يوم التاسع من سبتمبر 1102 كان يوما عصيبا بالفعل أصاب جموع المصريين بالحزن والألم فأحداث هذا اليوم أدت إلي المساس بصورة مصر أمام المجتمع الدولي وأضرت بهيبة الدولة في الداخل والخارج.. وبالفعل فإن مصر وفقا للبيان الرسمي الصادر عن مجلس الوزراء تتعرض الآن لمحنة حقيقية تهدد كيان الدولة ككل مما يستوجب مواجهة ذلك بإجراءات قانونية حاسمة. لم يحدث في تاريخ مصر أن تم الاعتداء علي أي مقر من مقرات البعثات الدبلوماسية الأجنبية علي أرضها لأن مصر تحترم دائما تعهداتها ومواثيق القانون الدولي. ومن هنا علينا أن نؤكد علي حقيقة هامة وهي أنه بالرغم من مشاعر الغضب التي ألمت بنا جميعا عقب حادث الاعتداء الإسرائيلي علي الحدود المصرية والذي راح ضحيته خمسة من الجنود المصريين إلا أن هذا لايعني التعامل مع مثل هذا الحادث بالأسلوب الفوضوي الذي رأيناه يوم الجمعة الماضي من اقتحام للسفارة الإسرائيلية فكلنا يعرف أن هناك تحقيقا مشتركا مصريا إسرائيليا يجري حاليا لمعرفة أسباب الحادث وهناك قنوات دبلوماسية وأساليب قانونية للرد علي مثل هذا التصرف الإسرائيلي علي الحدود إذا ما ثبت أنه كان حادثا مقصودا. إن ماحدث من هجوم غير مبرر في يوم الجمعة الأسود علي مبني وزارة الدخلية ومن اقتحام لمبني السفارة الإسرائيلية لايمكن إلا أن يكون جزءا من مخطط داخلي وخارجي يستهدف أمن مصر واستقرارها وبالتالي إسقاط الدولة المصرية. ومن هذا المنطلق فإنني أناشد كافة أبناء مصر وهم جميعا شرفاء التصدي لمثل هذه المؤامرات التي تحاك لوطننا الغالي علي نفوسنا جميعا من خلال إعلاء قيمة العمل والإنتاج التي تعلي شأن مصر وبالتوازي أناشد القائمين علي إدارة دفة شئون البلاد التصدي بكل حزم وشدة لمن يريدون لمصر الخراب والدمار. إن مصر تمر اليوم بمرحلة غاية في الدقة والحساسية وعلينا جميعا أن نتفهم أن الثورة تعني البناء ولاتعني الفوضي وأن الحرية تعني المزيد من تحمل المسئولية ومراعاة حقوق الآخرين ولاتعني الانفلات الأخلاقي والإضرار بمصالح الوطن ومن ثم لنبدأ من الآن وبنية صادقة ومخلصة للعمل في إنجاز كل ما يدعم مسيرة العمل الثوري الذي بدأ قطارها في الانطلاق حتي نصل بمصر إلي بر الأمان والاستقرار.