منير ابن النوبة.. ملامحك حتة من مصر.. في ميلادك ال 63 حواديتك لم ولن تنتهي.. قلت بنفسك »لو زارني فرحي ساعات.. حواديتي مبتخلصش» صرخت في حدوتة مصرية دي الحكمة قتلتني وحيتني وخلتني أغوص في قلب السر قلب الكون قبل الطوفان ما ييجي خلتني أخاف عليك يا مصر واحكيلك علي المكنون ..مين العاقل فينا مين المجنون.. مشوارك مليء بالحواديت والحكايات، وفي اليوم الذي يحتفل فيه الكينج ابن النوبة بعامه الثالث والستين، كان لابد من إمتاع جمهوره ببعض من حواديت مشواره. منير في ميلاده ال 63 يعتبر واحدا من أشهر وأهم المطربين ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي والعالم، حظي بشهرة واسعة ليس فقط علي مستوي اختياره للكلمة واللحن، إنما تمكن من إيجاد فن خاص به، وأسلوب انفرد به. ولد الأسطورة الغنائية، الفنان محمد منير في 10 أكتوبر 1954 حيث ولد في قرية منشية النوبة بأسوان، ثم هاجر مع أهله ليعيش في العاصمة بعد غرق القري النوبية، منير حدوتة مصرية تروي يوميا لجيل بعد جيل من خلال أغانيه التي تعبر بواقعية عن المجتمع المصري، والوطنية داخل الشعب. تخرج منير في كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، اكتشفه الناشط »زكي مراد الشيوعي» وتعرف بعدها علي عدد من الشعراء أبرزهم أحمد منيب، أنتج أول ألبوماته »بنتولد» عام 1978 ثم توالت ألبوماته التي لاقت نجاحا كبيرا مثل شبابيك، شيكولاتة وفي عشق البنات، امتد نشاطه إلي السينما والمسرح فشارك في عدد من الأعمال الهامة مثل حدوتة مصرية، المصير ودنيا. »طُرق بنّا تخلي» يحتضن عوده ويغني بشجن لينعي الطرق التي ودعها في مشواره، ربما تظن أن موجة الشجن الحارة قد انتهت عند هذا الحد، ولكنك ستجد بعد لحظات أن كادر الشجن الصافي يتسع ببطء شديد ليقدم شابا أسمر نحيلا ممسكا بالدف، يجلس بجانب الخال، أحمد منيب، ويبادله الكوبليهات الغنائية علي استحياء فيقول »ده لولا فينا صبر لهان علينا العُمر» تمر السنوات في »دائرة الرحلة» ويظل الخال محتضنا عوده »ورا الشبابيك»، بينما يصبح الشاب الأسمر هو الكينج محمد منير، والذي يعترف بفضل أحمد مُنيب علي مشواره الفنّي فيما بعد. ربما لا يعرف الكثيرون أن معظم الأغنيات التي صنعت مشوار محمد منير، كان وراءها الأب الروحي للفن النوبي، أحمد منيب، والذي جاء من وحي الجنوب بخلطة مُشبعة بالخمرة النوبية، ليُعرّف أهل الشمال علي فن بلاد الدهب، فكان أول من عزف علي العود في النوبة وقدم مع الشاعر محيي الدين شريف أغاني نوبية تتكون من قالب الأغنية الحديثة مذهب وكوبليهات لكي تكون قريبة من ذائقة أهل المدينة، بعد أن كانت فطرية تُقال بسلاسة في الأعياد والمناسبات بأي شكل. البداية كانت مع شقيقه الأكبر »فاروق»، عندما كان يغني وطلب من صديقه عبد الرحيم منصور، أن يقدمه إلي بليغ حمدي، وعندما حضر بليغ ليستمع إلي فاروق، كان منير يقف في الخلف يردد ما يقوله شقيقه، وبعد الانتهاء من الأغنية قال حمدي »إن الولد الصغير منير هو الأفضل، وكانت تلك الصدفة بداية ولادة نجم» النقطة الفارقة في حياته هي انضمامه إلي الموسيقار هاني شنودة الذي جند كل أعضاء فرقته »المصريين»؛ ليرددوا ويغنوا خلفه في أول ألبوم له، ولكن هذا الألبوم لم يصادفه النجاح أو الانتشار ولم يسمع عنه أحد، ثم قامت نفس الشركة المنتجة للألبوم الأول بإنتاج ألبوم آخر له حتي نجح وانتشر. استعان منير في موسيقاه التي مزجها بموسيقي الجاز بالسلم الخماسي وكلمات أغانيه