غلق باب الطعون على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ غدًا    محافظ الجيزة يعتمد تخفيض تنسيق القبول بالثانوية العامة ل220 درجة    جامعة الفيوم تنظم قافلة طبية بقرية اللاهون    بزيادة 300 ميجاوات، الكهرباء تسجل رقما قياسيا جديدا في الأحمال الكهربائية    ارتفاع مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في أمريكا وتراجع البنزين    بيان عاجل من السعودية ردا على تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"    نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: حماس عليها أن تقدم أولوية إنقاذ شعبنا    26 آيفون و13 سيارة وقسائم ذهبية، العين الإماراتي يحفز جماهيره لحضور المباريات    ديمبلي يقود هجوم باريس سان جيرمان ضد توتنهام في السوبر الأوروبي    موراتا: سعيد بالانضمام إلى كومو ومستعد لتقديم كل ما لدي    خالد فتحي: مكافأة استثنائية لمنتخب الناشئين بعد التأهل لربع نهائي مونديال اليد    إيقاف الحركة الملاحية بنهر النيل وبحيرة ناصر لسوء الأحوال الجوية بأسوان (صور)    إصابة 3 أشخاص في حوادث متفرقة بشمال سيناء    إخلاء سبيل 6 متهمين بالتشاجر في المعادى    فلاش باك الحلقة 5، زياد يكتشف خيانة مريم ويطوي صفحة الماضي    إطلاق اسم إيهاب فهمي على الدورة الثالثة لمهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    القوات المسلحة تنظم زيارات لعدد من طلبة الأكاديمية العسكرية لمستشفى أهل مصر    الرئيس والإعلام ورهانه الرابح    كرة سلة.. سبب غياب إسماعيل مسعود عن منتخب مصر بالأفروباسكت    بيكو مصر تخفض أسعار أجهزتها المنزلية 20%    وصية محمد منير    عمرو يوسف: تحمست ل «درويش» لأن أحداثه تدور في الأربعينيات (فيديو)    محمود ناجي حكما لمباراة أنجولا والكونغو في أمم إفريقيا للمحليين    رئيس اتحاد اليد بعد التأهل التاريخي: قادرين على تخطي إسبانيا    «السكة الحديد» تُعلن مواعيد تشغيل قطارات خط «القاهرة / السد العالي» (المواعيد)    افتتاح وحدة العلاج الإشعاعي بمستشفى الأورام الجامعي في المنيا    لتركه العمل دون إذن رسمي.. إحالة عامل ب«صحة الباجور» في المنوفية للتحقيق    انتشار حرائق الغابات بجنوب أوروبا.. وفاة رجل إطفاء وتضرر منازل ومصانع    الصحة تستكمل المرحلة الرابعة من تدريب العاملين بمطار القاهرة على أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    التنمية المحلية: مسار العائلة المقدسة من أهم المشروعات التراثية والدينية    تفاصيل أول مشروع ل راغب علامة بعد حل أزمته مع نقابة الموسيقيين    هذه الأبراج دائما مشغولة ولا تنجز شيئا ..هل أنت واحد منهم؟    المخططات الإسرائيلية للهجوم على غزة بين الموافقة والتمدد    رئيس الوزراء يؤدي صلاة الجنازة على الدكتور علي المصيلحي بمسجد الشرطة    روبيو: لا أفق للسلام في غزة مع بقاء حماس في السلطة    قناديل البحر تعطل أحد أكبر المفاعلات النووية في فرنسا    إلغاء جلسة لجنة الخارجية والأمن بالكنيست لعدم توفر أغلبية للمصادقة على تمديد أوامر استدعاء الاحتياط    تفاصيل توقيع بنك القاهرة وجهاز تنمية المشروعات عقدين ب 500 مليون جنيه لتمويل المشروعات متناهية الصغر.. صور    أتالانتا