تلعثمت صديقتي وبهتت عندما باغتها زوجها إثر مشادة كلامية تحولت إلي مشاجرة بعد إخباره أنها علي علم بكل تصرفاته التي أخفاها عنها ليظهر أمام مجتمع العمل والعائلة بصورته التي يرضاها وترضي غروره وكبرياءه بقوله »قاعدة ليه« لما انتي عارفة ردت قائلة وسط دموعها بعد أن تاهت منها الكلمات: أنا كنت بربي أولادي جاء كلامه: ولادك خلاص كبروا قاعدة ليه.. قاعدة ليه.. ياللا الباب من هنا قالت قاعدة لأن ده بيتي كان رده صادما بيتك إيه انت من أمتي ليكي بيت ده بيتي أنتي عايزة تقعدي إوعي تفتحي الموضوع ده أو تتكلمي فيه وإلا فالطلاق هو الحل.. وكانت هذه المرة هي الثالثة أو الرابعة التي يلوح بها بالطلاق حال فتحها الكلام الذي يغضبه.. قررت الصمت فأولادها لازالوا في مراحلهم التعليمية وإذا تركتهم فهذا يعني ضياعهم لأنه بالقطع لن يرعاهم، وهي تحب أولادها أكثر مما تحب نفسها ومستعدة لقطع رقبتها عن طيب خاطر من أجل أولادها.. إضافة للوضع الأهم أنها امرأة غير عاملة وليس لها مكان خاص بها تلجأ إليه بعد موت أبويها فقد خطبها من بيت خالها.. ابتلعت إهاناته ولم تستطع نسيانها عاشت معه كالآلة تعد الطعام وتجهز متطلبات الأولاد وتباشر باقي شئون البيت وتطمئن علي سير دراساتهم حتي تخرج اثنان وبقي عامان علي تخرج الصغري تحدثني عن أملها في يوم تخرج ابنتها كي تتحرر من الحياة التي تعيشها تصف نفسها بالخادمة التي لا تتقاضي أجرا ولا كلمة طيبة فهي تعمل منذ ذاك اليوم بهمة الخادمة تجيب طلباته مسرعة من طعام وتجهيز ملابس بعد كيها والتنظيف رغم عدم قدرتها عليه تفعله كي لا يوجه لها كلاما أو اتهاما أو مزيدا من الإهانة وعندما طالبتها بالثورة علي الوضع لأننا لم نسمع أحدا مات من جوعه ترد: لازم أنهي دوري مع بنتي تتخرج وياريت أقدر أجوزها وبعدها يقضي الله أمرا كان مقضيا فلا أحد يعلم ماذا يخبئ لنا الله.. عاشت وعانت حتي كان يوم فرحتها الكبري بتخرج ابنتها التي سألتها عن خططها، سعدت بكونها ستسعي للعمل وأن الزواج سيأتي في حينه أخذت تدعو الله أن يرزق ابنتها زوجا حنونا كي لا تلاقي مصيرها، مر علي تخرج الابنة أربعة أيام سقطت من ارتفاع السلم أثناء محاولتها إنزال بعض محتويات المطبخ حملوها لسريرها وبحضور الطبيب كانت قد فقدت النطق ظلت أياما ثلاثا تنظر لكل من حولها بحب تدعو لهم بقلبها وتركتهم راضية.. فالموت كان لها الراحة والخلاص.