من أغرب الشخصيات التي قرأت عنها شخصية امرأة في العصر الأموي اسمها (غزالة). وهذه المرأة عرفت لشجاعتها التي تفوق الخيال، وتحدثت عنها كتب التراث كأسطورة أغرب من الخيال، وكانت هذه المرأة من الخوارج، ومتزوجة من رجل من الخوارج أيضا وكان من فرط شجاعته أنه قيل عنه إنه هزم أكثر من جيش للحجاج بن يوسف الثقفي، والحجاج هو من هو قسوة ووحشية وحبا لسفك الدماء! وكان زوجها هذا (شبيب بن يزيد) ماهرا في القتال، شرسا في الحرب، لايخاف أحدا ولايهاب أحدا. وكانت زوجته (غزالة) هذه بجانب شجاعتها المفرطة خطيبة مفوهة، تعتلي المنابر، وتخطب حاضة الناس علي مقاومة الحكم الأموي، وكانت شديدة التأثير علي الناس في خطبها تلك، وفي إحدي المرات خطبت متحدية الحجاج بن يوسف الثقفي أن يواجهها وجها لوجه، وأنها كفيلة بأن ترديه قتيلا، وتنهي حياته علي الأرض، وسمع الحجاج بن يوسف بأن (غزالة تتحداه) وتريد أن تنازله القتال فلم يجرؤ علي هذه المواجهة، بل هرب من هذا اللقاء، حتي عيره عمران بن قحطان بقوله: أسد عليّ ، وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر هلا برزت إلي غزالة في الوغي؟ بل كان قلبك في جناحي طائر!! وعن جرأة هذه المرأة، تتحدث كتب التراث من أنها أرادت أن تتحدي أيضا الحجاج بن يوسف الثقفي وأن تظهره بصورة الخائن الجبان، رغم ما اشتهر به من القسوة والوحشية، بأن تذهب مع زوجها إلي مسجد الكوفة، وتصلي به، وتقرأ في الركعة الأولي سورة البقرة، وفي الركعة الثانية سورة آل عمران، وهما سورتان تستغرق قراءتهما مدة طويلة، علي أن يقوم زوجها شبيب بن يزيد بحراسة المسجد بجنوده أثناء قيامها بالصلاة، لمجابهة جيش الحجاج في الكوفة والذي يزيد عدده علي الستين ألف مقاتل، وقد تحقق لها هذا ولم يجرؤ الحجاج علي مواجهتها! والغريب أن هذه المرأة الشجاعة عندما مات زوجها غرقا عندما نفر به جواده حزنت عليه حزنا شديدا، ولم تعد هذه المرأة التي تقابل الموت بصدر مفتوح، بل تخلت عنها الشجاعة، فهزمت في أول معركة خاضتها بعد وفاة زوجها! تري هل كانت تستمد شجاعتها تلك من شجاعة زوجها، وعندما فقدت المثل الأعلي في الشجاعة شحب أملها في خوض المعارك؟