العميقة وأسلوبه الخاص في الأداء وطلته غير الملتزمة بتقاليد الطرب والمطربين، حيث عرف بأدائه الخارج عن المألوف، بعد أن خلع البدلة الرسمية ليرتدي الجينز، حيث الحرية والانطلاق. وهو أول مطرب مصري يقوم بتنفيذ موسيقي عالمية world music في ألبوم »وسط الدايرة»، وأول مطرب مصري يحتك بالغرب موسيقيًا بأسلوب مباشر، من خلال سفره لألمانيا عام 1986 وغنائه مع فرق موسيقية هناك. قدم منير أكثر من 32 ألبومًا منها: »علموني عنيكي» و»بنتولد» و»شبابيك» و»اتكلمي» و»مشوار» و»أسامينا» و»افتح قلبك» و»من أول لمسة» و»في عشق البنات» و»أنا قلبي مساكن شعبية» و»حواديت» وغيرها. كنت دائما أتساءل لماذا تأخر منير في التعامل مع الشاعر الأبنودي حتي سابع ألبوم رسمي لمنير وهو ألبوم شيكولاته الذي سطر الأبنودي بداخله أربع أغنيات كامله عادلت نصف الألبوم، ويمكن تلخيص الأسباب إلي أن مشروع منير كان يعتمد بشكل كبير علي كلمات عبد الرحيم منصور والذي كان يعتبر عمود خيمة مشروع منير من البداية وهناك أقاويل كثيرة عن وجود خلافات كبيرة وقطيعة شبه دائمه بين عبد الرحيم منصور وبين الأبنودي لذا كان من الصعب ظهور الأبنودي في ألبومات منير. هناك سبب آخر وهو يخص المشروع الفني لمنير نفسه فمنير مشروعه في البداية كان أحوج لكلمات عبد الرحيم منصور أكثر من الأبنودي الذي يكتب الأغنية بمفهوم قاهري بحت بعيدا عن صعيديته وهنا أنا أتحدث عن الأبنودي كشاعر أغنية وليس كشاعر عامية ويمكن القول إن ظهور الأبنودي جاء كتعويض ولو مؤقت لرحيل عبد الرحيم منصور. كل الحاجات أغنية تحمل كثيرا من البهجة في موسيقاها علي الرغم من الأسي في بعض كلماتها لكن اختيارها كان جيدا من منير بل وأري أن كل الحاجات أعلنت ميلاد تلك الفترة من حياة منير وأثبتت قدرته علي أن يغزو السوق الغنائي التجاري ولكن بمفهومه محافظا علي اختلافه وتميزه الذي جعله في زاوية منفصلة عن كافة مطربي مصر. خاض الكينج مجال التمثيل، فقد وجد فيه المخرج العالمي يوسف شاهين مواهب خاصة وقدرات فنية مختلفة ليقوم بترشيحه في فيلم المصير، شارك في أعمال فنية هامة منها »الطوق والإسورة» و»دنيا»، وفي المسرح خاض التجربة من خلال أعمال ناجحة استمر عرضها لفترات طويلة منها مسرحية »الملك هو الملك» ، حيث قدم ما يقرب من 12 عملا سينمائيا، أبرزها »حدوتة مصرية، يوم مر يوم حلو، اليوم السادس، المصير، دنيا». نال منير العديد من الجوائز، في عام 2005 حصل علي جائزة أشجع ممثل عن دوره في فيلم »دنيا»، وفي عام 2008 حصد جائزة أفضل مطرب في مسابقة الميوزك أوارد الشرق الأوسط، كما حصل علي الجائزة البلاتينية عن أحسن مطرب مصري عربي من يونيفارسال بألمانيا عام 2010. في سرية تامة تزوج منير من فتاة نوبية من خارج الوسط الفني، تعيش ب باريس، وتُدعي »داليا محمد يوسف»؛ حيث تعرف عليها صدفة عن طريق أحد الأصدقاء المشتركين بينهما، ودارت بينهما قصة حب لم تستغرق أسابيع، ثم أعلن عن نيته في الزواج منها، وفضّل الكينج حضور أقاربه فقط، فلم يرغب في حضور أحد من أصدقائه من داخل أو خارج الوسط الفني. وفي أقل من 50 يوما، فاجأ جمهوره مرة أخري، بانفصاله عن زوجته بعد مرور أسابيع قليلة علي زواجه، وفضل عدم الإفصاح عن السبب؛ حيث علق قائلا: »هذه أمور شخصية أحب أن أحتفظ بها لنفسي». حاليًا يتواجد منير في ألمانيا لإحياء سلسلة من الحفلات الغنائية للجاليات العربية هناك، واستغل تواجده لعمل بعض الفحوصات الطبية للاطمئنان علي صحته.