يقدم عرضًا ب40 مليون يورو لضم رودريجو مونيز من فولهام    فضيحة اسمها الانتخابات    مفتي القدس: مصر تسعى جاهدة لتوحيد الصفوف وخدمة القضية الفلسطينية والوصول بها إلى برِّ الأمان    "خايف عليك من جهنم".. مسن يوجه رسالة مؤثرة لشقيقه من أمام الكعبة (فيديو)    بشروط صارمة.. «الإدارة الروحية الإسلامية» بروسيا يُجيز استخدام حقن «البوتوكس»    رغم انخفاض الأمطار وسد النهضة.. خبير يزف بشرى بأن مياه السد العالي    3 أيام من البحث.. انتشال جثة مندوب أدوية غرق بعد انقلاب سيارته في ترعة بسوهاج    حبس وغرامة 2 مليون جنيه.. عقوبة الخطأ الطبي الجسيم وفق "المسؤولية الطبية"    رئيس الوزراء يوجه الوزراء المعنيين بتكثيف الجهود لتنفيذ الوثائق التي تم توقيعها بين مصر والأردن وترجمتها إلى خطط وبرامج على الأرض سعياً لتوطيد أطر التعاون بين البلدين    رئيس منطقة سوهاج الأزهرية يتفقد اختبارات الدارسين الخاتمين برواق القرآن    وزير التعليم يكرم الطلاب أوائل مدارس النيل المصرية الدولية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره السعودي تطورات الأوضاع في غزة    مدبولى يشهد توقيع عقد إنشاء مصنع مجموعة سايلون الصينية للإطارات    الصحة: حريق محدود دون إصابات بمستشفى حلوان العام    البيضاء تواصل التراجع، أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 13-8-2028 بالفيوم    غدًا آخر فرصة لحجز شقق الإسكان الأخضر 2025 ضمن الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7» (تفاصيل)    أرباح تصل إلى 50 ألف دولار للحفلة.. تفاصيل من ملف قضية سارة خليفة (نص الاعترافات)    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيهان السادات.. سيدة مصر الأولي
زوجات رؤساءمصر من محمد نجيب إلي الرئيس المخلوع
نشر في آخر ساعة يوم 15 - 11 - 2011

وهي في الثامنة والسبعين من عمرها.. تعتني ببشرتها عن طريق الكريمات
والزيارة السنوية لأخصائي البشرة وترفض عمليات شد الوجه ولا تشعر أنها جميلة
هل حكمت السيدة چيهان السادات مصر طيلة أحد عشر عاما والرئيس السادات في سدة الحكم؟ كانت »سيدة مصر الأولي«.. والأخيرة. ولا ينكر أحد تأثير هذه السيدة علي مجريات الأحداث في مصر سواء اتفقت أو اختلفت معها.. فهي شخصية قوية تتميز بطموح كبير جدا. وقد تمردت علي وضع ودور »حرم الرئيس« الذي كان سائدا قبل أن تصبح سيدة مصر الأولي.. وانقلبت علي كثير من التقاليد الثابتة خاصة في المراسم المصرية.. وقد أظهرت چيهان السادات منذ الأيام الأولي لتولي السادات الرئاسة طموحاتها في أن تكون سيدة قوية تتدخل في شئون الحكم وفي صنع القرارات واختيار القيادات للمناصب العليا في الدولة.. ولا تزال السيدة چيهان السادات.. وهي في الثامنة والسبعين من عمرها.. تثير الجدل حولها.. وهي لا تبدو فقط أصغر من سنها كثيرا.. وإنما تبدو في قمة الحيوية والنشاط.. وهي تقول تعليقا علي ذلك: أنا أفضل أن أكون في السبعينات وأبدو في الستينات فقد اعتدت الاعتناء ببشرتي عن طريق الكريمات والزيارة السنوية لأخصائي البشرة.. لكني أرفض عمليات شد الوجه لأنها تغير ملامحه.. وعموما جمال الشكل لا يعنيني بقدر ما يعنيني جمال الروح، فلم أشعر يوما أنني جميلة ولا أراهن علي ذلك..
