شهدت الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط انطلاق الجولة الأولي لأسبوع "إحياء الجذور" الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيسا قبرص واليونان "نيكوس أناستاسيادس وبروكوبيس بافلوبولوس" خلال زيارتهما لمصر لعقد لقاء القمة الثلاثي الذي يهدف لبحث أوجه التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ويأتي انعقاد لقاء القمة الثلاثي بين السيسي وأناستاسيادس وبافلوبولوس في رحاب انطلاق مؤتمر إحياء الجذور بمشاركة 120 من الجانبين القبرصي واليوناني والذين عاشوا من قبل علي أرض مصر بما يؤكد تعزيز وتوطيد أواصر العلاقات المشتركة في المجالات الثقافية والإنسانية والشعبية.. وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية بأن لقاءات القمة للرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيريه القبرصي واليوناني تركزت علي بحث سبل تطوير التعاون الاقتصادي بالإضافة إلي قطاع الطاقة ومشروعات الربط الكهربائي والغاز الطبيعي في ضوء ماتملكه مصر من موارد وإمكانات تؤهلها لتكون مركزا إقليميا للطاقة في شرق المتوسط وذلك بخلاف ماتم بحثه من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك وسبل دفع علاقات التعاون الثقافي والإنساني بين الدول الثلاث. علي مدي السنوات الثلاث الماضية اتخذ التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص إطارا مؤسسيا بصفته نموذجا تعاونيا ناجحا وبناء لاسيما أن هناك إرادة سياسية وقناعة مشتركة بين قادة وشعوب الدول الثلاث بأهمية توسيع إطار التعاون المشترك في كافة المجالات وتحقيق أقصي قدر من الفائدة ليس فقط لهذه الدول الثلاث بل للمنطقة بأسرها.. وقد أكد زعيما اليونان وقبرص خلال مباحثاتهما مع الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإسكندرية علي دعم بلديهما لجهود مصر الرائدة في مكافحة الإرهاب والسعي لحل أزمات المنطقة بالطرق السياسية سعيا لتحقيق ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة. آفاق وأبعاد متنوعة في إطار القمم المشتركة والمستمرة بين مصر واليونان وقبرص جاءت قمة الإسكندرية لتؤكد علي اتخاذ العلاقات بين الدول الثلاث آفاقا وأبعادا متنوعة لتوثيق التعاون بما يضفي بآثارها الإيجابية علي أوضاع المنطقة بصفة عامة لاسيما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يحظي بتقدير زعيمي قبرص واليونان. وعلي صعيد آخر فإن توطيد العلاقات مع كل من اليونان وقبرص يضفي بآثاره الإيجابية علي تطور العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي حيث تلعب اليونان دورا فعالا في هذا الاتجاه لاسيما أن الاتحاد الأوروبي يدرك أهمية ودور مصر في المنطقة بشكل عام ومحاولاتها المضنية لترسيخ السلام والاستقرار في عموم المنطقة وليس فقط في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط. هناك تعاون متنام بين مصر واليونان وقبرص في إطار مشروع قناة السويس الجديدة هذا التعاون الوثيق والاستفادة المشتركة التي تتنامي مع مرور الوقت.. كما أن القمة الثلاثية في الإسكندرية أكدت من جديد أهمية المباحثات المشتركة بشأن تحديد المنطقة البحرية الخالصة والتعاون في مجال استكشاف موارد البترول والغاز في المتوسط وشددت علي أهمية وضع حد للأطماع والاستفزازات التركية لقبرص لتعطيلها عن اكتشاف الغاز في المناطق البحرية الخاصة بها.. مسيرة جديدة وقد أعرب كل من الرئيس اليوناني والقبرصي عن سعادتهما بمبادرة »إحياء الجذور» والتي تنسجم مع التاريخ العريق والمسيرة الطويلة للعلاقات بين مصر واليونان وقبرص لاسيما العلاقات المصرية اليونانية ذات الروابط التاريخية والثقافية لأكثر من 40 قرنا التي تركت بصمات واضحة علي مسيرة التاريخ العالمي والثقافة الدولية بشكل عام.. إن انطلاق برنامج »إحياء الجذور» من الإسكندرية جاء ليؤكد أهمية المدينة التاريخية والثقافية ذات المزيج الحضاري المتنوع علي مر العصور.. ويعد برنامج »إحياء الجذور» نتاجا للقرارات التي تم اتخاذها في مصر في الثاني من أكتوبر 2017 خلال انعقاد اللقاء الثلاثي بين اليونان وقبرص ومصر حيث تم التصديق عليه وإعلان مسيرة جديدة مشتركة لهذه البلدان الثلاث ومحورها الأساسي هو دمج الشعوب الثلاث في سياق أجندة المحادثات وإعطاء زخم جديد ومهم للتعاون بين الشعوب المقتربة الذي يؤدي إلي توثيق التعاون بين الجاليات. كما أن برنامج »إحياء الجذور» والذي تم التصديق عليه من الدول الثلاث جاء أيضا وفقا لمقترح من وزيرة الهجرة وشئون المغتربين المصرية السفيرة »نبيلة مكرم» في لقاء ثلاثي في العشرين من ديسمبر 2017 في العاصمة القبرصية بنقوسيا حيث تم التوقيع علي بروتوكول للتعاون بشأن برنامج »العودة للجذور» والذي يعني مدي شوق وحنين اليونانيين المصريين الذين يعيشون في دول أخري لأرض مصر التي عاشوا في رحابها بالماضي فهي رحلة شوق وحنين لأرض مصر. وتشمل فعاليات إحياء الجذور بمشاركة 120 من الجانبين القبرصي واليوناني الذين عاشوا علي أرض مصر زيارة لمكتبة الإسكندرية ولقاء مع بطريرك الروم الأرثوذكس تيودوروس الثاني والمربع والمدارس اليونانية بالإسكندرية وزيارة للنادي اليوناني بجوار قلعة قايتباي والمتحف القومي والأكاديمية العربية للنقل البحري. ويوجه ضيوف مصر رسالة سلام من تحت سفح الهرم للعالم قبل سفرهم إلي شرم الشيخ لزيارة دير سانت كاترين.. ووفقا لتصريحات وزيرة الهجرة نبيلة مكرم فإن توحيد شعوب الدول الثلاث وتعزيز التقارب فيما بينهم سيؤدي حتما إلي نشر السلام والمحبة وبعد نجاح هذه التجربة من المتوقع تكرارها مع الجاليتين الإيطالية والأرمينية بناء علي رغباتهما.. ووفقا للمصادر الإعلامية القبرصية فإن كلا من مصر وقبرص واليونان تتمتع بقيم وثقافات قوية وعلاقات شعبية وطيدة ومن ثم فإن برنامج إحياء الجذور يساعد في نشر مفاهيم السلام والازدهار في منطقة شرق المتوسط من خلال مشاعر الصداقة والاحترام المتبادل بين شعوب الدول الثلاث بما يؤدي إلي توسيع أفق التعاون الثلاثي فيما يتعلق بملف المغتربين مما يوفر وسيلة قوية لتعزيز المصالح الوطنية بشكل أفضل في مراكز صنع القرار والمجتمعات الدولية..