مساء الأحد بتوقيت هوليوود، وفي الثالثة صباحاً فجر الاثنين بتوقيت القاهرة، بدأت وقائع الحفل ال69 لتوزيع جوائز الجولدن جلوب التي يقيمها اتحاد الصحافة الأجنبية في هوليوود، للأفلام والمسسلسلات الأمريكية، الأكثر تميزاً، التي عرضت خلال العام السابق، وقام بتقديم الحفل الممثل الكوميدي"ريكي جيرفيز" الذي أثار حفيظة بعض ضيوف الحفل ونجومه في العام الماضي، حيث اعتاد إطلاق النكات الساخرة علي الجميع! واتهمته الصحافة بإفساد الحفل بمحاولات الاستظراف الدائم، والغريب أنه لم يتم استبعاده هذا العام، من تقديم الحفل وإن كان بدا أكثر وداً وأقل تهكماً عن ذي قبل. وكان النجم الأول الذي استضافه "ريكي جيرفيز" ليقدم جائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم كوميدي أو استعراضي، هو النجم جوني ديب الذي استسلم لمداعبته، وهو يسأله بغلاسة إن كان قد شاهد فيلم"السائح"، إشارة لأن الفيلم لم يلق النجاح المتوقع، مثل معظم أفلام جوني ديب، ولكن جوني رد عليه ببساطة، كلا لم أشاهده، وعندما انفرد بالمسرح ، قال مامعناه ظريف قوي الجدع ده! وفتح المظروف الذي يعلن اسم الفائز، وكان الممثل المخضرم"كريستوفر بالمر" الذي حصل علي الجولدن جلوب عن دوره في فيلم"المبتدئون" الذي قدم فيه دور كهل مثلي الجنس، يصارع مرض السرطان!وتوالت الجوائز، التي شارك في تقديمها عدد ضخم من نجوم هوليوود، منهم ناتالي بورتمان التي حصلت في العام الماضي علي جائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم البجعة السوداء، وكانت قد حضرت الحفل وهي في شهور حملها الأخيرة، ولكنها بدت في قمه الرشاقة والحيوية في أول ظهور لها في حفل الجولدن جلوب، كما شاركت النجمة الكبيرة جين فوندا، وسلمي حايك، ونيكول كيدمان، وهاريسون فورد، وأنتونيو بانداريس، وداستين هوفمان، ورغم توقع البعض للجوائز إلا أن الأمر لم يخل من المفاجآت، "فالكسندر بايان" مخرج فيلم "الأحفاد" الذي حصل علي جائزة أفضل فيلم دراما، لم يحصل علي جائزة الإخراج، ولكن حصل عليها مارتن سكورسيزي عن فيلم هيوجو، بينما حصل "وودي آلان"، علي جائزة أفضل سيناريو عن فيلمه "منتصف الليل في باريس"، ورغم ترشح ستيفن سبيلبرج لجائزة أفضل مخرج عن فيلم درامي "حصان الحرب"، إلا أنه حصل علي جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة وهو "مغامرات تين تين"، الذي قام بإنتاجه! ويبدو أن النجم "براد بيت" أصبح ينطبق عليه مقولة" سعيد في الحب، تعيس في اللعب" فللمرة الرابعة علي التوالي يتم ترشيحه لجائزة التمثيل ولا يحصل عليها، وقد حضر الحفل مع ملكة قلبه النجمة الفاتنة" انجيلينا جولي"التي قامت بتقديم إحدي الجوائز، وكانت مرشحة لجائزة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية " في أرض الدم والعسل" الذي تدور أحداثه في البوسنة، وهو ناطق باللغة البوسنية والصربية! أما الجائزة فذهبت للفيلم الإيراني "انفصال" للمخرج "أصغر فارهادي" وهي الجائزة التي لم يكن عليها أي خلاف، حيث توقعها الجميع، وأغلب الظن أن الفيلم سوف يحصل أيضا علي الأوسكار الذي سوف تعلن جوائزة في شهر فبراير المقبل، ورغم أن المؤشرات كانت تشير بقوة الي الممثلة السمراء "فيولا ديفيز" لتحصل علي جائزة أفضل ممثلة عن فيلم"المساعدة" إلا أن الجائزة ذهبت إلي ميريل ستريب عن فيلم المرأة الحديدية، وطبعا هذا لايدل مطلقا علي أن ميريل ستريب لم تكن تستحق ولكنها اعتادت علي الجوائز التي حصدت منها سبعا »جولدن جلوب« واثنين »أوسكار« هذا غير سبعة عشر ترشيحا، أما فيولا ديفيز فقد أبدعت في دور الخادمة السمراء التي تعاني من تعنت وصلافة مخدومتها البيضاء التي لاقت منها معاملة غير آدمية والفيلم نفسه، كان مرشحا لجائزة أفضل فيلم، غير أن حظه العاثر أدخله في منافسة مع فيلم الأحفاد للمخرج ألكسندر بايان، وكان لابد للأخير أن يفوز نظرا لروعته وتفرده في طرح حالة إنسانية غير متكررة! ونالت مادونا جائزة افضل أغنيه عن فيلمW.E الذي أخرجته وتناولت من خلاله قصة الحب الأسطورية التي جمعت بين الملك إدوارد الثامن، والمطلقة الأمريكية "مسز سمبسون" التي ضحي من أجلها بعرش إنجلترا، أما جائزة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي فكانت من نصيب "الفنان" وهو فيلم أبيض وأسود وصامت، تدور أحداثه في السنوات الأولي لبداية صناعة السينما، كما فاز بطل الفيلم "جان دي جاردان "بجائزة أفضل ممثل عن فيلم كوميدي، بينما نال جورج كلوني جائزة أفضل ممثل في فيلم درامي عن الأحفاد، وهي الجائزة التي لم يكن يليق أن يحصل عليها سواه، رغم منافسة كل من براد بيت، وليوناردو دي كابريو، قدم جورج كلوني حالة رجل من عائلة ثرية، تصاب زوجته في حادث أثناء قيامها برياضة التزلج علي الماء، وينتج عن الحادث دخولها في غيبوبة، ويصارحه الطبيب أن حالتها ميئوس من شفائها وعليه أن يدبر لحاله ويستعد لرفع أجهزة الإعاشة وإعلان وفاتها رسميا، ويتقبل "مات كينج" الحقيقة بقلب جريح، فلم تكن إليزابيث زوجته فقط بل حبيبة قلبه وأم طفلتيه، ويستجمع الرجل رباطة جأشه ليخبر طفلتيه بالأمر ويعدهما لتقبل الحقيقة، يفاجأ بإبنته الكبري 17 سنة تخبره بأن والدتها كانت تخونه وكانت قد عقدت النية علي طلب الطلاق منه! ويصاب الرجل بحالة من الغضب الشديد ولكنه في نفس الوقت، لايستطيع أن يتخلي عن الزوجة المريضة ولايستطيع أن يحتمل عذابه، ويسعي لمعرفة الرجل الآخر، والتقرب منه وعندما يلقاه يجده زوجاً وأبا لأسرة صغيرة تبدو سعيدة، فيتراجع عن فضح أمره أمام أسرته، ولكنه يسأله في مرارة وعلي انفراد كيف تعرف إلي زوجته، وماذا قدم لها ليغريها بترك أسرتها والارتماء في أحضانه، ويخبره أنه لايمانع في أن يلقي عليها النظرة الأخيرة، ورغم كل هذا الغضب إلا أن مات كينج، يودع زوجته بدموع ساخنة ويناجيها ويطلب منها الصفح إن كان قد أساء إليها أو انشغل عنها وتركها تشعر بالوحدة ومن ثم تلجأ إلي حب رجل آخر، "الأحفاد" من نوعية الأفلام التي تعتمد علي التفاصيل الدقيقة وعلي عبقرية أداء الممثل الذي يتقلب بين مشاعر الحب والغضب والإحساس بالمسئولية والانكسار والكبرياء ، والتعالي عن الانتقام كل هذا في آن واحد! وبدون شك سوف يحصل جورج كلوني علي الأوسكار أيضا عن هذا الدور، الذي سبق له الحصول عليه في عام 2005 عن فيلم "سيريانا"، بينما تم ترشيحه ثلاث مرات! أما جائزة أفضل ممثلة عن فيلم كوميدي فذهبت إلي ميشيل ويليامز عن فيلم"أسبوعي مع مارلين " وتتناول قصته، زيارة نجمة السينما الأمريكية في الخمسينيات مارلين مونرو، التي سافرت إلي إنجلترا للمرة الأولي لتصوير دورها في فيلم "الأمير وفتاة الاستعراض" أمام الممثل الإنجليزي الكبير لورانس أوليفييه، والفيلم محاولة لإلقاء الضوء علي الجانب الإنساني في حياة مارلين مونرو التي لم يعرفها الناس إلا كنجمة للإغراء والإثارة، رغم كونها تعاني من أزمات نفسية نتجت عن نشأتها وطفولتها البائسة! كما حصلت كيت وينسليت علي جائزة أفضل ممثلة عن مسلسل قصير عن دورها في "ميلدريد بيرس" وهو اسم الشخصية التي قدمتها في المسلسل الذي تدور أحداثه خلال عشرين عاماً، ولاتزيد حلقاته عن ست، ولعبت من خلاله "كيت وينسليت" 37سنة شخصية امرأة شابة تنفصل عن زوجها، وتحاول أن تستقل بحياتها وتدبر أمور طفلتيها، فتفتح محلا صغيرا لصناعة الحلوي، ولكنها تعاني من تمرد ابنتها الكبري التي تحيل حياتها إلي جحيم لايطاق ، وعندما تصل الفتاة إلي مرحلة الشباب تخطف الرجل الذي كانت أمها تستعد للزواج منه!