ولنذهب إلي التفاصيل..
علي مدار أحد عشر عاما هي حكم الرئيس أنور السادات، كانت زوجته السيدة چيهان السادات هي »سيدة مصر الأولي«.. وطوال تلك السنوات وبعدها، رويت عنها حكايات كثيرة.. فقيل إنها كانت تحكم وتعزل وتقرر من وراء الستار..
وعلي مدار التاريخ شهد عالم النساء شخصيات لها دورها ووجودها وحضورها القوي.. شجرة الدر حكمت مصر من وراء ستار الزوج.. إيميلدا ماركوس دفعت بزوجها إلي عالم الموضة والأزياء فراح يصرف ببذخ رهيب، بينما شعبه يعاني الجوع وتردي الأوضاع.. الشهبانو فرح ديبا كان لها دورها الواضح والخطير في كل قرارات الشاه.. وكذلك فعلت سوزان مبارك.
ولا ينكر أحد تأثير السيدة چيهان السادات علي مجريات الأحداث في مصر سواء اتفقت أو اختلفت معها فهي شخصية لها طموح كبير.. ولها وجودها الحاضر حتي بعد غياب زوجها.. فمازالت القصص التي تروي عنها تشكل واحدا من الاهتمامات الأساسية لصناع الحدث والباحثين عن الأخبار، بل وحتي اهتمام المواطن العادي.
وما يهمنا.. بعد هذه المقدمة أن نسأل: هل حكمت السيدة چيهان السادات مصر طيلة أحد عشر عاما والرئيس السادات في سدة الحكم؟
وقد أجاب الكاتب الراحل أنيس منصور علي هذا السؤال قائلا: هذا تخريف، فضلا عن كونه طعنا في قدرات الرئيس السادات، فلم يكن للسيدة چيهان شأن بالسياسة، وكانت تفاجأ بقرارات الرئيس كأي مواطن.. ولم يكن ضعيفا إلي هذه الدرجة، ثم إن چيهان السادات حين كانت تطلب خدمة تعيين لأحد، وكان السادات يعرف كان يوصي: لا تعينوا لها أحدا.. ثم إنني لم أسمع أن وزيرا قال إن حرم الرئيس قد أوصت عليه أو أتت به، كما لم نسمع أن وزيرا غضبت عليه وأطاحت به..
والسيدة چيهان السادات عندما سألوها أن الشعب لديه انطباع في ذلك الوقت إنها هي الأساس في تعيين الوزراء والمحافظين قالت: قد يكون السبب في ذلك الانطباع ظهوري مع أنور ونشاطي الملحوظ في ذلك الوقت، خاصة أن زوجة الرئيس عبدالناصر وهي سيدة محترمة كانت بعيدة عن الظهور.. وأذكر أن أنور طلب مني الظهور في أول حفل دعا له السفراء في قصر عابدين.
سيدة مصر الأولي
ونعود بالذاكرة إلي السنوات الأولي من زواج أنور السادات بچيهان قبل ثورة 25.. فذات مرة كانت چيهان تجلس إلي جوار زوجها في أحد الأماكن العامة علي نيل الجيزة بالقرب من نهاية كوبري عباس الذي يربط الجيزة بالروضة.. وراح أحد العرافين يقرأ لها الكف وهو ينظر بتركيز شديد إلي عينيها وقال: »هتكوني نمرة واحد في البلد دي«.. وتستطرد السيدة جيهان قائلة: إزاي.. يعني هكون الملكة.. فقال: أنا عارف بقي، المهم هتبقي نمرة واحد، وهتخلفي 4 عيال معظمهم بنات.. وبعد أن أصبحت حرم رئيس الجمهورية سمعت كلاما عن أن نفوذي قوي جدا.. لكن هذا الكلام افتراءات.
وتعترف السيدة جيهان السادات بأنه لم تكن هناك مثل هذه الصفة »سيدة مصر الأولي«! ولكنها كانت أول امرأة في مصر والشرق والغرب باستثناء أمريكا يطلق عليها هذا اللقب.. وقد تكون الأخيرة.
