لفت نظري الجلسة الأخيرة للمجلس عندما حضر وزير الداخلية علي عجل ليشرح ويفسر موقف الضابط الذي أمسك به المتظاهرون أمام المجلس لأنه كما قال الشهود كان يحرضهم علي اقتحام المبني!! فبمجرد أن بدأ الوزير حتي استشاط المجلس وطلب أن يكمل كلامه وطالب رئيس المجلس بإعطائه الفرصة أكثر من مرة شعرت آنذاك بمدي مابداخل الأعضاء فمعظمهم ولهم الشرف سجناء للرأي أو سجناء سياسيون وكانوا معارضين للنظام السابق ونكل بهم علي مدي أكثر من 60 عاما من عهد عبدالناصر ثم آخر عهد السادات، أما عهد مبارك فقد ذاقوا الأمرين تشريدا وسجونا ومصادرة أموال وغيرها. لكن لاحظت أنهم كلما رأوا وزير الداخلية لأنه كان مديرا لمصلحة السجون فترة وكانوا سجناء تحت إمرته فمن هنا تبدأ الحساسية ويكشر النواب عن أنيابهم وكأنهم يعترضون عليه كمأمور للسجن علي أي موقف مع كل تقديري لأعضاء مجلس الشعب المحترمين بكل أطيافه السياسية إلا أنني أسمع ضجيجا ولا أري طحنا هذا هو الحال فمنذ أن بدأت جلسات المجلس الموقر تنقل علي الهواء مباشرة شاهدنا أعضاء مبجلين في حالة صياح وصداح دائمين واعتراض مع حالة فوران ثم تنفض الجلسات دون أن يشعر المواطن المصري البسيط الذي وقف طوابير طويلة ليدلي بصوته فاقت طوابير رغيف العيش أبو شلن التي تعود عليها وطوابير أنبوبة البوتاجاز التي ظهرت في المقدر جديد وطوابير البنزين 80 التي زادت من هموم المصريين البسطاء. والصورة ينقلها التليفزيون داخل مجلس الشعب أعضاء في حالة اعتراض ورئيس المجلس يصرخ فيهم التزام الهدوء ولا أحد ينصت حتي تنفض الجلسة وهكذا. وأكثر ما يلفت النظر العضوات الخمس المحترمات اللاتي يجلسن في صف واحد ولايتكلمن إلا نادرا يذكرني بمشهد للست أمينة في فيلم بين القصرين وطبعا لايتحدثن لأن الرجال بتتكلم ويخرجن من الجلسة بعد أن تنفض ودورهن كان تهدئة أعضاء المجلس حتي لايأخذ الغضب مداه مع وزير الداخلية وأغرب ماحدث في جلسة الأسبوع الماضي هجوم الأعضاء علي الوزير ثم التفوا حوله عند خروجه من الجلسة لالتقاط صور تذكارية معه!؟