محمود ياسين 750 مليون جنيه تحتاجها شاشة التليفزيون لإنتاج برامج ومسلسلات جديدة، وزارة المالية رفضت تقديم هذا المبلغ، البعض يري أن هذا الرفض يؤكد اتجاه الحكومة الطيب لترشيد الإنفاق، وإيقاف إهدار المال العام، بينما يري آخرون من العاملين في الثقافة والإعلام أن القوة الناعمة لمصر أصبحت في خطر، وأن غياب الأموال المطلوبة للإنتاج الدرامي يؤثر علي قدرة التليفزيون المصري علي المنافسة أمام قنوات مصرية وعربية خاصة، تضخ الملايين لإنتاج برامج وأعمال فنية تخطف عقل وعين وقلب المشاهدين. في البداية يقول د.رضا عكاشة أستاذ الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا: اتحاد الإذاعة والتليفزيون يعاني من تراكم ديونه التي تقدر بنحو 2 مليار جنيه فضلا عن تراجع حصيلة الإعلانات وزيادة المنافسة الشديدة من قبل القنوات الخاصة في مصر وكذا القنوات العربية علي هذه الخلفية يمكن اعتبار عدم دعم الحكومة للإنتاج الدرامي واحداً من السلبيات التي تضاف إلي الواقع المضطرب ولاشك أن هذا الرفض سوف يؤثر كميا وكيفيا علي عمليات الإنتاج ولكن في الوقت نفسه يمكن اعتبار هذا الرفض ميزة كبري لعدة أسباب أولا: ضغط الإنفاق الحكومي في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير وهي خطوة تعد في تصورنا شديدة الأهمية لأنها تؤثر علي إمكانية أن تقوم الحكومة بإعادة ترتيب أولوياتها في ظل الخلل القائم في الميزانية وأيضا ترتيب أولويات المجتمع بمعني توفير "لقمة العيش، والاهتمام بالتعليم وإتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص للقيام بدوره في إنتاج الأعمال الدرامية وقد تكون هذه الواقعة فرصة لظهور وجوه جديدة من الصف الثاني والثالث خاصة أن حجم الأجور في نجوم الصف الأول مبالغ فيه جدا. خدمية لا اقتصادية المخرج التليفزيوني شكري أبو عميرة يؤكد علي أن التليفزيون جهة خدمية وليست اقتصادية ولكن وزارة المالية تنظر إلينا علي أننا جهة اقتصادية ونحن كنا كذلك بالفعل في فترة الستينيات والسبعينيات فنحن كنا ننتج وتشتري أعمالنا الفنية سواء برامج أو مسلسلات الدول العربية لتعرضها في قنواتها. أما الآن فالوضع أصبح مختلفا وعندما قابلت السيد وزير الإعلام أحمد أنيس تحدثت معه عن اعتماد التليفزيون علي موارده المتاحة والبحث عن موارد جديدة وعلي سبيل المثال اقترحت عليه فكرة تحصيل مبلغ قيمته خمسون قرشا علي فاتورة الكهرباء مثلما كان يفعل التليفزيون أيام وزير الإعلام السابق د.عبد القادر حاتم وهذا سوف يضمن لنا الحصول علي 20 مليون جنيه شهريا وسنويا بقيمة 240 مليون جنيه، أيضا اقترحت أن يكون هناك مجلس استشاري مكون من 10 أفراد من كل قناة ليقوموا بالتخطيط لسياسة التليفزيون في الفترة المقبلة. وأريد أن أؤكد علي أنه إذا لم نتدارك الأمر سريعا سيكون هناك أزمة كبيرة في هذا القطاع الهام وبالتأكيد القرار الذي أخذته وزارة المالية سوف يؤثر بالسلب علي إنتاج البرامج والمسلسلات هذا العام. تواصل وارتباط الفنان محمود ياسين يقول إن قلة الإنتاج سوف يكون لها تأثير سلبي كبير وصعب للغاية لأن معني ذلك هو العجز عن حرية الحركة لمناقشة قضايا الوطن ومناقشة هذه القضايا يجعل هناك نوعاً من التواصل والارتباط بهذه الأعمال سواء كانت برامج أو أعمالاً درامية، من جهة أخري إن دور التليفزيون تنويري وتثقيفي وبالتالي قلة الإنتاج سوف تؤثر علي أداء هذا الدور. حلول إبداعية بينما يري يوسف عثمان رئيس قطاع الإنتاج السابق ضرورة وجود حلول إبداعية وأن يكون اتحاد الإذاعة والتليفزيون هيئة مستقلة وغير خاضع للحكومة ويديره مجموعة من المثقفين وإيجاد أفكار جديدة لاستثمار مدينة الإنتاج الإعلامي التي "انفق عليها 3 مليارات" و"لم نربح منها ولا مليماً" نحن لدينا ثلاث جهات إنتاجية هي "صوت القاهرة"،"قطاع الإنتاج في التليفزيون"،"قطاع الإنتاج في المدينة"لابد من توحدها لكي نحصل منها علي أرباح كبيرة ولابد من إنشاء شركة تسويق خاصة لتسويق الأعمال الفنية التي تنتجها الدولة حتي نتحرك بنظام. وبالطبع قلة الإنتاج هذا العام بالطبع سوف تؤثر علي شاشة التليفزيون المصري بالسلب. عجز وديون د.سيد خطاب مدير الرقابة علي المصنفات يقول عجز الموازنة سوف يؤثر بكل تأكيد علي كل العملية الفنية سواء كان برامجيا أو دراميا والتليفزيون مديون ويحتاج تدخلا من الدولة للقضاء علي هذه الديون وهناك كلام لتحويل التليفزيون إلي هيئة مستقلة مثل الBBC. ولكن ما المانع أننا نعطي شركات الإنتاج الخاصة الدور الذي كان يقوم به التليفزيون من إنتاج المسلسلات والاتحاد يأخذ حق العرض فقط. أمن قومي المخرج محمد فاضل يؤكد أن الإعلام والثقافة والفنون لاتقل أهمية عن الأمن القومي بل هي القوة الداعمة لمصر فأي رسائل سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو ثقافية لاتصل إلا من خلال التليفزيون فمسألة رفض وزارة المالية للمبلغ المطلوب أري أنها مسألة خطيرة لان هذه الصناعة يعمل بها آلاف من الأسر وليس الذي يظهر أمام الشاشة فقط من ممثلين أو مذيعين فهناك مصورون وعمال إضاءة ومهندسو صوت ومحاسبون ومخرجون الخ فأعتقد أن مثل هذا القرار سوف يجعلنا نتراجع في ريادتنا الإعلامية وأري أنه إذا تم استخدام الإنتاج بشكل جيد سوف نجني أرباحا كبيرة. إهدار للمال العام أما السيناريست بشير الديك فيتفق مع قرار وزير المالية ويقول إذا كان قد وافق علي منح التليفزيون هذا المبلغ فإنه بذلك يساعد علي استمرار انهيار التليفزيون ويعد ذلك إهدار للمال العام لأنه يعطي هذه الأموال للذي لا يستحقها وهناك عناصر من غير شك جيدة لكنها مركونه علي الرف ولابد من تغيير العقلية التي كان يدار بها هذا المبني فأنا لا أشاهد التليفزيون المصري مطلقا باستثناء أحيانا قناة النيل الإخبارية والسياسة لم تتغير وعلي ما يبدو أنهم لم يعرفوا حتي الآن أن هناك ثورة قامت ولابد من تغيير الأشياء القبيحة ويكون هناك سياسة حقيقية واضحة.