نعم .. قف انتباه.. وسلام سلاح للشعب المصري .. للثوار الحقيقيين.. قف انتباه .. فأنت في حضرة الشهداء الأبرار.. الذين هم عند ربهم أحياء يرزقون.. يشدون ظهورنا.. بدعواتهم الآتية من الرحمن.. يحثوننا علي استكمال المسيرة.. فقد كانت حياتهم مهرها الغالي. قف انتباه.. فأنت في حضرة الشباب الذي مسح عار الصمت والخنوع عن جبين أهل بر مصر.. قف انتباه.. فأنت أمام أجمل ثورة وأعظم تصميم وأطهر عزيمة لاستكمال مطالب الثورة.. قف .. ثم انحن احتراما وتبجيلا.. لثورة المصريين. لست شابة.. ولم أولد في عصر بدايات مبارك: فأنا ابنة سنوات طويلة من القهر والخوف والإدانة. سنوات تركت آثارها علي روحي التي كانت تتمتم خائفة من فرحة زائدة.. تطوف بقلبي وأقول بخوف .. اللهم .. اجعله خيرا.. نعم كنت ابنة سنوات ورثّنا فيه من نظام استبدادي إلي آخر قمعي إلي ثالث فاجر لم يتورع عن ارتكاب أقذر الجرائم في حق شعب بأكمله دون أن تطرف عينه خشية حساب أو يطوف بخياله أن هؤلاء الرعايا عبيد إحسانهم قادرون ولو في الخيال.. علي الخروج عليهم بأي شكل من الأشكال أما الثورة.. الفعلية.. فتلك كانت هلاوس ليلية لاتجرؤ علي زيارة من أحكمنا السيطرة عليهم بالجهل والفقر والمرض والقهر وكل أنواع التعذيب. نعم .. أنا وجيلي كنا إنتاج مصانع شخصيات عينة أفلام حين ميسرة وهي فوضي وقبلها فيلم البريء مرورا علي إحنا بتوع الأتوبيس ضحايا التنكيل العشوائي والسجن بالصدفة والقتل علي المزاج وليس علي هوية كما حدث في بلاد أخري. ولكن .. ما أجمل لكن هذه المرة.. كانت معي وليس ضدي عندما هاجمتني الهواجس بأن يئس المصريون من مؤامرة الثورة المضادة وأغوات النظام السابق.. وأشرار المصالح الدائمة المرتبطة بكل سيد يجلس علي كرسي الرئاسة الملعون. كنت متصورة.. من تغير نفسية من دعموا الثورة بالقلوب والدعاء ولم يتعرضوا أو يعرضوا أولادهم ولا أنفسهم إلي مخاطرها. أو ببساطة ثمن حريتهم. ولكنهم فرحوا بالثورة وبخلع (مبارك) ومعه رجاله وسياستهم وجثومهم علي قلوب المصريين كأنهم قدر. راقب علي مدي سنة كم الخذلان الذي منيت به الثورة وثوارها الحقيقيون.. والخطة الجهنمية قائمة علي قدم وساق لإفشال الثورة وإجهاضها عن طريق بث اليأس في قلوبهم وبث الرعب والفقر وبقاء الحال مع سبق الإصرار والترصد. ليصل الجميع إلي نتيجة حتمية.. الثورة عملت لينا إيه؟ لم يتغير شيء فرجال النظام من الصف الثاني .. بل حتي بقايا الصف الأول مازالوا في أماكنهم يفسدون اليابس والأخضر.. وفوقها أرزاقنا التي وقفت وأماننا الذي روع. إذن لم الاستمرار لقد فشلتم ودفعنا معكم الثمن؟ تلك كانت الخطة وتلك كانت النتيجة التي حسبوها بعلوم الحساب الحديثة وبأعلي تقنية. وللمرة الألف بعد المليون .. أقول مقولتي التي تأتيني زائرة لترطب قلبي العليل من الخوف من نجاح مؤامرة الشياطين (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).. صدق الله العظيم جاءت لكن هذه المرة لتفاجئني وتشد ظهري عند ظهور أول بشاير المتظاهرين يأتون من كل فج عظيم لم أره إلا في أيام الحج المقدسة خيبتم