في خامس قمة أفريقية يعقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال أسبوع، التقي الرئيس الصومالي محمد عبد الله فورماجو، في قصر الاتحادية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين. وتُعد تلك أول زيارة للرئيس الصومالي إلي مصر بعد انتخابه رئيسًا للصومال في 8 فبراير 2017 بعد تأجيل العملية الانتخابية عدة مرات، حيث وصفت السلطات الصومالية انتخابه بأنه "خطوة إلي الأمام نحو الديمقراطية ونحو نظام الانتخاب المباشر الذي من المقرر تطبيقه في الصومال في عام 2020". كما تُعد زيارة الرئيس محمد فورماجو إلي مصر أيضًا امتدادًا لنهج سلفه الرئيس حسن شيخ محمود، الذي كان حريصًا علي زياراته لمصر، والتشاور الدائم بين القيادتين المصرية والصومالية، حيث زار الرئيس حسن شيخ محمود مصر. وتأتي زيارة رئيس الصومال لمصر في ظل ما تموج به منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي خصوصًا من مصادر للقلق، وتكالب دولي، ونوازع متضاربة، تفرض علي البلدين التشاور والتواصل المستمر بالنظر إلي الموقع "الجغرافي - الاستراتيجي" للصومال بريًا وبحريًا، والموقع "السياسي المحوري" لمصر في المنطقة والقارة الأفريقية والشرق الأوسط. وهناك قضايا عديدة ذات اهتمام مشترك للبلدين، في مقدمتها مواجهة الإرهاب والتطرف والعنف، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لدول المنطقة وتأمين الملاحة ومصادر الحياة والتنمية لشعوبها، إضافة إلي التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والتنمية البشرية. السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أكد أن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس فرماجو استهلها بالترحيب به، وتوجيه التهنئة له بمناسبة انتخابه رئيساً للصومال في شهر فبراير الماضي. كما أشاد الرئيس بالعلاقات المتميزة والتاريخية التي تربط بين مصر والصومال، مؤكداً اعتزام مصر مواصلة تقديم كل الدعم للصومال خلال المرحلة القادمة لبناء وترسيخ مؤسسات الدولة، ولاسيما الجيش الوطني الصومالي، فضلاً عن متابعة التعاون في مجال بناء قدرات أبناء الصومال في مختلف المجالات التنموية من خلال البرامج والدورات التي تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، فضلاً عن زيادة المنح الدراسية التي تقدمها لهم مصر. وأعرب أيضاً عن اهتمام مصر بمتابعة تفعيل مختلف أوجه التعاون الثنائي مع الصومال، لاسيما علي الأصعدة الاقتصادية والتجارية، وفي مجالات صيد الأسماك والثورة الحيوانية، مشيراً إلي ضرورة متابعة نتائج الزيارات التي تمت خلال العام الجاري للصومال من جانب عدة وزارات مصرية للدفع قدماً بالتعاون القائم بين البلدين. أضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس الصومالي أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بالقيام بالزيارة الأولي لمصر منذ انتخابه، مؤكداً ما يجمع بين البلدين الشقيقين من تعاون بناء وعلاقات تاريخية، ومشيداً بدور مصر التاريخي في مساندة الصومال ووقوفها دائماً إلي جانبه خلال مختلف المراحل التي مر بها. ورحب فرماجو، بتفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل علي تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية، منوهاً إلي وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون القائم في العديد من القطاعات، كما عبر رئيس الصومال عن تقدير بلاده لما تقدمه مصر من دعم فني في مجالات متعددة، فضلاً عن دفاعها عن المصالح الصومالية في إطار المحافل الإقليمية والدولية، مؤكداً ما يعكسه ذلك من عمق العلاقات بين البلدين. وأكد الرئيس السيسي، في هذا الإطار موقف مصر الثابت الداعم للصومال الفيدرالي الموحد وسيادته، مؤكداً مواصلة مصر مساندة الصومال من خلال عضويتها الحالية في مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي، كما شدد علي أن ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم علي عدم التدخل في شئون الدول الأخري، والتعاون معها من أجل البناء والتنمية. وذكر علاء يوسف، أن المباحثات تطرقت إلي سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين.