جولة خارجية ناجحة جديدة قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلي سلطنة عمانوالإمارات، تضمنت عقد مباحثات ثنائية مع السلطان قابوس بن سعيد، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، تناولت الأوضاع الإقليمية وقضايا الساحة السياسية بالشرق الأوسط ومنطقة الخليج. لقاء الرئيس السيسي مع آل نهيان، تناول قضايا الخليج والشرق الأوسط والقضايا السياسية فضلًا عن تباحث العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشار السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إلي أن زيارة الرئيس السيسي إلي الإمارات، تتسم بخصوصية شديدة جدًا نظرًا للعلاقات بين البلدين حيث تتسم العلاقات بينهما بالقوة والمتانة، مؤكدًا علي أن الإمارات دولة داعمة لمصر، وأن لها أيادي بيضاء في مصر بالمشروعات التنموية والمواقف السياسية. كما التقي الرئيس السيسي، خلال زيارته الإمارات ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز سبل التعاون بين البلدين، ومناقشة مستجدات الأوضاع علي الساحة العربية والإقليمية. وفي أول زيارة رسمية لزعيم عربي منذ عام 2014، أجري الرئيس عبدالفتاح السيسي، قمة مُحادثات في مسقط مع السلطان قابوس بن سعيد. وكان في استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدي وصوله إلي سلطنة عمان، فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، ويوسف بن علوي بن عبدالله، وزير الشؤون الخارجية العماني، وعدد من كبار المسئولين العمانيين. توجه الرئيس السيسي إلي قصر العلم العامر، حيث كان في استقباله السلطان قابوس بن سعيد، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس، وتم عزف السلام الوطني، واستعراض حرس الشرف. السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، صرح بأنه تم عقد جلسة مباحثات بين الرئيس السيسي والسلطان قابوس، ضمت وفدي البلدين، ورحب خلالها السلطان قابوس بزيارة الرئيس السيسي، مؤكدًا ما تتسم به العلاقات المصرية العمانية من تميز، وما يجمع الشعبين والبلدين الشقيقين من تاريخ طويل من المودة والتعاون المشترك. وأشار السلطان قابوس، إلي المكانة التي تحظي بها مصر وشعبها لدي الشعب والحكومة العمانيين، مثمنًا دور مصر باعتبارها دعامة رئيسية لأمن واستقرار دول الخليج والوطن العربي، ومؤكدًا دعم بلاده الكامل لمصر ومساندتها في حربها علي الإرهاب. كما أكد السلطان قابوس، حرص بلاده علي تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر علي جميع المستويات، معربًا عن تطلعه لأن تساهم زيارة الرئيس السيسي في تعزيز أطر التعاون القائمة ودفعها إلي آفاق أرحب. أضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس السيسي أعرب عن تقدير مصر، قيادة وشعبًا، للمواقف المُقدّرة التي اتخذتها سلطنة عمان الشقيقة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد تجاه مصر وشعبها، مشيرًا إلي ما يحظي به السلطان قابوس والشعب العماني من تقدير كبير لدي الشعب المصري، كما أكد الرئيس السيسي تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع سلطنة عمان في مختلف المجالات، بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وذكر المتحدث الرسمي، أن المباحثات تطرقت إلي سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث اتفق الجانبان علي أهمية العمل علي تطوير التعاون بين البلدين، خصوصًا علي الصعيد الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يرقي إلي مستوي العلاقات المتميزة بين البلدين، وذلك من خلال اللجنة المشتركة بين الجانبين والمقرر عقد جولتها القادمة في مسقط. كما تطرقت المباحثات أيضًا إلي عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إذ توافقت رؤي الجانبين بشأن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلي تسوية سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وخصوصًا اليمن، حيث استمع الرئيس السيسي من السلطان قابوس إلي رؤيته بشأن الأزمة في اليمن وسبل العمل علي حلها بشكل يخفف المعاناة اليومية للشعب اليمني الشقيق، كما تطرقت المباحثات إلي عدد من القضايا الأخري مثل سوريا ولبنان والعراق، حيث أكد الجانبان أهمية الحفاظ علي كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها. كما عرض الرئيس السيسي، للسلطان قابوس تطورات الأحداث في مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتي الآن، مستعرضًا التحديات التي واجهتها الدولة من ذلك التاريخ وما شهدته مصر من اضطرابات عنيفة علي الساحة الداخلية مرورًا بثورة 30 يونيو التي حافظت علي هوية الدولة المصرية، ووصولًا إلي الإصلاح الاقتصادي وانطلاق عملية التنمية الشاملة في كل ربوع مصر، وعلي كافة المستويات، مؤكدًا أن ذلك ما كان ليحدث إلا بوعي وصبر الشعب المصري العظيم، الذي وصفه ب"البطل الحقيقي" لتلك المرحلة. سفير مصر لدي سلطنة عمان، السفير صبري مجدي، قال إن العلاقات المصرية العُمانية متميزة علي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، لافتًا إلي أن تاريخ العلاقات بين البلدين تعود إلي جذور التاريخ، مضيفًا أن عُمان لا تنسي فضل المصريين في دعم نهضتها الاقتصادية والتعليمية، كما أن التناغم بين شعبي البلدين مثال يُحتذي به علي صعيد العلاقات بين الشعوب. وأوضح أن سلطنة عُمان كانت واحدة من أبرز الدول التي وقفت مع مصر في حرب أكتوبر، إذ سيّرت بعثات طبية إلي مصر، كما يذكر التاريخ أن الشعب العُماني اقتطع من راتبه خلال هذه الحرب كي يدعم الجهود المصرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما أن سلطنة عُمان من الدول التي لم تقاطع مصر بعد توقيع كامب ديفيد، ما جعل لها خصوصية لدي المصريين، وكانت من الدول التي دعمت مصر بعد ثورة 30 يونيو، وخلال المؤتمر الاقتصادي دعمت القاهرة ب500 مليون دولار من بينها 250 مليون دولار منحة والباقي في صورة استثمارات مشتركة. وأوضح السفير المصري لدي سلطنة عُمان، أن هناك توافقا تاما في الرؤي بين القيادتين المصرية والعُمانية إزاء معظم القضايا الإقليمية الراهنة ومن أهمها العمل علي الحفاظ علي الأمن القومي العربي، حيث تضع كل من مصر وعمان هذا الأمر علي رأس أولوياتها، ويلي ذلك دعم التضامن العربي والتوافق بين الدول العربية ونزع الخلافات فيما بينها. وأوضح السفير المصري، أن مصر تنظر إلي سلطنة عُمان باهتمام بالغ حيث يمكن لهذا البلد الشقيق أن يقوم بدور محوري خلال الفترة الحالية وصولا إلي الأهداف المشتركة التي يسعي إليها كلا البلدين، مؤكدا أن القاهرةومسقط لديهما تطابق في الرؤي تجاه ضرورة حل النزاعات والتوترات بصورة سلمية وبعيدا عن أي تصرفات عسكرية أو تدخلات خارجية أو إملاءات علي الدول أو فرض أنصاف حلول تطيل من أمد الأزمات دون حلها، مُشيرًا في هذا الصدد إلي تطلع الجانب العُماني لقيام مصر بدور هام في هذا الشأن. الهيئة العامة للاستعلامات، قالت إن العلاقات المصرية العمانية تستمد قوتها من البعد التاريخي وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وتشعبها علي مختلف الأصعدة، وأوضحت الهيئة في تقرير لها أن العلاقات المصرية العمانية تسجل تقدما ملحوظاً نتيجة العديد من المستجدات الإيجابية في ظل استمرار الاتصالات بين القاهرةومسقط، انطلاقا من المواقف الثابتة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، التي تعكس تقديره العميق لمصر ولشعبها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فضلاً عن التوافق في السياسة الخارجية للبلدين. وذكرت الهيئة، أن الزيارة التي قام بها السيسي إلي مسقط بدعوة من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، تأتي كأول زيارة للرئيس السيسي للسلطنة منذ توليه مهام منصبه، مُشيرة إلي أن العلاقات المصرية العمانية تستمد قوتها من البعد التاريخي وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وتشعبها علي مختلف الأصعدة، إذ تقدم العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان دوماً وفي مختلف المراحل والظروف نموذجا طيبا ورفيعا للعلاقات بين الأشقاء، وما ترتكز عليه من تقدير واحترام متبادل ومن ثقة ووضوح وحرص علي كل ما يخدم السلام والاستقرار في المنطقة، فعلي الصعيد السياسي هناك تشاور دائم بشأن المواقف والسياسات بين مصر وسلطنة عُمان تجاه تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث يدعو البلدان إلي حل المشاكل بالحوار والحفاظ علي تماسك الموقف العربي تجاه مختلف التحديات التي تواجه الأمة العربية.