قال النبي [:»ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الاِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حََّين يُفْطِرَ ودَعْوَةِ الْمَظْلُومِ يفتح لها أبواب السماء.. ويقول الله تبارك وتعالي »وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعدَ حين« آمين يارب العالمين.. فهل جاء.. هذا الحين.. جاء وقت نصرة المظلوم.. بعد 03 عاما من القهر والظلم.. ووقفت سبحانك مع عبيدك الذين سعوا لمحو عار الاستبداد من فوق جبين المؤمنين.. الوطنيين.. الشهداء فنصرتهم علي القوم.. الفاسدين!! أعترف أنني لم أهتز ولو لثانية واحدة.. عند رؤيتي للرئيس المخلوع وهو في قفص الاتهام.. بل بالعكس.. وجدت قلبي يجمد وأقول.. ياقوي علي كل قوي.. خاصة أنني كنت متشككة.. بتاريخ ماحدث من تصرفات سلبية تجاه الثورة طوال الشهور الماضية .. من أن شيئا ما.. سوف يحدث.. يحول دون مثوله منكسا أمام محكمة الشعب ولكنني وضبط نفسي أصرخ من الفرحة والدموع تفر من عيني عندما رأيت الوريث جمال.. باشا الذي كان مشروعه لوراثة(أرض الكنانة) هي ما أوصلتنا إلي هذا اليوم التاريخي.. فشكرا لك.. فقد كنت القشة التي قصمت بعير السيد الرئيس.. الذي كان!! ❊ ❊ ❊ أعترف .. مرة أخري.. بسبب يأسي من أن يأتيني أي تصرف من المسئولين يطمئن قلوبنا.. بأنه ليس هناك.. مؤامرة.. ما علي الثورة وهو هاجس هاجم أغلبنا في ليالي (الثورة الطويلة) ربما من شدة الفرح بالإنجاز الذي قارب المعجزة.. والذي مازال بعضنا وأنا منهم لا يصدق أنه قد حدث بالفعل حتي اليوم!! فلقد شعرت دائما بأن هناك (ستارا حريريا) يفصل الرؤية عما نريد أن نشاهده علي أرض الواقع أو أن نسمعه من شفاه الذين يديرون البلد في المرحلة الانتقالية.. نحن أبناء الثورة وكهولها.. وبين ما يراه ويفكر فيه ويقرره المجلس العسكري ومعه.. ربما رئاسة الوزراء من سياسات قد تلقي عدم قبول وربما تقودنا إلي نفس الإحساس القديم الذي طالما عذبنا مع الخلوع وقلت في نفسي معقولة.. سياسة العناد.. ستتكرر من تاني؟ ولكنني طمأنت نفسي.. إن عصر الآلهة.. قد مضي إلي غير رجعة.. كل أنواع الالهة.. مهما كانوا.. لقد اختفوا بإذن الله من حياة وحاضر ومستقبل مصر المحروسة من أهلها.. انتهي.. بقرار من شعب بعد كسر جدار الخوف إلي غير رجعة.. بعد أن دفع ضريبة الدم .. من أجساد شهدائه ومصابي الثورة وذلك إنذار لكل مستبد أو ديكتاتور يفكر أن يزور أرض مصر.. ولو في الخيال.. ❊ ❊ ❊ نظرت إلي المحاكمة أمامي وأنا أري.. كل رجال الرئيس وكل أعوانه الأمنيين وهم مجتمعون في مكان واحد.. انسحب منهم الغرور.. والإحساس بالقدرة علي التحكم في البلاد والعباد.. وتساءلت.. أين ذهب قانون الطوارئ الذي أمدهم بكل أدوات التنكيل الغائبة عن القانون.. أو بإذن القانون.. أين هم الآن بدون حزمة القوانين الاستثنائية؟.. أما نحن كنا أشرف وأكثر تحضرا منهم عندما منحناهم محاكمة مدنية عادلة وهم