ظن الفاسدين: راهنوا علي اليأس وخطة تشويه الثورة والثوار.. راهنوا علي طبيعة المصريين التي كانت في أذهانهم ولم يدركوا أنها كانت صورة في خيالهم فقط.. صورت لهم بعد كم المؤامرات في تجريف الشخصية الوطنية من أي إحساس بالذات العالية والكرامة والأمل. ونسوا أن جينات المصريين المعجزة الخالصة الطاهرة حفظها الرحمن لتلك الأيام. بعدما دفعنا حق الله علينا في الجهاد والتضحية والسعي. فكافأنا الرحمن .. بالبركة. فخرج الشعب المصري رغم كل المؤامرات يهتف كلاكيت ثاني مرة.. بعزم وإحساس عال بالانتماء والوطنية والخوف علي البلد من أن تقع في نظام مستنسخ من نظام مبارك وأن تقع في مستنقع سياسة مبارك ورجاله وهجاميه وفاسديه وسارقيه وخونته ورجال أمنه المفسدين متلقي الأوامر الرئاسية في قضايا الدولة.. من أمثال نائبه العام.. الذي ظل قبل وبعد مبارك سرا من أسرار الدولة العليا حتي طالت المظاهرات اسمه وطالبته هو الآخر بالرحيل بعدما استكانت ملفات الفساد في أدراجه وخاف الثوار من التئام قاتلي الثوار من عسكر الداخلية إلي عسكر الشرطة العسكرية فكان طبيعيا ألا يحكم علي الأولين حتي لا يلحق بهم التابعون.. فضاعت الدماء بين القبائل. من أجل كل ماسبق وأكثر. فاجأ المصريون حكام كل زمان بخروجهم للسنة الثانية علي التوالي رغم الخذلان والتواطؤ والقتل وخيانة الأصدقاء قبل الأعداء. خرجوا ليفاجئوا الجميع. بمن فيهم خوفي وللأسف عدم ثقتي بعزيمة المصريين اللي بجد.. بأنهم مازالوا مصممين علي استكمال مسيرة ارفع رأسك فوق أنت مصري.. وصرخت معهم من الفرحة. عيش .. حرية.. عدالة اجتماعية. ساكتين ليه أخذتم حقوقكم ولا إيه؟ ❊❊❊ الصراحة.. أننا أخذنا علي قفانا علي الأقل لفترة قليلة عندما كنا في حالة رومانسية ثورية.. طالت بالنسبة للبعض والبعض الآخر كان أكثر شفافية وأحسها من الأول وقالوا.. المجلس ليس مع الثوار إنما كان فقط ضد تولية المحروس (جمال) سلطة بر مصر. ودمتم!! وكنت أحد الساذجين فرفضت لوقت طويل تصديق حكايات فض الاعتصام بالعصا المكهربة وكشف العذرية وتعذيب الثوار في المتحف المصري. وتركيع الثوار من أجل عيون سفارة الصهاينة. ولهذا أعتذر لكم يا شباب الثورة الحقيقيين الذين دفعتم الثمن وحدكم بعدما خذلكم الجميع. البعض بحرفية من يعلم دروب السياسة وألاعيبها وقوانينها الفاجرة. والبعض بفجاجة من لم يقدر للثوار قدرهم وقال عليهم كلمتهم المشهورة. هم العيال بتوع التحرير عايزين إيه أكثر من كده!! وصدعوا رؤوسنا بعجلة الإنتاج وهروب المستثمرين ووقف الحال. كأننا قد وصلنا للحكم وأدرنا وفشلنا في تحقيق الأمن وتدوير عجلة.. ال !! كان هؤلاء الثوار أكثر فطنة وحكمة وفهما لعقلية الشيوخ الذين يديرون البلد بعقلية العصور الوسطي.. أو عصور مبارك (03 عاما تستحق لقب عصور وليس عصرا. لقد فهموا اللعبة واحتجوا علي كل اللجان والمؤتمرات بكل المسميات .. فلقد عرفوا الكتاب من عنوانه وممارساته ومؤامرات الواقع المخالفة لكل مبدأ ثوري.. وثق يوما في كتاب عظيم أو كريم. عرفوا.. أن كل الخزعبلات الصوتية والخزعبلات السياسية