أهرامات الجيزة حيرت العلماء، الكل يبحث عن أسرارها وفك طلاسم ما خلف جدرانها، كُتب نشرت ودراسات علمية تخرج بين الحين والآخر. هذه المرة كان اكتشاف غرفة "بحجم طائرة" في هرم خوفو.. الغريب في الأمر أن وزارة الآثار لم يعجبها الطريقة التي نشرت بها بعثة مؤلفة من علماء مصريين وفرنسيين وكنديين ويابانيين هذه الدراسة بدون موافقتها وأصدرت بيانات تشجب وتندد .. طالما لم يعجبك الدراسة لمذا تمت المواقفة علي العبث بهرم خوفو ؟. البداية ما تداولته الوكالات العالمية والمواقع العلمية عن اكتشاف علماء آثار تجويفا داخليا كبيرا وغامضا في الهرم الأكبر، وأعلنوا، عن هذا الاكتشاف، لكنهم قالوا إنهم لا يعرفون الغرض أو المحتويات أو الأبعاد الدقيقة لما يسمونه "الفراغ" أو "التجويف" داخل الهرم، الذي بني كقبر ضخم حوالي 2560 سنة قبل الميلاد. وقال مهدي الطيوبي، وهو أحد المشرفين علي الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر" العلمية، إن التجويف الذي تم اكتشافه "كبير جدا بحيث إنه بحجم طائرة تتسع ل200 مقعد في قلب الهرم". ومنذ نهاية العام 2015، تقوم هذه البعثة المؤلفة من علماء مصريين وفرنسيين وكنديين ويابانيين بمسح داخل الهرم مستخدمة تكنولوجيا متطورة لا تحتاج إلي الحفر لاكتشاف فراغات أو بني داخلية محتملة غير معروفة ولإلقاء ضوء إضافي علي طرق البناء التي لا تزال غامضة. وقد شيد هرم خوفو، المعروف بالهرم الأكبر، والبالغ طوله 146 مترا وهو أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، قبل أكثر من 4500 سنة علي هضبة الجيزة قرب القاهرة إلي جانب أبو الهول. وخوفو هو ثاني فراعنة الأسرة الرابعة (القرن السادس والعشرون قبل الميلاد). ويحوي الهرم ثلاث غرف معروفة، وقد بُني علي غرار باقي أهرامات مصر كمقبرة للفرعون. وقال الطيوبي "ثمة فرضيات كثيرة حول وجود غرف سرية في الهرم. إلا أن أيا منها لم يتوقع وجود شيء بهذا الحجم الكبير". وجاء في الدراسة أن التجويف الذي سماه الباحثون "ذي بيج فويد" أي الفراغ الكبير، طوله 30 مترا وهو مشابه للممر الكبير في الهرم. وهو يبعد أربعين إلي خمسين مترا عن حجرة الملكة في قلب الهرم. ولاكتشاف هذه "الهدية الجميلة" الخفية منذ حكم الفرعون خوفو، استعان العلماء بجزئيات كونية أو ما يعرف بالميون وهي جسيمات أولية شبيهة بالإلكترون، وعندما تلتقي "الميون" التي تنتجها الأشعة الكونية في أعلي الغلاف الجوي، بالمادة تتباطأ ومن ثم تتوقف. ويقيس الباحثون عندها كمية هذه الجسيمات التي يجدونها وراء المكان الخاضع للمسح. وإذا وجدوا كمية كبيرة في مكان ما فهذا يعني أن "الميون" التقت بكمية أقل من المادة أو أن ثمة فراغا. وأوضح سيبستيان بوركور، من مفوضية الطاقة الذرية ومصادر الطاقة البديلة في فرنسا التي انضمت إلي المشروع في العام 2016، أن "هذه التكنولوجيا ليست بجديدة إلا أن الأجهزة باتت اليوم أكثر متانة ودقة. وهي قادرة علي الصمود في ظروف الصحراء المصرية". وفي حين سمحت "الميون" بتسجيل هذا الاكتشاف في هرم خوفو إلا أنها لن تساعد كثيرا في معرفة ما إذا كان قبر توت عنخ أمون يحوي أيضا قبر نفرتيتي. وتتطلب تقنية "الميون" وضع مجسات تحت البنية المراد مسحها وهذا غير متاح في قبر توت عنخ أمون بحسب القيمين علي المشروع. ومن أجل تجنب الجدل، تم تأكيد وجود هذا التجويف الضخم بواسطة ثلاث تقنيات مختلفة للمسح ب"الميون" عبر ثلاثة معاهد مختلفة هي جامعة ناغويا ومختبر البحث حول الجزئيات الياباني "كاي أي كاي" والمفوضية الفرنسية ، ومع اكتشاف هذا السر برز لغز جديد حول الهدف من هذا الفراغ ومحتوياته المحتملة. وأوضح كونيهيرو مكوريشيما أحد القيمين علي الدراسة "لا يمكننا أن نعرف إن كان هذا الفراغ يحوي قطعا أثرية إذ إن تقنية التصوير هذه لا يمكنها رصد أشياء صغيرة". ولا يملك الفريق أي معلومات حول استخدامات هذا المكان المحتملة. وقال مهدي الطيوبي "قد يكون سلسلة من الأحجار المتلاصقة أو ممرا أفقيا طويلا أو ممرا كبيرا آخر، ثمة احتمالات كثيرة ممكنة". لكن الباحثون يؤكدون أنه سيكون من الصعب الوصول إلي "الفراغ الكبير". وأوضح الطيوبي "ندرس التقنيات المحتملة الخفيفة والتي لا تلحق أضرارا" مشيرا إلي أن "المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي والمعهد الوطني للأبحاث الرقمية (إنريا) انضما إلينا قبل سنة لتطوير نوع جديد من الروبوتات قادر علي المرور عبر ثقوب صغيرة". - الدراسة التي نشرت أغضبت وزارة الآثار التي أصدرت بيانا جاء فيه : إيماءً إلي ما نشر اليوم في الصحف ووكالات الأنباء المحلية والعالمية عن قيام الفريق البحثي الدولي الذي يقوم بمسح الهرم الأكبر "مشروع سكان بيراميذز" »Scanpyramids» عن اكتشاف تجويف ضخم داخل الهرم، أفاد الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار أن هذا المشروع يعمل بموافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية منذ عام 2015 وقد تقدم بتقرير مؤخراً عن نتائج أعماله وتم عرضها علي اللجنة العلمية الدولية المشكلة من علماء الآثار والمتخصصين في الأهرامات برئاسة الدكتور زاهي حواس، وعضوية علماء من أمريكا وألمانيا وجمهورية التشيك، والتي بدورها أشارت إلي معرفة علماء الآثار بوجود تجويفات عديدة داخل الأهرامات ووافقت علي استمرار العمل البحثي بالمشروع وأوصت بضرورة اتباع الخطوات العلمية والتي من أولها قيام الفريق البحثي بالنشر في إحدي المجلات العلمية المتخصصة في العلوم لعرض نتائجها علي المتخصصين في العالم وتقيمها وهو ماقام به الفريق بنشر البحث في مجلة NATUکE العلمية. هذا وتنتظر وزارة الآثار رد الفعل العلمي لنتائج العمل البحثي من المتخصصين في العلوم وكذلك من الأثريين وبالأخص اللجنة العلمية وذلك لعمل ندوة علمية ومناقشة البحث وعرض نتائجة علي اللجنة الدائمة للآثار المصرية لاتخاذ قرارها. وعلي ذلك أكد د. وزيري أن وزارة الآثار تري أنه كان لا ينبغي علي الفريق البحثي الاستعجال ومخاطبة الرأي العام في المرحلة الحالية واستخدام مصطلحات دعائية وترويجية للمشروع مثل "اكتشاف" و"العثور علي حجرة أو تجويف داخل الهرم الأكبر بحجم الطائرة." لافتاً إلي أنه يجب أن يستمر العمل مشروعاً علمياً بحثياً ملتزماً بخطوات البحث العلمي ومناقشته قبل النشر إعلاميا حيث إن المشروع مازال يحتاج إلي فترة دراسة واسعة و أبحاث إضافية لمعرفة أسرار هذا الأثر العظيم والفريد. - كشف الدكتور زاهي حواس رئيس اللجنة العلمية لدراسة مشروع مسح الأهرامات "سكان بيراميدز" حقيقة ما نشرته مجلة "نيتشر" عن اكتشاف تجويف ضخم داخل الهرم الأكبر بالقرب من الغرفة الثانية داخل هرم خوفو، وأن التجويف بحجم طائرة ركاب. وقال حواس، إنه لا يوجد أي كشف جديد كما أعلن البعض، مؤكدا أن الهرم ممتلئ بمئات الفجوات، وما تم الإعلان عنه ليس جديدا، ومن أعلنوا ذلك غير متخصصين.