الذين ألقوا بالشرفاء والوطنيين.. إلي الأقبية المظلمة.. وبعد حكم سريع سريع لمحكمة عسكرية.. تظلم أكثر مما تنصف وبأوامر من المخلوع وولده. آمنت بالله.. وتذكرت آيات الله (نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ) صدق الله العظيم.. ❊ ❊ ❊ لا أعرف لماذا (نقحت عليّ) كلمة الكرامة خاصة وقد تذكرت ليلة التنحي.. دموع (رجل صعيدي) بجد وهو يقول.. لقد جئت حاملا.. كفني.. مستعدا للشهادة من أجل الكرامة لقد تعبت من الإهانة.. وقتها علمت أنها ثورة كرامة وعدالة وحرية وليس ثورة جياع.. لقد قفزنا حتي فوق قرصة الجوع والبطالة . لقد جرحنا.. الذل والقهر والإهانة المستمرة المتجسدة في كل قذر لم يراع فيه حرمة المواطنين لذلك لم أتعاطف مع الرئيس المخلوع وكرامتي تطالبني بأن من حقي أن أحصل علي التعليم والعمل والعلاج والسكن والزواج وفي تكافؤ الفرص.. والحق أيضا في المعرفة. ذلك الحق الذي تصورنا أنه منحة يلقون بها إلينا لغرض ما.. من وقت إلي الآخر حسب مزاج الرئيس وولده. لذلك وجدت في تلك المحاكمة.. بداية جادة.. في أن نبني مجتمعا.. قادرا علي محاسبة كل المسئولين وأولهم الموظف الموكل بنا.. إذا أخطأ يحاسب.. وإذا تكاسل.. يعزل.. وإذا خان الأمانة يعدم.. فالرئاسة مسئولية وليست رفاهية وإنها لكبيرة.. إلا علي المتقين.. ❊ ❊ ❊ لذلك مرة أخري لم أتعاطف للحظة علي الدخول المسرحي للمخلوع.. القاتل.. اللص .. الخائن. ولكل تلك الأوصاف .. دلائل وممارسات عملية تشي أنه يستحق تلك الأوصاف فهي ليست شتائم..!! لم أنظر إلي كبر سنه.. والذل الذي من المفروض أنه قد طاله من أول يوم رقص الشعب فرحا لعزله. إنما تذكرت صغر سن الشباب الجميل اللي زي الورد الذي أطاحت بأحلامه في الحياة رصاصة غادرة مع سبق الاصرار والترصد حماية لنظام المخلوع.. وتخيلت أم الشهيد وأباه وأخاه واصدقاءه وحبيبته أو خطيبته أو أولاده الرضع الذين سوف يحرمون من حبه وحمايته. تخيلت شعورها وهي تري القاتل الذي أصدر أوامر القتل بدم.. بارد .. رخيص.. وتخيلت.. لو مكنت.. لقطعت من لحمه الحي.. كل يوم قطعة صغيرة لتمضغها علي مهل.. تناسب كل عذاب.. كل قهر وكل صرخة وكل دموع العالم التي عصفت بها عندما أبلغوها.. أن ضناها.. فلذة كبدها.. حلم العمر.. قد قتل علي يد مبارك وأعوانه من القتلة. أتريد أن تعرف هذا الاحساس بأن يوم القيامة.. قد قام وأن الدنيا فرغت من مخلوقاتها.. وأن كل أنواع العذاب تهاجمك في قلبك وعقلك ودمائك وشرايينك. من أجل من وبأي هدف؟ وماهي جريمته؟ والله في سماه.. لو كنت أم شهيد.. ورأيتهم أمام عيني.. وهم ينظرون.. إلي الكاميرات.. دون رجفة.. أو كسرة نفس.. أو حتي الإحساس بقليل من الندم أو الخجل مما اقترفوه.. أو حتي انحناء الرأس أمام شعب يعرفون قبل غيرهم.. ماذا فعلوا به.. علي مدي سنوات وسنوات وربما قد تهورت وألقيت عليهم ماء نار وليس جزمة كتلك التي ودعت بوش في زيارته للعراق المحتلة والمنكل بأهلها من أجل براميل النفط. وبسبب مستبد آخر قاد بلاده إلي التهلكة من استبداده وكنت أتمني أن يلاقي جزاء الشنق علي أيدي مواطنيه وليس علي يد محتلين.. فقتله بتلك الطريقة لن تضفي عليه بطولة أبدا بعدما مافعله بشعبه لذلك سوف ينال مبارك شرف أن يحاسب علي أيدي من استهان بهم.. طوال فترات حكمه لذلك خطر إليّ لو كنت أم الشهيد لحرقت قلبه علي أولاده وشربته بنفس كأس العذاب الذي شربه لملايين العائلات حزنا علي كل الأبناء.. من اعتقل ومن انتحر ومن غرق يأسا علي شواطئ أجنبية دفعه إليها.. حكم ظالم.. قاتل .. لص .. مستبد.. ❊ ❊ ❊ كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لأري ليس الرئيس إنما لأري.. السيد جمال »سبب كل المصائب.. الذي كان يترفع عن الشعب ويسخر من معاناته ويستعلي علي احتياجاته وكان بكل برود.. الدماء الانجليزية التي تجري في عروقه يعلن قراراته الاقتصادية (التي ودتنا في داهية) وأولها تعويم الجنيه. بأنها لن تلقي قبولا جماهيريا.. إنما هي لمصلحة عامة ومستقبل وردي واكتشفنا أنه قد عاش المستقبل الوردي لوحده وربما تساءل قبل المقولة الشهيرة »للقذافي المجنون.. من هم وليسوا من أنتم.. هؤلاء الرعايا« لأعمل لهم أي حساب. هم عبيد إحساني. ولكنك اليوم وأهلك مساجين الثورة والثوار.. أنتم اليوم تتمنون علي الشعب أن تأخذه بكم رحمة أو شفقة بعيدا عن التربيطات التي ربما كنتم موعودين بها.. ولكن لإصرار الثوار.. وشهدائهم ودمائهم الطاهرة علي القصاص. ولد هذا اليوم التاريخي الأربعاء 3 أغسطس 1102 الذي سوف يتذكره.. كل الحكام العرب كل أصحاب الفخامة والجلالة فإن الله يمد الظالمين.. حتي تصوروا أن الأرض قد دانت لهم.. فيأخذهم الله بغتة!! ❊ ❊ ❊ ونظرة إلي شلة القتلة.. وتساءلت.. بالقطع لم يتصوروا يوما.. أو لحظة واحدة أنهم سوف يحاسبون علي جرائمهم وإلا ما ارتكبوا كل هذه الجرائم.. بدم بارد. فهل تذكرونها اليوم؟ أم أن الغشاوة مازالت تعميهم.. بأنه.. ربما في مكان مظلم من المخابرات الأمريكية ومكتب غارق في المؤامرة في المخابرات الإسرائيلية.. سوف يأتي الفرج والإنقاذ. نتيجة لضغط ما.. أو تهديد ما.. بكشف المستور.. مثلا وهو (كثير) أو اتفاق مصالح لايريدون لهذه الثورة أن تنجح وتصبح نموذجا وأملا لتقود كل الشعوب العربية لتتمرد علي المستعمر الداخلي.. والخارجي المقيد لقراره الوموجه له. كل هؤلاء الأفاعي.. خائفون الآن.. من أن ينتهي بهم الحال.. من نزعهم من عليائهم ليلقي بهم.. لقفص القرود ليتفرج عليهم ..