والقانونية.. والحكومية والأمنية والإخوانية تخاصم كل مبادئ الثورة المصرية. خذلان وراء خذلان من تواطؤ وتعتيم وإنكار وتدليع للمخلوع ورجالاته لمحاكمته الهزلية حتي مسلسل أو إسهال البراءة للجميع. كل ذلك.. توقعوه وللأسف هم وحدهم الذين بقوا في الميدان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان روحية وتضحيات جسدية. بينما فر الأغلبية إما .. للبرلمان أو للتمسح في السيد الحاكم الجديد أو فروا إلي أسرتهم ومأمنهم مغمضين العيون عن رؤية ما يحاك ضد الثورة. أو قل وأدها وسجن شبابها .. وتسييس .. ناسها وداعميها. بالإصرار والعناد عن تلبية أبسط المطالب ليداروا عورتهم السياسية المتمثلة في التصميم علي إعطاء قبلة الحياة والأمان.. لكل من عاش في كنف المخلوع إلا من ساهم في بكارة سياسية.. ساذجة أو ملعوبة لم تعرف معني الكياسة السياسية والفطنة الإدارية واللعب غير المكشوف حتي خزقت عيون الجميع من فجاجتها. وكسرت كل أنواع الشك باليقين. هي ليست مع الثورة كما يراها الثوار الحقيقيون كان من الممكن ببعض القرارات الحازمة.. أن تفلح خطتهم فماذا لو حاكموا رجال مبارك معه بمحاكم ثورية وأعدم من أعدم وسجن من سجن وعزل من عزل مع بعض القرارات اللي كده وكده. كان من الممكن أن يعيدوا الامتحان مع مادة أو اثنتين دون سقوط. ولكنهم لن يسقطوا ويعيدون السنة بالكامل ولكن علي مين. وأتذكر أفلام إسماعيل ياسين عندما يقول الشاويش عطية.. عن إسماعيل ياسين في فيلمه في الجيش: هو.. بعينه وغباوته.. هو والله فيصرخ أنت يا مجند للخلف در.. فلا يدور طيب حود يمين فيحود شمال.. فيصرخ الشاويش ويقول.. هو.. هو يامثبت العقل والدين. أي والله يا مثبت العقل والدين.. كان .. من الممكن أن يعدي الامتحان ولكن تقول إيه؟ ❊ ❊ ❊ كأن السنة لم تمر كأن الخيانة للثورة لم تكتمل أركانها بالسماح للأموال أن تهرب وللملفات أن تفرم والأدلة أن تختفي.. ولرجال مبارك أن يعاد الاستعانة بهم في المناصب العليا أو يظلوا في مناصبهم يسرقون ويفسدون ويؤذون خلق الله. كأن الثورة لم تقم وكأن مبارك يهنأ برحلته الشتوية والصيفية معا.. في منتجعه المفضل. توقف الزمن.. ثم عاد ليعيد إنتاج 52 يناير ولكن هذه المرة بشرطة. شرطة التجربة والحكمة والتعلم علي ميه باردة.. علي أيدي الأصدقاء والأعداء علي حد سواء. عادوا .. مرة ثانية بنفس الحماس ونفس الإصرار ونفس العناد الإيجابي ونفس سقف المطالب التي تعلو يوما بعد الآخر. نتيحة لعدم استيعاب جديتهم أو بالاستهانة والإنكار الذي يلجأ لها كل حاكم. يفاجأ أن ظلمه قد وصل للحلقوم. وآن الأوان أن نتنفس نفسا نظيفا. يعني حرية .. عيش وعدالة وكرامة إنسانية أعتقد أن كلمة (deja vu) الفرنسية التي تعني (لقد سبق أن رأيت مايحدث قبل ذلك) هي خير محلل لما يحدث الآن من الثورة من تاني؟ ولكن السؤال الآن؟ هل فعلا لايصدقون أن الثورة قامت مرة أخري لأنهم ببساطة لم يعتقدوا أنها قامت مرة أولي. إن كل مؤامراتهم وسياساتهم الخائبة والمؤيدة للنظام السابق. لم تفلح في إسكات صوتهم وأنهم كسروا جدار الخوف من 2011/1/25.. لماذا .. لا يصدقون .. أن العيال.. كبرت في سنة.. ألف سنة مما تعدون؟ وأن الشعب الذي فهم الدرس السنة الماضية يسهل عليه أن يفهم كل الألاعيب وأن يعيد ترتيب أموره حتي لا يقع في نفس الخطأ مرة أخري. آه يا ولاد.. الجنية.. تلك كانت أول كلمة تخطر علي بالي عندما فاجأوني أعتقد والمذيعة المصرية الأصيلة ريم ماجد التي قابلتها في جمعة حلم الشهيد وقلت لها. (أنا خايفة أحسن الشعب لاينزل يساند الثورة ويخذلوهم). قالت لي: أنا خايفة يارب لا إيه رأيك أيتها المذيعة الوطنية صديقة الثورة وصوتها العالي. لقد فاجأونا بأجمل هدية. هدية الحضور الذي فاق كل تصور وهدية المسيرات التي جابت شوارع القاهرة لتواصل صوت الثورة الحقيقي إلي البيوت والشوارع ومعهم (حملة كاذبون) اختراع مصري .. مية مية!! مش قلت لكم ولاد جنية.. عفاريت وطنية .. قادهم خيالهم لكل إبداعات (ثورة مصر) من اختراع سلاسل الثورة.. كاختراع الهتافات.. في حنكة مصرية لولبية ولوذعية حتي تساءلت: من الذي يخترعها .. أهي أخت النكتة المصرية بنت الحظ الأصيلة التي تصل إلي قلب المعني فتدميك ضحكا.. أما النساء.. أيقونات الثورة.. فبالرغم من سياسة التخويف مع معركة كسر عظامهن وانتهاك أعراضهن. وبعد اتهامات الإسلام السياسي لهن بجريمة المشاركة في الثورة والنزول إلي الشوارع لتحقيق الحلم المصري فإنهن .. يا أخي ولاد عفريتة. لم يخفن.. ولم يرتعشن ولم يتحجبن في البيوت بل نزلن يهتفن: الرجاله فين؟.. الستات أهم!! ياطنطاوي.. قول لعنان.. الستات في الميدان والجدع.. جدع.. والجبان .. جبا...ن! كانت الهتافات ترج كل شوارع مصر. خجلت أمامها شعارات العار .. بالاحتفال.. ودماء الشهداء لم تزل علي أرض الميدان ومازال الثوار مسجونين في سجون العسكر.. ضحايا المحاكمات العسكرية. ومازال قانون الطوارئ سيفا مصلتا علي رقاب الثوار المدرجين (بلطجية) في ملفات الداخلية وأمن الدولة ومازال قتلة الثوار يمرحون في مكاتبهم في مهرجان البراءة للجميع. ومازالت الداخلية.. تؤدي يمين الولاء لسياسة حبيب العادلي ومازال تيار الاستقلال يطالب بتطهير القضاء ومازال ماسبيرو مصمما علي مسلسل مواطن ومرشد وحرامي.. مع فيلم (إحنا خدامين السيادة). ومازالت الأفلام الخائبة وسيناريوهات تلفيق التهم للثوار وتلويث السمعة قائمة علي قدم وساق. ناهيك علي الخطف لهم من الشوارع. ومسلسل القتل.. علي هوية التظاهرات جاهز عند الطلب ديلفري. طبعا ناهيك عن مسلسل أقصد فيلم مازال التحقيق مستمرا.. إلي الأبد مع توأمه قيدت ضد مجهول. إذن نزل المصريون غير المسيسين مع النشطاء. ليقولوا للذي تصور أن المصريين هجروا ثورتهم أو خلعوها بعدعشرة سنة واحدة. إنه ليس احتفالا إنما هي ثورة للقصاص للقصاص ضد كل من خانوا الثورة! من أصغرهم إلي أكبرهم. فليس أحد .. كبيرا علي الشعب المصري. القائد والمعلم .. كما قالها جمال عبدالناصر من زمان.. لذلك رفعت صوره في الميدان. أما مبارك وأعوانه فلقد رفعت لهم الأحذية هكذا تصنف الشعوب حكامها.. فقف.. انتباها.. وتبجيلا واحتراما.. فأنت في حضرة الشعب المصري!!