لا تتردد وأترك سيارتك ومكتبك ومنزلك وشارعك الضيق المزدحم والعاصمة الملوثة بضجيجها وزحامها ولو لبعض الوقت لتشتري صحتك وحياتك اهرب إلي الريف جدد حياتك في الحدائق والحقول وبين الأشجار والخضرة ورؤية الطيور وسحر الطبيعة.. بهذه الكلمات بدأ عبدالفتاح عناني كتابه »الطبيعة سر السعادة« وفيه ينصح القارئ بالاستمتاع بالحياة ولو لبعض الوقت في عالم ساحر من الهدوء وراحة البال والصحة والنشاط والحيوية وقوة التركيز وهي أحدث صيحة طبية ينادي بها الأطباء والعلماء في العالم لإنقاذ إنسان هذا العصر لعل وعسي يحافظ علي البقية الباقية من صحته ويؤكد أن التلوث سر النكد الزوجي حسب ما أقره علماء البيئة.. فالتلوث لا يسبب أمراضا صحية فقط وإنما أمراضا اجتماعية.. يصيب الأسرة منها انحراف الأبناء الإدمان الاكتئاب التوتر والقلق وقد يرتكب أخطاء يندم عليها.. فالهواء من ضرورات الحياة وإذا حدث اختلال في مكونات الهواء بزيادة التلوث ينعكس هذا علي حالته النفسية وحياته الأسرية ذاكرا ما قاله الدكتور أحمد عبدالوهاب أستاذ علوم تلوث البيئة إن الحب يختفي من التلوث.. فالمنازل رديئة التهوية كثيرة بعدد أفرادها يدخل إليها عوادم السيارات المحملة بأكسيد الكربون والكبريت والرصاص وغبار الاسمنت والملوثات الكيميائية مما يؤدي إلي ضيق التنفس وإثارة الأعصاب للزوج والزوجة لأتفه الأسباب وتدب الخلافات الزوجية بكلمة من هنا وشخطة من هناك تشتعل حريقة في البيت، وتختفي كلمات الحب والعاطفة وبالتالي لابد أن يلمس الأطفال جزءا كبيرا حيث يفرغ كل منهما شحنات توتره علي الأطفال.. وقد يصل الأمر إلي ضربهم مما يؤدي إلي هروبهم من المنزل والتسرب من المدرسة وظاهرة أطفال الشوارع واحدة من المشكلات الخطيرة الناتجة عن التفكك الأسري ويذكر الكتاب أن إحدي المحاكم الألمانية قد غرمت أحد الأزواج ألفي دولار لارتفاع صوته أثناء مناقشته وخلافاته ومشاجراته مع زوجته وقد شهدت المنطقة التي يسكن بها الزوج بعد هذا هدوءا تاما وسجلت انخفاضا في شكوي الزوجات.. ويتساءل لو طبقت هذه الغرامة علي مشاجرات الأزواج المصريين ونكدهم المستمر كم ستحصل الدولة من مبالغ خلال شهر واحد ومع زيادة التوتر والعصبية حدث أول مرض اجتماعي وهو »سوء معاملة الزوجات والأزواج« الذي نتج عن مرض آخر هو الطلاق بسبب المشاجرات الدائمة والنكد المتواصل الذي يدفع الزوج إلي الهروب من المنزل إلي المقهي لأن جو التوتر يحدث شعورا بالضيق والإجهاد الذي يؤثر علي الصحة العامة في مختلف سنوات العمر طالما وجد التلوث وسيطر التوتر والقلق العائلي وساد التفكك الأسري واغتال السعادة العائلية الممكنة.