لقد حانت لها الفرصة بعد أن أصبحت زوجة رئيس الجمهورية فلماذا لا تصبح سيدة مصر الأولي؟
ولماذا لا تصبح ملكة مصر؟!.. كما قال لها العراف علي نيل الجيزة.
في المراسم لايوجد لقب سيدة مصر الأولي.. ولا يعلن عن الذي أطلق هذا اللقب في عهد الرئيس أنور السادات علي قرينته جيهان.. فلم يحدث في عهد الرئيس عبدالناصر ولا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك أن أطلق هذا اللقب علي السيدة تحية عبد الناصر أو علي سوزان مبارك.. فكانت السيدة جيهان السادات هي سيدة مصر الأولي والأخيرة.
وهذا اللقب لم يطلق في تاريخ العالم إلا علي قرينة الرئيس الأمريكي الأسبق »روزفلت« بعد انتخابه أربع دورات رئاسية متتالية، فأطلقوا عليها سيدة أمريكا الأولي.. ورغم أن الدستور الأمريكي لايجيز لرئيس الجمهورية حق الانتخاب إلا دورتين متتاليتين فقط، إلا أن هذا اللقب استمر يطلق علي زوجات الرؤساء الأمريكيين.
ويؤكد صلاح الشاهد كبير الأمناء برئاسة الجمهورية في عهدي الرئيسين عبد الناصر والسادات أنه لايوجد في المراسم المصرية لقب سيدة مصر الأولي.. فمن أطلق هذا اللقب علي السيدة جيهان صفوت رءوف؟ كل المصادر أكدت أنها هي التي أطلقت هذا اللقب علي نفسها وطلبت أن يقترن باسمها في الصحف والإذاعة والتليفزيون وسائر وسائل الإعلام.. وقد أظهرت جيهان منذ الأيام الأولي لتولي السادات رئاسة الجمهورية طموحاتها في أن تكون سيدة قوية تتدخل في شئون الحكم وفي صنع القرارات واختيار القيادات للمناصب العليا في الدولة.
أمثلة وشواهد
الأمثلة والشواهد علي ذلك كثيرة.. فزوجة الرئيس سيدة قوية تتقدم كبار رجال الدولة ويفوضها الرئيس في تعيين واختيار الوزراء الجدد وكبار رجال الدولة والصحافة ووسائل الإعلام.. فقد تم تعيين الدكتورة عائشة راتب وزيرة للشئون الاجتماعية بناء علي طلب زوجة الرئيس.. ثم دفعتها إلي طلب الابتعاد عن الوزارة وتعيينها سفيرة لمصر بالخارج بعد أن شعرت الوزيرة أنها بلا وزارة.. فالوزارة كانت ترأسها بالفعل السيدة جيهان السادات.
كما أن السيدة جيهان السادات هي التي دفعت الرئيس السادات إلي القبض علي جماعة علي صبري »مراكز القوي«.. فقد قيل إن الصدام الأول بينها وبين مجموعة 15 مايو وقع مع سامي شرف عندما أصدر تعليماته للتليفزيون برفضه ظهورها أثناء استقبال مع الدبلوماسيين .. وفي اليوم التالي استدعته وتوعدته.. وحضرت بعد ذلك حفلا مع بعض زوجات الوزراء وقالت لهن: لن أرتاح إلا إذا أدخلهم السادات السجن.
ويقال إن السادات كان مع تحديد إقامة مجموعة علي صبري.. وأن جيهان كانت مع القبض عليهم.. وهو ما حدث بالفعل.. ففي إحدي الليالي سألت السيدة جيهان السادات الرئيس قائلة: ماذا تنتظر.. هل تنتظر حتي يعتقلوك أو يضعوك في السجن أو يقتلوك.. إنك في سباق مع أعدائك والفائز هو الأسرع في التخلص من الآخرين.. إنهم جميعا ضدك ولديهم قوة علي تحريك الجماهير.. ما الذي تنتظره بعدها مباشرة كان السادات قد اعتقل كل رجال »مراكز القوي«.
