هل هناك علاقة بين توقيت الهجوم علي المتظاهرين وبداية المرحلة الثانية من الانتخابات !.. فالمتظاهرون يعيشون أمام مجلس الوزراء، ويتعايشون مع جنود الحراسة والأمن قبلها بأسابيع ثلاثة. عشرة شهداء وأكثر من ألف جريح، وتدمير وحرق تراث تاريخ مصر وتخريبها، وغضب عام طغي علي الحزن، هي محصلة موقعة مجلس الوزراء، حتي كتابة هذا المقال.. 48 ساعة اقتنص فيها جنود مصريون شهداء الثورة بخرطوش مخصص لاصطياد الحيوانات البرية المتوحشة.. وجلدوا المتظاهرين بالعصي، وفجروا رؤوسهم بكسر أطباق مجلس الشعب المنحل، الأطباق التي التهم فيها فتحي سرور ونواب السلب والنهب والتزوير لحم الشعب نيئا بشراهة وتلذذ.. وقذفوهم بزجاج نوافذ مجلس الوزراء ثم تبولوا علي دمائهم!!.. حرقوا خيام الأطعمة والأدوية والمستشفي الميداني.. قتلوا طالب طب متطوعاً لعلاج الجرحي، وقتلوا الشيخ عماد عفت أمين دار الافتاء المصرية الذي تمني الشهادة هربا من جحيم الواقع.. واصطادوا سيدات وفتيات بعينهن، ليسحلوهن ويعروهن ويجذبوهن من شعورهن ويتحرشوا بهن علانية بعد تحطيم كاميرات المصورين في الساحة وفي منازل ميدان التحرير التي اقتحموها ..مع استمرار الخطف والاعتقال.. مشاهد وحشية لن نقبل عنها أي اعتذار من المجلس العسكري قبل رحيله.. لكن لها دلالات تؤكد شكوكا يجب مواجهتها وإعلانها :- هل هناك علاقة بين توقيت الهجوم علي المتظاهرين وبداية المرحلة الثانية من الانتخابات !.. فالمتظاهرون يعيشون أمام مجلس الوزراء، ويتعايشون مع جنود الحراسة والأمن قبلها بأسابيع ثلاثة. هل كان الهدف من اندلاع حريق مجلس الوزراء، هو الغلوشة علي المئات من وقائع التزوير والمخالفات، والتي سجل أقلها في محاضر يتوقع الغالبية ان تنتهي بالحفظ إداريا بعد فوز التيارات الإسلامية بالنسب عينها التي حددوها قبل الانتخابات!. هل كان قتل الشيخ عماد عفت لأنه شيخ مصري مستنير، رفض استخدام منابر المساجد في الدعاية الانتخابية خوفا من نفور الناس من الدين.. وتمسكه بقيمة المسجد في الوعظ والارشاد الديني المنزه عن الأغراض السياسية والمصالح الخاصة، ودوره في توعية الناس لأهمية المشاركة السياسية كواجب وطني فقط . هل المستهدف القادم - وفقا لهذا المخطط هو القمص فيلوباتير جميل؟ ماهو سبب حرق مبني المجمع العلمي.. صرح حضارة مصر، وتوثيق تراثها التاريخي، وأقدم مؤسسة لنشر العلم والمعرفة في الشرق الأوسط، والذي يضم 200 ألف كتاب أهمها مخطوطات كتاب وصف مصر . هل السبب أنه أنشئ بقرار من نابليون بونابرت ولو من أكثر من مائتي عام !. قبل احتراق المبني بيوم واحد، حذر المذيع خيري رمضان علي الهواء من استهداف المبني .. فاندفع مديره ثائرا بعد دقائق غاضبا من ترويج الشائعات والتحفيز الإعلامي واكد أنه اطمأن بنفسه وأن المبني بخير، ومؤمن بقوات من الشرطة والجيش !. فمن أحرقه!. هل هناك من يراجع فرز الصناديق ليتاكد من صحة نتائجه؟.. علي فكرة الإجابة هي لأ!.. ولماذا لم يتم الانتخاب والفرز والإحصاء الكترونيا!!. والخلاصة .. الحزن يغلف قلوب كل المصريين، لكن الغضب أشد.. إننا لن نقبل المشهد الهمجي للضرب المبرح للسيدات في الشارع.. ولن نقبل تعرية جسد المتظاهرة وسحلها.. ولا جذب الأم التي اعتادت تقديم الطعام للمتظاهرين من شعرها وضربها.. ولن نسمح بتكرار هذه المشاهد.. ولن نسامح أبدا في ضرب المصريين بالأحذية والعصي، من جنود مصريين واجبهم حماية كرامتنا وأرواحنا وأجسادنا ومنشآتنا.. واسألكم، بماذا شحنتم نفوس وعقول هؤلاء الجنود ليمارسوا هذه الوحشية العلنية علي عائلاتهم!.. ولمن تدينون!. وأشهد أن نهر دموع المفتي وخلفه آلاف المشيعين لجنازة شهيد شهادة الحق الشيخ عماد عفت، والتي طفرت صادقة أمام جلال الموت .. والتحمت بدموع طلبة الطب علي زميلهم علاء عبد الهادي الذي تلقي طلقة في أنفه خرجت من رأسه، والذي قتل وهو يعالج المصابين .. ودموع الأمهات أمام مشرحة زينهم، هو نهر دموع حارق هادر لا تستهينوا به، فاعدلوا واعترفوا لتتطهروا قبل انسحابكم من مسئولية إدارة مصر.. لانريد ولن نقبل أي اعتذار عن القتل والحرق وتخريب مصر .. ونرفض سماع المزيد من تعليقات المحللين العسكريين أو الأمنيين أو السياسيين المحترفين.. نريد أولا استعادة أمننا بنفس الكفاءة والسرعة التي حققتموها بمجرد تولية الجنزوري رئاسة الوزارة ..وان ترحلوا .. كفاية .. سياستكم فشلت ونتائج إدارتكم تحرق البشر والمباني والتاريخ والمستقبل. وآخر سؤال .. من هو التالي في الاغتيالات أو السحل .. جورج إسحق.. علاء الأسواني.. زياد العليمي.. أو في جعبتكم مفاجآت!. واهديكم هذه الرباعية للعبقري صلاح جاهين :- ياعسكري واقف بالفرس علي جثتي .. لاانت البطل ولا انت فتوة حتتي.. يوم ماتقول هاخد البلد حقولك خدها.. بس علي جثتي .