شخصية اجتماعية بشوشة، عاشقة لعملها الفني ومعتزة به ولا خلاف علي أنها تتمتع بأسلوب تشكيلي فريد يحتوي علي أفكار مميزة أعطت للوحاتها روحا ونبضا وحياة بمنتهي الرقة والإحساس غاصت بها في محافل فنية كبري وظلت تقوم بترجمتها بإبداع ريشة شفافة وألوان رائعة تحاكي حنايا الروح والقلب والوجدان.. فمنذ فترة تخرجها في كلية الفنون الجميلة وخروجها لمسرح الحياة العملية أصبحت صاحبة منهج خاص في الرسم، وهذا كان دفعها لاستكمال دراستها الأكاديمية وحصولها علي دبلومة ثم درجة الماجستير في تعليم الأطفال للفن التشكيلي من جامعة كمبريدج ببريطانيا.. وبذكائها وبادرت بإقامة دورات تدريبية متميزة في هذا المجال، وبات للطفل مساحته في الفعاليات الفنية المخصصة للإبداع الفني وبتراث المحروسة بصفة خاصة.. من خلال بصماته في ورش الرسم التي أعدتها الفنانة التشكيلية دنيا الحسيني التي اختصت لنفسها هوية خاصة حصدت بها العديد من الجوائز لتركيزها علي حرية الإنسان والمرأة بشكل خاص. في البداية أكدت دنيا أن الفن موهبة من عند الله وقد علمتها الألوان والفرشاة في حصة الرسم منذ أن كانت طفلة عمرها 8 سنوات أن الفن أيضا رسالة تجاه الذات وتجاه الآخرين.. وسرعان ما كانت تبادر بروح الإبداع والجمال برسم لوحات شعبية من الأماكن الأثرية القديمة، ويوما بعد يوم أطلقت العنان لخيالها وقدمت روائع للوحات تشكيلية خاطبت فيها رهانات إبداعية لا تقارن بلغات لونية تحمل بين نسيجها قضايا تهم الجميع داخل المجتمع. وتقول دنيا: إنها وُلدت بالكويت وظلت هناك قرابة 18عاما لارتباط والديها بالعمل هناك، حيث كان والدها فنانا ودكتورا بالمعهد الموسيقي وكان بارعا في العزف علي آلة ال "كلارنيت".. ونفس الشيء كانت تحظي به والدتي الأستاذة أيضا لمادة التربية الموسيقية، وبعد حصولي علي الثانوية العامة من الكويت عدت لمصر وشجعني والداي علي دخول كلية الفنون الجميلة.. وتخرجت عام 2005 وبدأت مشوار حياتي العملية بالعمل في مجال الجرافيك.. ومصممة في مجال الدعاية والإعلان وتفوقت أيضا في مجال الديكور، ونظرا لأني عملت فترة قصيرة في التدريس في مدرسة ابنتي الصغيرة فقد دفعني هذا لتكملة دراستي وحصلت علي دبلومة ثم ماجستير في تعليم الأطفال للفن التشكيلي من كمبريدج في بريطانيا.. وأنا الآن بصدد الإعداد لمناقشة رسالة الدكتوراه في ذات المجال.. وبفضل الله ثم دعم أسرتي ومن حولي خصوصا زوجي تمكنت من المشاركة في الكثير من المعارض الدولية استنادا لأن تلك المشاركات تعد ضرورة للمرأة أو الفنانة المصرية بشكل خاص. وتشير دنيا إلي أنها لم تتوقف وتحركت بدافع عشقها للفن وبدأت فكرة إقامة دورات تدريبية لاكتشاف وتنمية المواهب عند الأطفال وتعليمهم الرسم والانطلاق بهم في ساحة الفن عن طريق تصميم الأشياء ورسم اللوحات بشكل ملموس علي الورق وغيره من المستلزمات الفنية.. وبالفعل نجحت في إنشاء أكاديمية أطلقت عليها "دونزي أرت" تضم أطفالا ذوي أعمار متباينة يجلسون حول طاولات مخصصة للرسم وهم متحمسون ينتظرون بلهفة توزيع الألوان والأوراق