كنت في الشارع يوم الأحد الحزين 10/9.. عالقة علي كوبري 23 يوليو من الساعة الثانية وحتي الرابعة عصرا تقريبا .. أتحرك مترا كل عشر دقائق .. ارتفعت إلي مستوي يافطة عريضة عن يميني، تعلو باب نادي الزمالك تدعو الجمهور واللعيبة والمدربين للقاء مع الشيخ حسان السلفي للدعاء للفريق !!..سرحت مع الحروف .. ياتري الشيخ حسان هايدعيلهم بالنصر ويدعي علي الفريق المنافس بالهزيمة، واللا هايقودهم للهداية ولبس الزي الشرعي في الملعب جمهورا ولعيبة .. يعني الستات بالنقاب والرجالة بالجلاليب .. ولو جابوا جون الستات مسموح لها تهلل بعلم مصر زي أيام الرئيس النايم حاليا !!..واللا الشيخ رايح ينبههم أن الملايين اللي بياخدها مدربوهم حرام، ويحفز ضمايرهم علي التنافس في دوري إعادة إعمار مصر المنهوبة وتأجيل اللعب الآن. الحرارة تجاوزت الأربعين ..وأمامي وخلفي ثلاثة صفوف طويلة من السيارات تئن وتترنح، وأرقام كل أنواع بوليس النجدة والشرطة العسكرية إما مشغولة أو خارج الخدمة أو حالفة ماترد .. وصلنا ملتقي المطلع الجانبي للكوبري، زحفنا بين طابور سيارات الميكروباص الراكنة عشوائيا بكل اطمئنان وصبر للنداء علي الزباين .. ثم انفتح الطريق علي مصراعيه !!.. لا حادثة ولا سيارة معطلة، ولا عسكري يمنع الميكروباصات أو مرور يكلبشها !!.. يعني مازال الشارع ملك البلطجية، والمرور يتجنب غضبهم!!. وفي المساء الحزين .. أطلت علينا المذيعة رشا مجدي تستنجد بأهالي بولاق لحماية الجيش المكلف بتأمين المبني من المتظاهرين الأقباط، الذين يرشقونهم بالحجارة والزجاجات الحارقة .. وأعلنت وفاة ثلاثة جنود وإصابة حوالي30 آخرين من جراء نيران مئات الأقباط واستشهدت بالصورة المرعبة التي يبثها التليفزيون علي الهواء .. صورة مختلطة، ملتهبة بالغضب والفر والكر وألسنة النيران تحرق قلوب كل المصريين .. وانتهت المعركة بهزيمة فريق الجيش والشعب المصري، وانتصار البلطجية وتصدرهم لدوري الثورة بحرفية عالية نتيجة تدريب سنوات، وتنظيم صفوف، وتمويل سخي وفوري .. والأهم حماية أمنية كاملة .. حيث لم يسقط منهم علي مدي أعوام من تنفيذ العمليات القذرة لإشعال الفتنة الطائفية، إلا بلطجي واحد وهو " الكموني" بطل موقعة نجع حمادي القديمة !..أما ابطال المعارك السابقة واللاحقة بدءا من الكشح وانتهاء بماسبيرو فانتصاراتهم مدوية. انتظرنا بيانا مختلفا من حكومة الثورة، بيانا لايشجب ثم يهدد ثم ينثر الوعود في الهواء، ثم يطفئ النور وينام تاني .. انما بيان يداوي جرح كل المصريين بإعلان محاكمة فورية لمن تثبت إدانته في مذبحة ماسبيرو، محاكمة عسكرية للمدنيين، ومدنية للعسكريين، مع علنية المحاكمات .. لأننا الآن نريد محاكمة علنية لآلاف البلطجية الذين يحيطون ويتربصون بنا في كل شارع وناصية وميدان .. ونريد تطهير الإعلام من مرشحي الأمن سواء في التليفزيون أو الصحافة . وانتظرنا أن يطل علينا المشير ليواسي المصريين في ضياع أمنهم، وسفك دماء شبابهم قتلا مع سبق الإصرار وبراعة التخطيط والترصد .. لكن المشير لم يظهر .. والمؤتمر العسكري تأخر أياما ثم أجاب علي أهم سؤال " من قتل المتظاهرين ؟" بنفي معرفته، مع أننا كلنا عارفين وكنا حاضرين في بث حي لمذبحة ماسبيرو، بالإضافة للشهود من الجثث المدهوسة، والمقتولة بالرصاص الميري المختوم !!.. وكشوف أسماء عشرات آلاف كل البلطجية، بالعناوين والموبايلات والصور موجودة في مكتب اللواء العيسوي وزير داخلية حكومة الثورة الهزيلة. لهذا أكتب للمجلس العسكري الذي وعد المصريين بالحماية، ولم يعرف للآن من قتل المتظاهرين المصريين في ماسبيرو!!.. وللحكومة العجوز العاجزة، ولوزير الاعلام الذي يطلب المغفرة لأن سرعة نقل الحدث تحتمل الأخطاء !!.. أكتب اليكم بيانا من سطر واحد.. أرفعه باسم جموع المصريين الذين تفاءلوا عندما أغلقت زنانزين طرة علي المتهمين بسرقة أرضنا وأموالنا وأحلامنا ومستقبل أولادنا .. وباسم الثوار الذين زرعوا ميدان التحرير إصرارا علي انتزاع حقهم في الحياة الكريمة .. أخبركم " أن الحزن يغلف سماءنا، والخوف من الغد يتسرب لقلوبنا .. لكن الغضب المروي بدم الشهداء يزداد اشتعالا.. وأسألكم هل تنتظرون مجزرة الانتخابات لتعلنوا الحقائق.. أم مجلسا عرفيا للمصالحة مع الشعب ؟! " . مع العلم بأننا لن نهرب من مسئوليتنا في انتزاع حقنا في الحياة الآمنة، ولن نطاطي ولن نصمت ولن نكتفي بالدهشة والأسف مهما توحشت الأوامر لكلاب البلطجية المدربة، أو تمت حماية أسيادها بالتغابي أوبطء المحاكمات .