كنت من المؤيدين لحركة التغيير التي أصدرها أسامة هيكل وزير الإعلام بماسبيرو علي اعتبار أنها خطوة إيجابية لبدء رحلة تطوير جديدة في ظل الأجواء التي سيطرت علي مناخ اتحاد الإذاعة والتليفزيون وما نتج عنها من تقطيع وتمزيق لنسيج الإبداع في المناخ الإعلامي وعلي رأسها البرامج والدراما.. وطالبت مع غيري بغلق الأبواب خلف مقولة إن القيادات القادمة في تغييرات وزير الإعلام مازالت في بداية عهدها.. وعلينا تركهم يعملون في صمت حتي تأتي التغييرات بثمارها لدي المشاهد.. لكني من شدة إيماني بالمثل القائل »الديك الفصيح من البيضة بيصيح« وجدت نفسي أعود قليلا للوراء لعمل مقارنة صغيرة بين ما كان يقدم من روائع لبرامج الأطفال أيام المذيعات المتميزات أمثال سلوي حجازي وعصافير الجنة وعفاف الهلاوي في سينما الأطفال وحواديت بابا ماجد وبرنامجي أجمل الزهور وبقلظ لنجوي إبراهيم وبين ما يقدم من برامج الأطفال علي قناتي الMBC3 ونيكولودين فوجدت أن البرامج التي كانت تقدم زمان علي التليفزيون المصري كانت جيدة وهادفة تقدم الصفات والفضائل الحميدة بجانب تقديمها حدوتة تحمل رسالة لجذب الأطفال لعالم الإبداع والاعتماد علي النفس ليكونوا دعامة لإقامة مجتمع متطور ومثالي ولكن بالنسبة لما يقدم حاليا علي قناة MBC3 ونيكولودين فهي برامج لا تناسب الأطفال مثل موضوع الصداقات بين الأولاد والبنات والشباب الذين يتحولون لفتيات، كما أنها لا تخلو من العنف.. وهناك أيضا برامج الأطفال علي القناة الثالثة المحلية وقنوات النيل جاءت كلها سطحية ولا تناسب أطفال جيل الكمبيوتر. هذا بالإضافة لوجود قناة تقدم برامج الأطفال باللغة العربية الفصحي ونجد بعدها الأطفال يتحدثون بنفس اللغة ويرددون مثلا لقب »والدي إنه يدغدغني ويبقي علينا مشاهدة ما تقدمه قناة طيور الجنة الهادفة في برامجها للأطفال بخلاف احتوائها علي مادة علمية شيقة وأناشيد وموضوعات أسرية ترتقي بالذوق العام للمجتمع تحت شعار »ملاذ الأسرة الآمن« ونتساءل.. ياوزير الإعلام هل جفت أرض مصر وتحولت لأرض بور وغابت عن التربع علي عرش الريادة الإعلامية التي لازمت المحروسة طوال السنوات الماضية وأصبحت لا يوجد بها مؤلفون مبدعون يكتبون البرامج الهادفة للأطفال وهل أصاب العقم مبني ماسبيرو وفقد صفته كمعمل تفريخ لمذيعين ومذيعات يعيدون السير علي درب التميز وتطوير أمجاد ما سبق وقدمته عفاف الهلاوي وسلوي حجازي وبابا ماجد ونجوي إبراهيم وسامية شرابي.. المشاهد يطالب في رغباته بأن تحظي برامج الأطفال بكل اهتمام من جانب القيادات خاصة أننا في عصر تكنولوجيا الأقمار الصناعية.