ولم يبق معه في هذه اللحظة إلا السيدة جيهان السادات فأراد أن يعينها نائبا للرئيس.. وما الذي يضيره.. فأميلدا ماركوس هي نائبة الرئيس الفلبيني ماركوس.،. والإمبراطورة فرح ديبا زوجة شاه إيران صدر لها قرار إمبراطوري بأن تكون الإمبراطورة الحاكمة من بعده.. فلماذا لا تكون جيهان السادات نائبا للرئيس السادات؟!
وتم إعداد القرار الجمهوري.. وعندما علم صلاح الشاهد كبير الأمناء بالرئاسة بالقرار، نصحه بالتريث حتي لايحدث هذا صدمة عنيفة للشعب المصري وبالتالي تحدث ثورة شعبية.
وأرجأ الرئيس السادات القرار.. ثم ألغاه .. لكن السيدة جيهان السادات كانت تحتل المركز الثاني بعد الرئيس وتتقدم كبار رجال الدولة بلا قرار أو سند دستوري.. وبدأت تتدخل في شئون الحكم وتقوم برئاسة كثير من المشروعات.
أيضا بدأت تدفع بالأقارب والأصهار إلي الحكم .. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل امتد إلي الأصدقاء وأساتذتها في الجامعة والذين ساعدوها في إعداد رسالتي الماجستير والدكتوراه.. وعلي سبيل المثال لا الحصر: عثمان أحمد عثمان محمود أبو وافية الدكتور صوفي أبو طالب الدكتور صبحي عبدالحكيم منصور حسن.
وتقول السيدة جيهان السادات ردا علي ذلك: قدمت الدكتور صوفي أبوطالب وكان رئيسا لجامعة القاهرة التي كنت أدرس بها.. والدكتور صبحي عبد الحكيم كشخصيات راقية وعلمية، وكنت أفضل أن يتعرف السادات علي شخصيات لها مثل تلك الصفات.. ولكن لا علاقة لي بقرارات أنور.. وعندما قرر تعيين الأول رئيسا لمجلس الشعب والثاني رئيسا لمجلس الشوري وكان ذلك بعد اقتناع تام بهما، وكونهما من الشخصيات المشرفة.. أما بالنسبة لمنصور حسن فقد سعدت باختياره وزيرا لأنه شخصية مشرفة.
أما بالنسبة لتدخلي في قانون الأحوال الشخصية فلا أنكر ذلك أبدا.. وكذلك تدخلت للصلح بين السادات والأستاذ محمد حسنين هيكل.. وهيكل يعلم هذا، وكنت عايزه الناس تحبه ماتزعلش منه.
في يوم ماسئل السادات عما إذا كان يوافق زوجته دائما، فقال إن الحق يكون معه دائما ولكنه يوافقها أحيانا رغم عدم الاقتناع برأيها في بعض الأمور.. ولكن حتي لايتحول البيت إلي جحيم.. وقد ذكر إبراهيم سعده في مقال نشره في »أخبار اليوم« أن السادات قد اشتكي له أكثر من مرة من جيهان.
وترد جيهان السادات قائلة: هذا كذب.. وكل من يعرف السادات يعرف أنه طوال عمره لم يتكلم عني بسوء.. إن هذا كلام كذب.
الأمثلة كثيرة وتحتاج إلي مجلدات .. المهم كما تقول السيدة جيهان السادات: في غرفة نومي تناثرت أوراق البحوث والعروض لمشاريع جديدة وامتلأت سيارتي بالدوسيهات والملفات.. لقد قمت بتحويل إحدي الغرف في منزل الجيزة إلي مكتب وقمت بتعيين ثلاثة موظفين فيه، وأيضا سكرتير صحفي لأن جهودي علي الساحة العامة بدأت تستقطب الإعلام العالمي.. لقد كنت قلقة في بادئ الأمر من اهتمامهم هذا لأنني أعلم بأن ذلك سوف يدفع التقليديين في مصر لانتقادي.