ضحاياهم.. ويكونوا عبرة لمن يعتبر وإن ربك لبالمرصاد.. ❊ ❊ ❊ مرة أخري.. جمال مبارك كان هو هدفي وليس شخصا آخر.. إحساس دفعني لإلقاء كل التهم إليه.. من تصدير الغاز.. إلي المتاجرة بديون مصر.. لوضع أرض المحروسة نقوط لأصدقائه من رجال الأعمال سبة في جبين مصرالكنانة.. الذين باعوها.. حارة حارة.. شارع.. شارع.. زنجة.. زنجة أعترف أنني كرهت وجهة العابس دائما.. البارد .. برود القتلة وكان إحساسي صادقا.. فأعتقد أنه المحرض علي القتل.. فهو الذي قيل عنه إنه منع مبارك من التنحي قبل أيام من إعلانه الرسمي.. وقيل عنه.. إنه أخذ القلم من يدي أبيه بل دفعه قائلا.. تمهل من أجل السلطة وعدم المحاسبة وكشف (سوءاتنا) أعطني فرصة 84 ساعة وأنا أقضي علي الثورة.. بأسهل الطرق التي أعرفها سوف أقتلهم جميعا كلهم لو لزم الأمر.. حتي نكمل مسيرة.. الأسرة الحاكمة.. المالكة.. ولكن الجيش رفض وتلك كانت المفاجأة ثم.. توقفت وأنا أنظر إلي نفس الوجه العابس الخالي من أي تعبير.. وتذكرت كل جرائمهم البشعة.. الاعتقال والتعذيب وهتك أعراض الرجال »وكانت موضة شاذة وممارسة شيطانية من جهاز أمني مريض والنساء وحتي الأطفال تذكرت الذين دفنوا في الصحاري الواسعة ولا يعرف أهلهم حتي اليوم إذا كانوا أحياء أم أمواتا!! تذكرت الخوف الذي ألجمنا سنوات وسنوات من كثرة ماسمعنا ورأينا من ممارسات الشيطان في أقبية أمن الدولة والذي تحول إلي حماية عائلة وليس حتي نظام.. تذكرت كل تفاصيل المظالم الذي تعرضنا لها جميعا وكللتنا بالعار لأننا لم نثر من عشر سنوات علي الأقل وهي الابشع في تاريخهم. يالله.. نظرت إليه وقلت.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ❊ ❊ ❊ وأجبرت نفسي علي النظر إلي الرجل المريض العجوز.. الرئيس الذي كان. وصدمت فقد تصورت أنني سوف أري رجلا مهزوما.. مصدوما.. يائسا تعضه أنياب الندم.. علي الأقل علي المصير. المصير الذي قاده إليه (ولداه) وهم تحت رحمة شعب أذلوه واحتقروه وسرقوه وأمرضوه. ولكنني وجدت.. نفس الجلد السميك.. ونفس الصوت الخارج.. عن الزمان والرؤية.. لم أر إلا ال..... المشهور عنه وتذكرت مقولته التي أتصور أن الله أنطقه حتي ينال جزاءه.. وهو يتبجح علي قناة العربية.. بأنه ليس بسارق وسوف يقاضي من يتهمه في ذمته. وقلت يا الله.. لقد أنطقه حتي ينال جزاء المفسد في الأرض ولقد كان عنده فرصة الخروج الآمن.. ولكنه أبي!! وكانت عنده فرصة الهروب إلي السعودية مع العائلة الملعونة ولكنه.. تبلد.. فلم يتصور أن من ألقاهم كان عن عمد في أتون المثلث الرهيب الفقر والجهل والمرض. قادرون علي التمرد.. علي ولي النعم.. أو.. ربما .. أن ضغوط ومصالح أو اتفاقيات ما.. سوف تؤتي ثمارها في النهاية لمصلحته فيعفي عنه ويعيش سعيدا في مدينته المقدسة وبعد أن يفديه.. أمراء الخليج مثلا وشقيقتهم النفطية السعودية وبالقطع لم يعول علي أمريكا.. فله في الشاه أسوة حسنة أما إسرائيل التي مازالت تنوح علي كنزها الاستراتيجي.. فهل خابت حساباته؟ أم إن الواقع تجاوزه وأدرك (الجميع) أن مصلحة البلد واستقرارها وحاجتها إلي المضي قدما قد كتبت السطر الأخير من حكايته التي يمكن أن تقوده إلي الإعدام أو في قبو مظلم يمضي فيه أيامه الأخيرة. ربما قابل فيه أرواح ضحاياه.. أو من تبقي منهم أحياء.. رغم التعذيب الممنهج.. ليلقي جزاء المفسدين!