بقلم : سعاد لطفي النبضة هي واحدة من نبضات القلب التي يقف الطبيب ممسكا بيد مريضه ليسمعها ويعدها ليحدد منها ما يعينه علي دقة تشخيصه للمرض.. تسرع أحيانا فتسبب قلقا واضطرابا تنخفض قليلا فيجزع صاحبها توجسا وخيفة وآه من نبضات القلب في غير حالات المرض والتشخيص والعلاج.. كم ينبض القلب مسرعا فرحا سعيدا بلقاء الحبيب.. ويكاد النبض أن يتوقف من الألم لفراق عزيز سفرا أو غربة ومابين الحب والحزن والفرح والألم والخوف والرهبة والاضطراب والسعادة والرجاء مسافات كثيرة ينبض فيها القلب مجهدا أو خائفا وقد يكون منضبطا لنشعر أننا نحيا وأن قلوبنا مازالت عفية صالحة للنبض والحب وقادرة أيضا علي تحمل الصدامات التي نقابلها دوما بحياتنا ومستعد لمواجهة شراسة الحياة وغدر الأحبة وتنكر الكثير واستغلال وخيانة القريب وبعد الصديق ومقابلة البسمة بالبسمة والخيانة بالتسامح والتصالح مع النفس والآخرين لتظل النبضة قوية شامخة نبضات هي الحياة.. كل منا يحس ويعيش نبض شرايينه أشكالا وألوانا وأطيافا وأماني ومعاني وكلمات ونظرات ولمسات وحنانا وحبا وغدرا وخداعا وخيانة وكراهية ونفاقا.. تحس الأم نبض جنينها تسمعه وتستمتع بقدمه المرتقب وحين تضمه وتهدهده وتحتضنه يسمع هو نبض قلبها فيمتلئ قلبه الصغير بالطمأنينة وكلما زاد من عمره عاما كان التصاقهما وسماع كل منهما نبض الآخر شريان الحياة المتدفق لها وآه من نبض الأب الذي ربي وكبر وأعطي وبذل الغالي والنفيس من أجل نبضة قلبه وآهين من نبض الأم فرحا واستبشارا وحبا وقلقا وخوفا ورجاء وتظل الآهات تتكرر مع نبض الأخ في وجوده وبعده..في حبه واختلافه ومع الأخت لهفة ورضا وحياة تجمعهما ومع الجيران ألفة وتعود وعشرة أما الأصدقاء فنبضهم توأمة الروح وغذاؤها حتي لو اختلفوا فستذكرهم النبضة بما كان بينهم من مودة وتآلف.. النبض يحول خيبة الأمل إلي قوة أو نجاح أو يأس ورجاء يقاوم به كل مايعتريه من أحداث قاتلة من أجل أن تصبح القسوة والكراهية حبا ليمنح نفسه قوة وتماسكا ليواجه بهما صفحته وصفحة الآخرين محاولا طيها ووضع حد للصراع والمبارزة آملا بإعادة الهوي والحنين والصفح والتسامح فأن كان واستطاع.. وإلا لايكلف الله نفسا إلا وسعها .. كل عام وأنتم بخير