هل فقدت معظم القوي السياسية القدرة علي ممارسة قليل من الصبر، لفترة لاتتجاوز ستة شهور، يتم بعدها تسليم السلطة لرئيس جديد منتخب، المبادرات التي تدعو إلي انتخابات رئاسية مبكرة سوف تعطي المشهد المعقد مزيدا من الارتباك والمشاكل القانونية والدستورية، بحسبة بسيطة، إذا افترضنا موافقة المجلس العسكري وجماعات الإسلام السياسي علي تفويض رئيس مجلس الشعب القادم بمهام رئيس الجمهورية، أو اختيار أحد الأعضاء للرئاسة أو تعديل الإعلان الدستوري بما يسمح بإيجاد حلول قانونية ودستورية من أجل وجود رئيس مؤقت، يبدأ مهام عمله في فبراير القادم، قبل الموعد الذي حدده المجلس العسكري بأربعة شهور فقط، لماذا لاتتحلي القوي المعارضة بالحكمة والهدوء والصبر حتي تمر هذه الأيام القليلة، لماذا تسعي القوي صاحبة مبادرات انتخاب مبكر للرئاسة إلي صدام من المؤكد أنه ليس في صالح الانتقال الهادئ للسلطة، خصوصا بعد ظهور شرعية جديدة تملكها قوي الإسلام السياسي، التي حصدت حتي الآن غالبية مقاعد البرلمان القادم، ومن المؤكد أن المرحلة الثالثة من الانتخابات سوف تضيف لهم مزيدا من المقاعد، هذه القوي أكدت التمسك بالجدول الزمني المعلن لتسليم السلطة، إذا كان المجلس العسكري صاحب الشرعية في إدارة المرحلة الانتقالية، والقوي الإسلامية التي حصلت علي شرعية صناديق الانتخابات يؤكدان الالتزام بالجدول الزمني، لماذا تثير بقية القوي الجدل والنقاش وتدفع بالمبادرات التي تؤدي إلي نتيجة واحدة، مزيد من الانقسام والارتباك، في وقت يحتاج الجميع لالتقاط الأنفاس، وبعض الهدوء في الشارع، من أجل التقدم خطوة للأمام، ما يحدث في الشارع وعبر الفضائيات ويمثل خطرا حقيقيا، ليس فقط علي الثورة لكن أيضا علي حاضر ومستقبل مصر مع احترامي لكل أصحاب النوايا الصادقة والمخلصة للثوار والقوي السياسية، واعترافي بوجود تجاوزات، لكن من غير المعقول اختزال الحاضر والمستقبل أمام مجموعة صور ومواقف، وانقسام الناس ومعهم الإعلام بين مؤيدين ومعارضين، وسيطرة خطابات التخوين والعمالة بين القوي المتناحرة، شوية صبر، فات الكثير، ولم يبق سوي أيام قليلة، من حق القائمين علي أمر البلاد مساحة من الهدوء دون مشاكل وأزمات يومية، ومن واجب القوي السياسية ومعتصمي التحرير منح الشارع فرصة قليلة لالتقاط الأنفاس، الميدان موجود، وكذلك الفضائيات ومنابر الإعلام، إذا لم يتحقق الانتقال السلمي، لن يمنع أحد كل القوي من النزول للشارع، وطرح ماتشاء من مبادرات واحتجاجات.