الصلاة هي الصلة التي تصل بين العبد وخالقه، هي المعراج اليومي للاقتراب من الأنوار الإلهية، هي التي تقرب بين الإنسان وخالق الوجود، عندما يقف الإنسان خمس مرات في الحضرة الإلهية، إذا كان يصلي وهو يستحضر عظمة الخالق وجلاله.. والصلاة فرضت في الإسلام ليلة الاسراء والمعراج، فرضت في السماء لما لها من أهمية في الإسلام. والصلاة في الاستعمال اللغوي تعني الدعاء، والدعاء من أهم وسائل التقرب من الله، والحديث الشريف يقول: »الدعاء هو العبادة« والمولي سبحانه وتعالي يقول: »وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان«. والإنسان عندما تنتابه مشكلات الحياة، ومعوقات الوجود، وعندما تغلق أمامه الطرق ، ولا يجد حلا لمشاكله ومشكلاته يتوجه بجميع كيانه إلي الله حيث يجد الحلول، وحيث يجد العون والمساعدة، فتنقشع سحب اليأس، ويحل محلها الرجاء وما أجمل قول الإمام الشافعي: ولرب نازلة يضيق بها الفتي ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج وفي الصلاة يجد الإنسان الأمن والأمان، وتحفه السكينة ويلهم الصبر علي مكاره الحياة، ويلهمه الله الطرق المؤدية إلي الفرج، ويمده بالنور الذي يبدد ظلام نفسه وظلام من حوله، ويهديه إلي طريق الرشاد ومن هنا لم يكن غريبا أن يقول عالم النفس الشهير وليم جيمس »إن بيننا وبين الله رابطة لا تنفصم فإذا نحن أخضعنا أنفسنا لإشرافه سبحانه وتعالي تحققت كل أمنياتنا وآمالنا«. فالصلاة موجودة في كل الأديان السماوية.. ومطلوب من الإنسان أن يعبد الله كأنه يراه، فإذا لم يكن يراه فالله سبحانه وتعالي يراه. ومن أجمل ماقيل عن أثر الصلاة ما قاله الدكتور إلكسيس كاريل الحائز علي جائزة نوبل في كتابه (الإنسان ذلك المجهول) »ولعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلي يومنا هذا.. إن الصلاة كمعدن (الراديوم) مصدر للإشعاع، ومولد ذاتي للنشاط وبالصلاة يسعي الناس إلي استزادة نشاطهم المحدود، حين يخاطبون القوة التي تهيمن علي الكون، ويسألونها ضارعين أن تمنحهم قبسا منها يستعينون به علي معاناة الحياة، بل إن الضراعة وحدها كفيلة بأن تزيد قوتنا ونشاطنا، ولن نجد أحداً ضرع إلي الله مرة إلا عادت عليه الضراعة بأحسن النتائج.