ستيف جوبز الجندلى استعاد عبد الفتاح الجندلي والد الأسطورة ستيف جوبز، رئيس شركة أبل الذي توفي في وقت سابق من هذا العام، ذكريات الشباب والنشاط السياسي، وظهر في فيديو مدته 52 ثانية فقط هاجم فيها النظام السوري، واعتبر أن الصمت علي مايرتكبه من جرائم وحشية بحق المدنيين السوريين هو جريمة أيضاً. هذا الرجل الذي لايعرفه الكثيرون هو السوري العربي الذي ورث عنه جوبز نبوغه وذكاءه، وهي الجينات التي انتقلت أيضاً إلي ابنته الصغري مني سيمبسون مؤلفة السلسلة الكارتونية الأشهر في العالم "عائلة سيمبسون". ولد عبد الفتاح الجندلي عام 1391 في حمص بسوريا. والده لم يدرس في الجامعة ومع ذلك كان رجلاً غنياً جداً يمتلك أموالا وأراضي كثيرة، وأصر أن يعلم أولاده أفضل تعليم. عندما بلغ الجندلي الثامنة عشرة من عمره ذهب إلي بيروت ليكمل دراسته في الجامعة الأمريكيةببيروت. وهناك بدأ نجمه يسطع، حيث ترأس جمعية أدبية وفكرية كانت تؤمن بأفكار القومية العربية. ويقول الجندلي "كنت طالبا ثوريا، أطلقنا مظاهرة لتحرير الجزائر ومكثت 3 أيام في السجن. لم أكن تابعاً لأي جماعة أو أي حزب لكن كنت مؤيدا لفكرة القومية العربية. هذه السنوات في الجامعة كانت الأفضل في حياتي، تعرفت علي أصدقاء مازلت أتواصل معهم حتي الآن وتعلمت علي يد أساتذة كبار. وكانت بداية اهتمامي بالسياسة والقانون من خلال الجامعة" الجمعية التي ترأسها الجندلي والتي كانت تحمل اسم "العروة الوثقي" تأسست عام 1591 وأغلقت عام 4591 بعد مظاهرات كبيرة وأعمال عنف شهدتها الجامعة. بعد أن أنهي الجندلي دراسته في لبنان كان يريد العودة إلي سوريا التي كانت تعاني وقتها من مشكلات سياسية واقتصادية كبيرة، كان يريد أن يكمل دراسته في جامعة دمشق ويصير محامياً لكن والده قال له إن هناك عددا كبيرا من المحامين في سوريا فقرر السفر إلي الولاياتالمتحدة لاستكمال دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية وتخرج من جامعة وسكنسون وحصل علي الماجستير والدكتوراه. في أثناء الدراسة تعرف علي كارول سكيبيل وأنجب منها ستيف، وأراد الزواج منها لكن والدها رفض هذا الزواج فقامت الأم بالتخلي عن الولد لأسرة بسيطة تتكون من أب وأم لم يكملا تعليمهما في الجامعة، لكنها أوصتهما بإدخال ستيف الجامعة عندما يكبر (ومع ذلك لم يحصل ستيف علي شهادة جامعية هو الآخر) وسافر الجندلي إلي بلاده بعض الوقت ثم عاد مرة أخري ليتزوج هذه المرة من كارول وينجب منها ابنته مني. وبعد اتحاد مصر وسوريا في الجماهيرية العربية المتحدة وتحقق حلم القومية العربية عاد الجندلي إلي سوريا علي أمل تقلد منصب في الحكومة والمشاركة في الحراك السياسي في بلاده لكنه لم يوفق وعاد مرة أخري إلي أمريكا ليجد زوجته كارول وقد تطلقت منه في غيابه. تفرغ الجندلي للحياة الأكاديمية : كنت أحب مهنة التدريس وأستمتع بها كثيراً، لكن للأسف في فترة الستينيات والسبعينيات تدهورت أحوال أساتذة الجامعات في أمريكا وكانوا لايقدرون مادياً بالشكل الكافي. لذلك استقلت من وظيفتي كأستاذ مساعد في جامعة ميتشجان واشتريت مطعما صغيرا وصرت أكثر اهتماماً بجمع المال، بعد ذلك أصبحت مديراً بعدة شركات في لاس فيجاس وافتتحت سلسلة مطاعم بعد ذلك" الجندلي مثل ابنه عندما يقوم بشيء يسعي للنجاح دائماً "عندما أبدأ عملا ما أحاول أن أعرف كل تفاصيله، وإلا أرفض الانخراط فيه" نجح الجندلي في البيزنس كما نجح في التدريس، ورغم أنه يبلغ من العمر الآن 08 عاما إلا أنه لايزال يعمل حتي اليوم "أسوأ تقاليد المجتمع الغربي هي التقاعد عند بلوغ سن ال 06 الإنسان عندما يتقدم في السن ويترك العمل يشعر بوحدة قاتلة وينتابه إحساس بالرفض من الآخرين وبالتالي يموت فعلياً وتدريجياً. لذلك أنا لا أخطط أبداً للتقاعد وسأظل أعمل حتي آخر نفس، وحتي لو تركت عملي سأتفرغ للكتابة. ربما أؤلف كتاباً عن العالم العربي وتاريخه ورؤيتي لمستقبله" وعن علاقته ببلاده وعدم زيارته لسوريا منذ 53 عاما. قال الجندلي إنه يفتقد وطنه بشدة، يفتقد عائلته وأقاربه، لكنه يخاف من لقائهم بعد كل هذه السنين. »ربما لو عادت بي الأيام ماكنت تركت سوريا، ففي المجتمع الغربي ورغم الفرص الكبيرة للنجاح والتقدم، يشعر الإنسان في النهاية أنه وحيد بعيد عن الناس، بينما في العالم العربي يكون الناس أكثر اتصالاً وتواصلاً ببعضهم البعض" وعن علاقته بستيف جوبز قبل وفاته قال: "للأسف كنت بعيدا عنه، كنت أتمني أن يتصل بي ولكنه لم يفعل. كنت ومازلت فخوراً جداً بماحققه ستيف من نجاحات، لكن للأسف لم تكن هناك محاولات لامني ولامنه لنتقارب من بعضنا البعض، بعكس مني التي بدأت التواصل معها أكثر منذ حوالي 01 سنوات. وهذه أيضاً من الأشياء التي كنت أتمني تغييرها لو عاد بي الزمن للوراء، كنت سأقترب أكثر من أبنائي ستيف ومني.."