وأخذت السيدة چيهان السادات من هذا المكتب الذي أطلق عليه مكتب »حرم الرئيس« أو مكتب »الهانم« تصدر خطابات تحمل »مكتب حرم الرئيس« تتضمن التعليمات والتوصيات إلي كبار رجال الدولة والوزراء والمسئولين في الحكومة والقطاع العام.. وكانت جميع طلباتها أوامر مجابة.
أرفض هذا المنصب
ومع تزايد الدور الاجتماعي والسياسي للسيدة حرم الرئيس.. أجرت معها الكاتبة الصحفية حسن شاه نائب رئيس تحرير آخر ساعة حوارا نشر باالمجلة يوم 92/9/6791 نقتطف منه هذه الأجزاء:
ازدادت ابتسامتها اتساعا وهي تقول: وقد عينوني في هذا المقال نائبا لرئيس الجمهورية..
كانت مجلة كويتية نشرت مقالا تحت عنوان: ماذا تريد چيهان السادات؟
❊ قلت: إنني أنتهز الفرصة لأسألك ماذا تريد چيهان السادات؟
قالت وابتسامة خفيفة علي وجهها: ما الذي يمكن أن تريده چيهان السادات؟
أن تتعين وزيرة؟!.. نائبة لرئيس الجمهورية؟!.. لماذا؟!.. إن چيهان السادات والحمد لله زوجة رئيس الجمهورية وفي هذا الكفاية وأكثر من الكفاية.
❊ قلت: يعني لم تفكري في منصب نائب رئيس الجمهورية؟
ضحكت وقالت: المسألة ليست فقط إنني لم أفكر في هذا المنصب.. بل هي إنني أرفض هذا المنصب أو أي منصب سواه.
❊ لماذا؟!
قالت: لأنني راضية كل الرضا عن الدور الذي أقوم به في خدمة بلدي.. ولأن منصب الوزير أو نائب رئيس الجمهورية لن يمنحني مزيدا من الرضا عن نفسي.. صدقيني إن الأشخاص الذين يخترعون هذه الإشاعات لا يعرفون جيدا ما تريده چيهان السادات.
❊ قلت: هل أستطيع أن أعرف بالضبط ماذا تريد چيهان السادات؟
قالت: چيهان السادات تريد أن تخدم بلدها بكل طاقتها ومن صميم قلبها.
❊ ثم سألتها: لكن هذه الحركة النشطة والمستمرة التي تقومين بها في مختلف مجالات الخدمة لم تكن واردة من قبل بالنسبة لزوجة الحاكم سواء في مصر أو خارج مصر؟
قالت: ربما لهذا السبب وحده يبدو نشاطي لافتا للنظر مع أنني لا أري فيه أي غرابة.. الغرابة هي ألا أتحرك.. أن أنشغل بذاتي وأسرتي وأولادي.. أن أتقوقع في بيتي.. ألا يراني الناس إلا في الحفلات.. إنني لا أتصور أن هذا هو الدور المطلوب من زوجة الرئيس.
