يُشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في فعاليات الحوار الاستراتيجي حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية، الذي يُقام علي هامش فعاليات قمة مجموعة »البريكس» التي تضُم الخمس دول ذات الاقتصادات الأسرع نموًا في العالم، وهي »الهند والبرازيل والصينوروسياوجنوب أفريقيا»، وهي القمة التي تستضيفها الصين في مدينة شيامن، خلال الفترة من 3 إلي 5 سبتمبر المُقبل. وقد تم إعداد برنامج الزيارة من خلال الدوائر الدبلوماسية بين البلدين، حيث تقوم السفارة المصرية في بكين منذ فترة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية في كلا البلدين للترتيب والإعداد الجيد لمشاركة الرئيس في حوار »البريكس» مع الدول النامية والاقتصادات الناشئة علي مستوي القمة سواء من حيث الترتيبات الإجرائية أو الموضوعية للمشاركة في هذا الحدث المهم. وتأتي الزيارة لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات إلي آفاق أرحب وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي المشترك، فضلًا عن بحث تعزيز العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومن المقرر بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وخاصة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بجانب دفع العلاقات الإيجابية البناءة وتحقيق المزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي بما يحقق صالح البلدين خاصة في ظل ما تحظي به الدولتان من إمكانات اقتصادية هائلة. وتوصف العلاقات المصرية الصينية بأنها قديمة وممتدة وراسخة حيث شهدت مؤخرا تطورا هائلًا بعد رفعها في عام 2014 لمستوي الشراكة الاستراتيجية الشاملة لتتسع مجالات التعاون فيها لتشمل نطاقا كبيرا من الأنشطة الاقتصادية والثقافية والسياحية وغير ذلك من أوجه التعاون الاستراتيجي المختلفة. كما جاءت دعوة الرئيس الصيني شي جين بينج للرئيس السيسي للمشاركة في هذه القمة لتعكس متانة العلاقات سواء بين الحضارتين العريقتين أو علاقة الصداقة الراسخة بين الرئيسين المصري والصيني التي سبق أن أسفرت عن دعوة السيسي للمشاركة في قمة مجموعة العشرين تحت الرئاسة الصينية في العام الماضي. وتمهيدًا للزيارة التقي سامح شكري وزير الخارجية، مع نظيره وانج يي وزير خارجية الصين علي هامش مشاركته في المؤتمر الوزاري الأول لتدشين منتدي الحضارات القديمة الذي عُقد في العاصمة اليونانية أثينا. وأعرب وزير خارجية الصين عن تطلع الصين لمشاركة الرئيس السيسي في قمة البريكس، التي ستستضيفها الصين في سبتمبر 2017، حيث تتطلع الصين إلي فتح حوار أكبر مع الدول النامية في إطار 5 + 9 (أي 5 دول من البريكس مع 9 دول نامية). وأكد سامح شكري تطلع الرئيس السيسي لزيارة الصين في سبتمبر المقبل للمشاركة في قمة البريكس وكذلك للعمل علي دفع وتطوير العلاقات بين البلدين علي المستوي الثنائي خاصة في ظل حرص مصر علي إزالة كافة المعوقات التي تعترض عمل الشركات الصينية في مصر وتهيئة مناخ الاستثمار أمام الشركاء الصينيين.. يُذكر أن مجموعة بريكس تشمل ال5 دول الأسرع نموا اقتصاديا في العالم وهي »البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا»، وتأسست المجموعة عام 2006، أثناء منتدي بطرسبورج الاقتصادي، وتبلغ مساحة دول المجموعة 26٪ من مساحة اليابسة، ويُشكل عدد سكانها 42٪ من مجموع سكان العالم، ومن أهم أهدافها كسر الهيمنة الغربية علي الاقتصاد العالمي، وإصلاح مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين، وتشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بين دول المجموعة.. وتهدف قمة »البريكس» لأن تكون آلية نموذجية للتعاون الدولي في شتي المجالات وليست الاقتصادية والمالية والإنمائية فحسب، كما حققت نتائج مثمرة مع افتتاح بنك دول بريكس للتنمية وإطلاق صندوق نقد احتياطي للطوارئ عام 2015، بل وكشفت إحصاءات صندوق النقد الدولي أن نسبة إسهامات دول بريكس في نمو الاقتصاد العالمي تجاوزت 50٪ وصار إجمالي اقتصاداتها يمثل 23٪ من إجمالي الاقتصاد العالمي مقارنة ب12٪ قبل 10 أعوام.