بسبب تشبيهها الرجل بالاحتلال الأجنبي وحديثها عن مرأة مقهورة ومتدنية الوضع والقيمة، واجهت الكاتبة عفاف السيد اعتراضات كثيرة من الحضور، بسبب ورقتها التي جاءت بعنوان "صوت البنات.. شهرزادات معاصرات"، التي ألقتها في جلسة بحثية عقدت مساء ثاني أيام "ملتقي الرواية". الروائي الأردني صبحي فحماوي اعتبر ما قالته عفاف السيد بمثابة "جلد للرجال" وطالب بالرفق بحال الرجل الذي يتعرض للقهر من المجتمع، والدكتور إيمان يحيي أبدي تخوفه من المبالغة في الحديث عن وضع المرأة، بينما ذكرت إحدي الحاضرات أن هناك العديد من الفتيات اللاتي تركن بيوت أهاليهن في الأقاليم، ليعملن بالقاهرة. وفي الورقة التي بدت شديدة القتامة، وانصبت علي وصف حال مزري يتعلق بوضع المرأة، قالت عفاف السيد: لم تفعل المرأة سوي تقوية فحولة الرجل تماما مثلما يعمل الشعب علي تقوية المحتل والمستعمر، واستئثار الرجل بالثقافة والكتابة، هو امتداد لاستبعاد المرأة في كافة المجالات، والمرأة تكتب لكي تؤسس حضورها في الواقع الإنساني الذي وعت فيه فوجدت نفسها في زاوية منسية". وتابعت: الذي ساهم في تدني وضع المرأة هو فكر شعبوي ذكوري وقد وجدت التيارات الدينية مساحة اجتماعية تخدم تصوراتها عن المرأة في منطقة جنوب مصر، وقد نظمت عددا من ورش الكتابة في تلك المناطق لأدرب النساء الموهوبات علي الكتابة، من أجل التغلب علي القهر والدونية والتهميش والاستلاب الذي لاحق المرأة، وللأسف هناك مشكلة عنف تواجه الكاتبات في الصعيد، والرجل أحكم قبضته علي الفكر الثقافي والتاريخ، والكتابة بالنسبة للمرأة تعد خروجا من تلك الزاوية الضيقة التي حبسها فيها المجتمع". من ناحية أخري قدمت الكاتبة اللبنانية يسري المقدم ورقة مشابهة في مضمونها لورقة عفاف السيد، جاءت بعنوان "كتابة المرأة ومؤنث اللغة"، وفيها أكدت أن المرأة لم تكتب الأنوثة بعد كما يفترض أن تكتب، وظل الرجل هو المرآة التي تري المرأة فيها نفسها. وفي سياق مختلف، عقد في نفس التوقيت جلسة أخري، تحدثت فيها إيمان حميدان يونس عن "تصاعد حضور كتابة المرأة" مستشهدة بروايات سعودية ولبنانية، وقالت: رواية "بنات الرياض" رواية شجاعة أدبيا، حيث تقدم فيها الكاتبة مجتمعا افتراضيا عبر الإنترنت، وكأن الأدب تفريغ لحاجات لا تلبي ضمن المنظومة العرفية، وأضافت: التفوه بالدين واتخاذه كسبب للممارسة الذكورية هو في الحقيقة ترجمة لفكر عشائري وقبلي، والرواية النسائية هي نضال من أجل حريتة المرأة حتي لو كتبت عن الجسد والجنس. وتحدثت إيمان عن رواية "حكايتي شرح يطول" لحنان الشيخ التي تحولت فيها الأم إلي كائن فرد، وأعدتها دليلا علي تحرر الابنة من الأعراف الإجتماعية، أما الكاتبة ربيعة ريحان فأكدت أن المرأة العربية كتبت بكل الأجناس وأثبتت نفسها رغم تناقض مجتمعاتنا العربية، وقالت: يتصاعد حضور المرأة في المشهد الإبداعي يتصاعد، وهذه الكتابات خلخلت السائد وقلبت كل الأنساق في الحياة ولقد أثبتت المرأة الكاتبة أنها شريك فاعل في الكتابة الإبداعية. وفي كلمته "صعود كتابة المرأة" بدا الروائي فؤاد قنديل متحمسا وربما متحيزا تجاه المرأة وإبداعها رغم قلته، قائلا: المرأة لها سمات نفسية وفكرية تميزها عن الرجل، والمشهد الابداعي النسوي يفتقد الكثير من نظرات النقاد، فلقد تأخر ظهوره عموما، مع ظهور المد القومي السياسي علي يد جمال الأفغاني وغيره، وقد أدركت المرأة الفرق بين حريتها الشخصية وحرية الفكر، وقال "الخيال عند المرأة يفوق كثيرا الخيال عند الرجل، سوف نختلف خارج القاعة، كما أن المرأة تتمتع بجسارة أكبر بكثير من الرجل تبعا للشحنة العاطفية والثورية بداخلها".