البيضاء المخصصة للرسم عليها.. وتتوسط هي الطاولات كمشرفة علي تعليم الأطفال .. وتترك لهم الحرية في اختيار ما يرونه مناسبا للتعبير من خلال الرسوم الطبيعية والوجوه وغير ذلك حول كل ما يتعلق بتراث أجدادنا ومعالم مصر المحروسة.. والمثير أن هذه الحرية كانت.. ولا غرابة في إبداء الفنانة دنيا إعجابها ببصمات الأطفال المشاركين في هذا الإطار.. ولسان حالها يقول بسعادة إن هؤلاء الأطفال سيكونون إن شاء الله عهدة في أيادي فنانين يعلمون جيدا كيفية المحافظة علي أنامل صغيرة تربت منذ الصغر علي عشق الفن والإبداع وتقديم كل نسيجه لخدمة الوطن. وتشير دنيا إلي أنها منذ إقامتها للأكاديمية التي وصل عمرها لخمس سنوات نجحت في توجيه نخبة من الفنانين الكبار للاهتمام بالأطفال ومنهم علي سبيل المثال د.صفية القباني عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق ود.حمدي أبو المعاطي نقيب الفنانين التشكيليين والفنان العالمي وجيه يسي.. وبالطبع هذا الاهتمام كان يتم تحت رعاية د. حلمي النمنم وزير الثقافة السابق.. وتباعا تؤكد الفنانة دنيا أن كل خطواتها كانت تحظي بنجاح كبير الأمر الذي دفعها للدخول في مسابقات ومعارض عالمية في المكسيك واليونان، كما أنها تألقت في مشوارها الفني التشكيلي وشاركت في ستة معارض منها اثنان في مركز الهناجر في الأوبرا وآخر في كلية الفنون الجميلة، بخلاف معرض "جريك كامبس" بالجامعة الأمريكية ومثله في قاعة "زور خانه" بالزمالك. وقد لا يعلم الكثيرون مدي حب الفنانة دنيا للعطاء الإنساني والخيري.. منذ أن كانت صغيرة حسبما نشأت عليه في منزل أسرتها العاشقة أيضا لعمل الخير.. ولهذا فهي دائما ما تبادر بدخول المسابقات الخيرية التابعة لمستشفي السرطان 57357.. وكذلك دخول المسابقات الخيرية لمساندة مرضي الجلد الفقاعي مع الأستاذة هناء السادات.. وإيمانا بالمثل القائل من "زرع حصد" فقد فازت دنيا وأكاديميتها بالثلاثة مراكز الأولي للمسابقة العالمية للفن التشكيلي للأطفال باليونان. * متي تكون الحياة رتيبة فاترة الألوان؟ - فتور الحياة عندما تموت الأماني والأحلام.. ويجب ألا نتوقف عن الأحلام والسعي لتحقيقها. * هل تحبين الحياة الفاخرة والسفر أم البسيطة مع العائلة والأصدقاء؟ - راحة النفس هي غايتي، وإن توفرت في الرخاء أو في البساطة.. أسعي إلي الدفء الأسري وأصدقائي هم قلمي وفرشاتي وألواني. * نحن علي أبواب شهر رمضان الكريم.. كيف تقضين أوقاتك؟ - رمضان شهر كريم أنتظر قدومه المبارك سنويا، أقضيه كسائر الناس برفقة عائلتي الصغيرة وأيضا في عملي الفني مع الاحتفاظ بقسط وافر للعبادة وعمل بعض اللوحات التشكيلية، كما أنني أتفادي الزيارات الخارجية خاصة عندما تشتد موجة الحر الساخنة.. وتؤكد الفنانة دنيا عشقها للموسيقي الكلاسيكية.. وهي حريصة علي اختيار ملابسها من أرقي الموضات العالمية الحشمة والأنيقة.. وتؤكد أن حياتها الأسرية جميلة يرعاها زوجها بحكمته ومعاملته الطيبة لي ولأبناzنا.. وهي تعمل بحكمة أخذتها من والدها تقول "ما تحسبوهاش.. حسبة ربنا أحلي".