أن أوراقهن وألوانهن تحمل رائحة الطبيخ وحليب الأطفال فلن تتحرر المرأة إلا إذا توفرت علي موارد اقتصادية كثيرة من الأدوار المزدوجة فإضافة إلي دورها كعاملة فإن عليها أن تقوم بكل المسئوليات القديمة كأم وزوجة.. وتقدم نعمات البحيري في مجموعتها »ارتحالات اللؤلؤ« ماتعانيه المرأة المبدعة خاصة أن البديل الوحيد المطروح هو الانصياع لقوانين واشتراطات المؤسسة الاجتماعية بكل زيفها ونفاقها ومقوماتها لقدراتي كامرأة مبدعة ومحاولاتها المستمرة لإعادتي لحظيرة الأسرة بعد فشل في علاقة زواج.. وفي قصة »مجهودات« نسمع صوت البطلة يردد :يبدو جليا أن أبي وأخي وبعض الرجال في حياتي ابتداء من رئيسي في العمل حتي رئيس هذا الحي علي الرغم من مجهوداتهم المتميزة في البرهنة علي أنني زوجة فاشلة إلا أنهم فشلوا تماما في إقناعي بذلك وقد حددت نعمات البحيري نظرة الرجل للمرأة التي لاتختلف كثيرا عما أعلنه الرجال في السابق فلا تزال المرأة مرادفا للخصوبة وحفظ النوع دورها الأثير بالنسبة للرجل.