كالمعتاد.. لم يشارك الفنانون في وداع الفنان كمال الشناوي، بينما احتشد المئات أمام مسجد مصطفي محمود الأسبوع الماضي، للمشاركة في وداع فنان كبير، تحول إلي ظاهرة من الصعب تكرارها، هؤلاء هم الرصيد والجائزة الحقيقية التي نجح كمال الشناوي في تحقيقها طوال مشواره الفني، الذي بدأ عام 7491 عندما قدم أول أفلامه غني حرب، نحو 26 عاما مرت منذ تقديم أول افلامه، وحتي رحيلة الأسبوع الماضي، استمر خلالها كمال الشناوي متربعا فوق القمة، ظاهرة جديرة بالتأمل والاحترام، أن يتحول مدرس الرسم الوسيم إلي فنان، يصعد بسرعة ليصبح نجما، يتربع علي قمة أداء أدوار الدون جوان، والشاب الوسيم خفيف الظل، ويكون مجموعة ثنائيات فنية ناجحة مع شادية وإسماعيل يس وفاتن حمامة، ثم ينتقل مع منتصف الستينات إلي مرحلة فنية مختلفة، تعكس قدرته علي تنويع قدراته وأدواته كممثل، يجيد أداء مختلف الأدوار والأنماط الفنية الصعبة، لايمكن نسيان شخصية خالد صفوان رمز السلطة والبطش ومراكر القوة في فيلم الكرنك، مساحة هائلة من الأداء والصدق الفني والقدرة علي صناعة الشر، تماما كما فعل في أعماله الأخري الكبيرة مثل اللص والكلاب والرجل الذي فقد ظله والعوامة 07 والمرأة المجهولة، وكما نجح في أدواره الرومانسية والشخصيات الشريرة التي قدمها، استطاع أيضا أن يعيد أكتشاف نفسه في الأدوار الكوميدية الخفيفة، وآخرها الواد محروس بتاع الوزير، الذي وقف فيه لآخر مرة أمام كاميرات السينما عام 9991. كان كمال الشناوي رحمه الله من طراز الفنانين الذين يعتزون بعملهم، ويؤمنون بضرورة الحفاظ علي صورة وكرامة الفنان، لم يضع نفسه طوال حياته في موقف يحسب عليه، لم يظهر أمام الناس، إلا وهو في كامل لياقته ووسامته، حتي في أيامه الأخيرة، عندما اشتد عليه المرض، كان يرفض أن يراه الناس محمولا لسيارة الإسعاف، ويفضل أن يظل في منزله ينتظر قضاء الله، نحو 572 فيلما قدمها طوال مشواره الفني، وكان يحلم دائما بأن يجد الوقت المناسب لتقديم الفنان التشكيلي، الذي تواري خلف زحمة العمل في الاستديوهات، ورغم ما حققه من مستوي فني مبهر علي مستوي الأداء التمثيلي، لم يحصل هذا لفنان العملاق علي جوائز الدولة، لكنه حصل علي عشرات الجوائز التقديرية التي قدمتها هئيات وجمعيات شعبية، تقدير وحب الناس ظل أهم جوائز كمال الشناوي، نجم الزمن الجميل.