في يوم 26 سبتمبر الحالي نهاية العالم.. ادعاء جديد من هذه الادعاءات التي نسمع عنها كثيراً، طرحه بروفيسور أمريكي في علوم الفيزياء يدعي ألكسندر ريبروف. قال إن الأرض هددها مذنب اسمه إيلينين كان قد تعامد علي الأرض في ذلك التاريخ، وأنه كان من المفترض أن يتسبب في زلزال ضخم يؤثر علي دول المحيط الهادئ في قارتي أمريكا والقارة الآسيوية. لكن هذه الادعاءات ثبت كذبها خاصة بعد إعلان تفتت المذنب إلي أقل من نصف حجمه وأن خطورته علي الأرض صارت معدومة. ويعد سبب اهتمام العالم بكلام ريبروف هذه المرة هو أنه ذكر تواريخ كان إيلينين فيها في وضع مستقيم علي خط واحد مع الأرض والشمس. وهذه التواريخ جميعاً حدث بها زلازل في 27 فبراير 2010في تشيلي وفي 4 سبتمبر 2010 في نيوزيلندا وفي 11 مارس 2011 في اليابان. وكان المذنب في هذه التواريخ بعيداً عن الأرض لكنه الآن صار أقرب منها كثيراً. ويقول مجدي إبراهيم الصفطاوي أستاذ العلوم الفلكية في جامعة حلوان "رغم أن الأرقام التي ذكرها ريبروف صحيحة إلا أن استنتاج ارتباط هذه التواريخ بالزلازل هو استنتاج غير علمي ولا أساس له من الصحة، كما أن مذنب إيلينين نفسه ليس مصدر خطر لأنه مذنب صغير قطره 4 كيلومترات فقط بينما المذنب الكبير لايقل قطره عن 25 كيلومترا. وأضاف أيضاً "أي جسم يبعد مسافته عن مسافة القمر 380 ألف كيلومتر لايمثل تهديداً علي الأرض. بينما كانت أقرب نقطة وصل إليها إيلينين من الشمس 72 مليون كيلومتر في 10 سبتمبر الماضي وأقرب نقطة للأرض سيصلها في 16 أكتوبر القادم علي بعد 24 مليون كيلومتر. كما أن تأثير الأجرام السماوية علي الأرض لم يثبت علمياً حتي الآن" كان أول من اكتشف هذا المذنب هو عالم فلك روسي اسمه ليونير إيلينين في ديسمبر من عام 2010 وقبل بضعة أيام من تاريخ نهاية العالم المزعوم، تابع أحد المهتمين بالمذنب وهو الفلكي الأسترالي مايكل ماتيزو حركة ومسار إيلينين. وقال إن جسم المذنب عندما وصل لأقرب نقطة من الشمس في 01 سبتمبرالماضي تعرض لوميض شمسي ضخم كاد أن يقتل هذا المذنب لكنه نجا من الموت بعد أن فقد أكثر من نصف كتلته وهو بالفعل أصبح في طور الاحتضار وصار تلاشيه مسألة أيام فقط. وقال ماتيزو أنه تابع إيلينين علي مدار أكثر من شهر وشاهده في 9 أغسطس وكانت شدته تصل إلي 8.1 درجة بينما ظهر في 01سبتمبر وكأنه يتلاشي حيث كان يراه بصعوبة بالغة. وقلل ماتيزو من أهمية المحاضرة التي عرضت لريبروف في موقع يوتيوب وقال ماتيزو إن الزلازل بشكل عام ظاهرة طبيعية جداً تحدث في الأرض بمقدار 20 زلزالا يومياً منها 8 أو 9 تزيد شدتها عن 5 ريختر ولكننا لانشعر بها لأنها تكون في البحار والمحيطات. كما قال إن هذه المحاضرة لاتستند إلي أي أساس علمي بل هي تهيؤات وخيالات ويبدو أن المحاضر ينتمي إلي إحدي الجماعات الدينية التي تبشر دوماً بنهايات قريبة للعالم" من ناحيته، أعلن د. مسلم شلتوت، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، عدم تصديقه لما جاء بكلام ريبروف، لأنه غير علمي. ووصف د. شلتوت هذا الكلام بأنه "كلام فاضي"، مشيرًا إلي أن ظاهرة وجود مذنب "إيلينين" علي استقامة واحدة مع الأرض والشمس، ليس بالأمر الغريب أو النادر، لكنها ظاهرة تتكرر أكثر من الثلاث مرات التي أشار إليها ريبروف. وتساءل رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء عن سبب اختيار هذا المذنب بالذات، ليبني عليه هذا الكلام، في حين أن المجموعة الشمسية مليئة بآلاف المذنبات التي تجوبها. وقال د. شلتوت: "إذا كان وجود مذنب علي استقامة واحدة مع الأرض والشمس يؤدي إلي وقوع زلزال، فالأولي أن يقع عندما يكون القمر علي استقامة واحدة معهما، خاصة أنها أثقل بكثير من المذنب، فالقمر كثافته من 3 إلي 4 سنتيمتر مكعب، والمذنب 1سنتيمتر مكعب، لأنه يتكون من ثلج وتراب". وعلي الرغم من عدم اقتناع نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء بما جاء في كلام ريبروف، فإنه لم يفاجأ بسبب انتشار مثل هذه الخرافات من حين لآخر. وعاد د. مسلم بالتاريخ إلي الوراء كثيرًا، وبالتحديد عام 1910 عندما كان هناك تخوف من مذنب "هالي"، لكن لم يحدث شيء.. ومع التقدم العلمي لم تقف الخرافات أيضًا؛ حيث ظهر مؤخرًا من يقول إن نهاية العالم ستكون في 21 ديسمبر في 2012 بسبب كوكب غامض يسمي نيبيرو، وقيل إن هذا الكوكب الغامض سيقترب من الأرض، ويؤدي إلي نهاية العالم، لأنه ذو قوة مغناطيسية هائلة تعادل ما تحمله الشمس.