انتهي حوار الكاتبة الصحفية حسن شاه مع السيدة چيهان السادات.. ولكن لابد من التعليق علي بعض ما ورد فيه.. إنها تذكر أنها عندما زارت بعض الدول العربية التي لم تكن زوجات الحكام فيها يقمن بأي دور اجتماعي، فقد وجدت أن بعضهن قد خرجن للخدمة العامة بعد أن شعرن بأن زوجة الحاكم لم تعد تستطيع أن ترتاح في بيتها أو أن يكون دورها مجرد القيام ببعض الطقوس الرسمية.. وهو قول يجافي الحقيقة.. فالصحيح أن زيارة السيدة چيهان السادات لبعض دول الخليج سببت حرجا شديدا للمسئولين في تلك الدول، وسنذكر علي سبيل المثال زيارتها للسعودية والإمارات.. والحقيقة أن عند زيارتها للدولتين بصحبة الرئيس السادات وربما لأول مرة في تاريخ هاتين الدولتين يفاجأ المسئولون في الدولة بأن قرينة الرئيس تصحبه وتنزل معه في نفس الطائرة ويتم عمل استقبال لها.. لقد أصابت السعوديين بالدهشة في ذلك الوقت.. وهي تؤكد علي ذلك بقولها: هذا صحيح.. وعندما سئلت: هل قصدت أن تتحدي أيضا نظام البروتوكول القائم وأن تعرضي نفسك كامرأة قوية حتي علي الآخرين؟
أجابت: لا.. أنا لم أتحد البروتوكول السعودي، إنما أنا أحترم البروتوكول المصري، أنا نزلت مع أنور السادات لأن في أي زيارة في أي بلد أذهب إليها أنا زوجته وأنزل إلي جواره وليس وراءه.. إلي جواره.. وفي أي استقبال، فأنا أمشي حسب البروتوكول المصري، وأحترمه.
ويسألها الصحفي: لكن أنت ضيفة علي دولة أخري لا يوجد فيها هذا، وواضح أنك درست تماما قبل أن تذهبي إلي السعودية ما الذي يمكن أن تسببه زياراتك من ردود أفعالك.
ترد جيهان السادات قائلة: أنا رحت السعودية قبل ذلك للعمرة أكثر من مرة، وكل الأمراء أقابلهم ويأتون إليّ.
ويرد السائل: العمرة شيء مختلف.. فتقول چيهان السادات: حينما يأتون إلي مصر يروني.. فلماذا علي سلم الطائرة هو خطأ.. وحينما يأتون إليّ فإنهم يقابلونني وجها لوجه.. وأنا ما أفعله في العلن أعمله في الخفاء، وليس لديّ طريقتان.. وتستطرد قائلة: بعد ذلك ذهبت إلي أبوظبي وكان الشيخ زايد يقابلني.. ونظر إليّ وهو يضحك وقال لي: عملت لي ثورة هنا في أبوظبي بدليل أن زوجتي هنا في المطار خرجت لاستقبالك، إنها المرة الأولي التي تخرج للمطار.. وعملت ثورة بين السيدات عندما رأوك نازلة من السلم.. فضحكت وضحك هو.. وبعد ذلك فعلا زوجته كانت داخل المطار، وأخذتني في السيارة.. طبعا كان هناك ستائر، ورجعنا إلي القصر.
الرقص مع كارتر!
لكن دعونا نتوقف عند رحلات أمريكا وما أثير حول هذه الرحلات التي رافقت فيها السيدة جيهان الرئيس كونها راقصت الرئيس كارتر وكونه قبّلها وأثارت استياءً كبيرا في مصر، ولازال الناس إلي اليوم يتحدثون عنها باعتبارها أمرا غير مألوف لزوجة رئيس دولة مسلمة.
تحكي السيدة جيهان ماجري فتقول: البروتوكول المصري اتصل بالبروتوكول الأمريكي وقال لهم: نحن ليس عندنا رقص، لأنهم عادة بعد العشاء يحدث هناك حفلة رقص بالنسبة للرؤساء.. فقال لهم: نحن ليس لدينا هذا ولا تفعلوه.. فهم يعرفون أن هذه الأمور ليست مقبولة عندنا.. وحينما ذهبت .. بدأ الحفل بعد العشاء، وأخذ الرئيس كارتر يدي وقام.. وأنا قمت وكنت أشعر بالحرج، ولكن لم أستطع أن أحرجه.. وأنا لا أعرف الرقص أساسا.
❊ هل راقصت أحدا قبل الرئيس كارتر أم أنه كان أول رجل يأخذ يدك ويرقص معك؟
السيدة جيهان السادات: لا.. أول شخص.. هممت أن أفعل هكذا.. فنظر لي وقال: أنا آسف .. قد قالوا لنا.. لكن أنا نسيت.. ورجعنا وجلسنا.
❊ يعني ألم ترقصين معه؟
جيهان السادات: لا.. لا.. لا..
❊ لكن هناك صورا نشرت يبدو فيها أنك ترقصين معه.
جيهان السادات: لو تأملنا الصورة سنجد هناك مسافة بيني وبينه.. لقد أخذ يدي.. قمت.. وقال لي تفضلي فقمت.. والصورة نشرت هكذا.
❊ وقبلة الرئيس كارتر؟
جيهان السادات: لم يكن يقصد بها شيئا سيئا.. هم طريقة سلامهم هكذا.. طريقة سلام الأمريكان الرجل يقبل المرأة.
❊ لكنها تصرفات أساءت إلي كل المصريين.
جيهان السادات: ليست إساءة حينما نأخذها من منظار ضيق نقول إساءة.. إلي كل المصريين.
❊ إذا.. نحن تجاوزنا أشياء كثيرة!
جيهان السادات: يعني تحب مثلا كنت »آخذه ألم« مثلا.. أو أعطيه »Knockout« مثلا.. أو أعمل إيه يعني.. هذا رئيس دولة يُقبلني.. خلاص انتهي ونبهوه بعد ذلك.. وقال لي: أنا متأسف.
الوضع الدستوري لحرم الرئيس
في شهر مارس عام 1891 نشرت جريدة »الشعب« لسان حال حزب العمل المعارض مقالا خطيرا للدكتور محمد حلمي مراد وزير التعليم في عهد الرئيس عبدالناصر وأحد أقطاب المعارضة البارزين في عهد الرئيس السادات تحت عنوان »الوضع الدستوري لحرم الرئيس«.. وقد أثار المقال غضب الرئيس السادات وزوجته السيدة جيهان السادات »سيدة مصر الأولي«.. وتسبب هذا المقال في اعتقاله ضمن قرارات 5 سبتبمر 1891.
وجاء فيه: »إننا فوجئنا بوقوع بعض المفارقات أثناء مزاولة السيدة جيهان السادات أنشطتها التي تعددت واتسعت وبدخول ميادين جديدة تبعد كل البعد عن طبيعة العمل الاجتماعي أو الإنساني وأخيرا السفر إلي أمريكا بمناسبة مهرجان »مصر اليوم« الذي يقام في إطار المهرجانات التي تقام هناك دوريا للتعرف علي حضارة وحياة دولة من الدول وخلق صلات بين شعبها والشعب الأمريكي.
وأجرت السيدة جيهان السادات خلال هذه الزيارة اتصالات بالمسئولين السياسيين في الإدارة الأمريكية الجديدة وفي مقدمتهم الرئيس الامريكي الجديد ريجان.. ووزير الخارجية قبل أن يتم اللقاء بالرئيس السادات مما لايمكن معه التجاوز عن مناقشة سلامة هذا الوضع باعتبار أن السيدة جيهان السادات لها وضعها الخاص كحرم لرئيس جمهورية مصر ومدي دستورية قيام سيادتها بهذا الدور إذ إن الدستور هو الذي يحدد الاختصاصات ويقرر المسئوليات بالنسبة لمن يتولون السلطة ويديرون شئون الحكم في البلاد.
إن الدستور المصري القائم لا يتضمن نصا تتقلد بمقتضاه حرم رئيس الجمهورية منصبا رسميا في الدولة تباشر بمقتضاه اختصاصات معينة وتتم مساءلتها إذا حادت عنها.. فلا سلطة أو صلاحيات بلا مسئولية.
وبعد.. فإن مادفعنا إلي فتح هذا الملف هو أن نلفت انتباه الذين سيكتبون دستور مصر الجديد بعد عدة شهور إلي أننا لانريد مراكز قوة في الدولة تحت أي مسميات لايمكن حسابها أو مساءلتها لاسيما مايتعلق بحرم السيد رئيس الجمهورية.
في الحلقة القادمة : سوزان مبارك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.