بهدف التشاور وتعزيز التنسيق في مختلف المواقف، خاصة ذات الاهتمام المشترك، بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد الماضي، جولة خليجية تشمل الكويتوالبحرين، لبحث عدد من الأزمات من بينها الأوضاع في ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، وفلسطين، وسبل مكافحة الإرهاب، وغيرها من القضايا التي تخص الدول العربية. كما تأتي الجولة في إطار العلاقات الوثيقة بين مصر ودولتي الكويتوالبحرين، بما يسهم في دفع أفق التعاون بين مصر وكل من البلدين في مختلف المجالات، وتأكيدا لحرص مصر والكويتوالبحرين علي استمرار التنسيق بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية بهدف تعزيز العمل العربي المشترك، وحماية الأمن القومي العربي، وتنسيق المواقف المصرية الخليجية في مختلف قضايا المنطقة وتأكيد الالتزام المصري بحماية أمن الخليج. المباحثات خلال الجولة ناقشت سبل تطوير العلاقات بين مصر وكل من الكويتوالبحرين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها لتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين الدول الثلاث، بما يخدم مصالح مصر والكويتوالبحرين، لا سيما في ضوء الأزمات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، والتي تتطلب تضافر الجهود وتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة، وتأكيد أهمية التوصل إلي حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واليمن وسوريا وليبيا بما يحافظ علي كيانات ومؤسسات تلك الدول، ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها. كما شهدت المباحثات استعراض المشروعات التنموية الجاري تنفي ذها في مصر، ولاسيما مشروعات إنشاء المدن الجديدة ومشروعات البنية الأساسية في مجالات الطاقة والنقل. في الكويت، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بقصر بيان في مستهل الجولة الخليجية التي يقوم بها الرئيس الي دولة الكويت وتتضمن مملكة البحرين. وصرح السفي ر علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الشيخ صباح الأحمد رحب بزيارة الرئيس، مؤكداً ما تتسم به العلاقات المصرية الكويتية من تميز وخصوصية وما يجمع بين البلدين من تاريخٍ مشترك ومصيرٍ واحد. وأشار الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلي المكانة الخاصة التي تحظي بها مصر وشعبها لدي الشعب والحكومة الكويتية، ولاسيما في ضوء ما قدمته مصر علي مدار عقود في سبيل التصدي لما يتعرض له الوطن العربي من تحديات وتهديدات، مشيداً بدور مصر المحوري باعتبارها دعامة رئيسية لأمن واستقرار دول الخليج والوطن العربي بأكمله. وثمن أمير دولة الكويت مساهمات أبناء مصر في النهضة التنموية بدولة الكويت، مؤكداً حرص بلاده علي تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر علي جميع المستويات، وأن تساهم زيارة الرئيس في تطوير أطر التعاون القائمة. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أعرب من جانبه عن تقدير مصر، قيادةً وشعباً، للمواقف المُقدّرة التي اتخذتها دولة الكويت الشقيقة بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إزاء مصر، ومواقفها الداعمة لإرادة الشعب المصري، مشيراً إلي أن الشعب المصري لن ينسي هذه المواقف التي عكست أصدق معاني الأخوة والدعم. كما أكد تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع الكويت في جميع المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وشدد الرئيس علي عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في الخليج، مؤكداً أن أمن الخليج من أمن مصر، وأن مصر تقف إلي جانب أشقائها في الكويت والخليج في مواجهة أي تهديدات إقليمية أو خارجية. وذكر السفي ر علاء يوسف، أن المباحثات تطرقت إلي سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين علي كافة الأصعدة، حيث أكد الجانبان علي ضرورة التحضير الجيد للاجتماع المقبل للجنة المصرية الكويتية المشتركة بما يضمن الدفع قدماً بأطر التعاون الثنائي في مختلف القطاعات. كما بحث الجانبان أيضاً عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤي الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلي تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ علي كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها. وفي ختام المباحثات، جدد الرئيس الدعوة للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لزيارة مصر، وهو ما رحب به أمير الكويت ووعد بتلبية الدعوة في أقرب وقت. كما استقبل السيسي، بمقر إقامته بقصر بيان، رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وحضر اللقاء نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية الكويتي أنس خالد الصالح، ورئيس بعثة الشرف المرافقة للرئيس المستشار بالديوان الأميري محمد ضيف الله شرار. وأقام رئيس الوزراء الكويتي، مأدبة عشاء، علي شرف الرئيس السيسي والوفد المرافق له علي هامش زيارته الحالية للكويت. وكان الرئيس السيسي قد وصل إلي دولة الكويت، حيث كان في استقباله بالمطار الأميري الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، بالإضافة إلي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد، فضلاً عن رئيس مجلس الأمة الكويتي، ورئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين الكويتيين. وقد أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. وتأتي زيارة الرئيس إلي دولة الكويت الشقيقة في إطار علاقات الأخوة المتميزة التي تجمع بين البلدين، وبما يساهم في دفع أفق التعاون بينهما في مختلف المجالات، وتأكيداً لحرص الجانبين علي استمرار التنسيق المشترك، بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية، بهدف تعزيز وحماية الأمن القومي العربي. وقال نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، إن المباحثات تضمنت العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والعمل علي تعزيزها في كافة الأصعدة وتوسيع آفاق التعاون بين دولة الكويت وجمهورية مصر العربية بما يخدم مصالحهما المشتركة، كما تناولت المباحثات سبل دعم وحدة الصف ومسيرة العمل العربي المشترك والتي تجمع الدول العربية وسبل تطوير العلاقات بينهم وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك. وساد المباحثات جو ودي عكس روح التفاهم والأخوة التي تتميز بها العلاقات الطيبة بين البلدين في خطوة تجسد رغبة الجانبين في تعزيز التعاون القائم بينهما في المجالات كافة. كما أقام أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد، بقصر بيان مأدبة غداء علي شرف الرئيس عبدالفتاح السيسي، والوفد الرسمي المرافق له وذلك بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد. وعلي جانب آخر، احتفت صحافة الكويت بلقاء الأشقاء في القمة »المصرية الكويتية»، وتصدرت اهتمامات الصحف الصادرة صباح الأحد أخبار الزيارة، كما تتابع الصحف الإلكترونية لحظة بلحظة برنامج الزيارة واللقاءات التي يقوم بها الرئيس مع كبار مسئولي الكويت. السفي ر المصري، لدي الكويت، ياسر عاطف، قال إن الزيارة تأتي في ظل مستجدات إقليمية ودولية تستدعي المزيد من التشاور والتنسيق والبحث في كيفي ة حماية الأمن القومي العربي واستعادة الاستقرار في عدد من الدول العربية وتحديات الإرهاب ومواجهته. وأشار السفي ر المصري، إلي أن مسيرة تطوير وتوطيد التعاون بين البلدين مستمرة بشكل دائم، مؤكدًا في الوقت ذاته حرص البلدين علي تعزيز التعاون الاقتصادي، خصوصا في ما يتعلق بزيادة الاستثمارات والعمل علي الارتقاء بحجم التبادل التجاري بينهما. من جهة أخري، أعلن الديوان الملكي البحريني، أن الملك حمد بن عيسي آل خليفة، عاهل البلاد سيكون في مقدمة مُستقبلي الرئيس عبد الفتاح السيسي، والوفد المرافق لدي وصوله إلي البلاد في زيارة رسمية لمملكة البحرين. وقالت وكالة الأنباء البحرينية، إن الرئيس السيسي سيجري خلال الزيارة مباحثات مع ملك البحرين تتناول العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين، إضافة إلي آخر التطورات والمستجدات الراهنة علي الساحات العربية والإقليمية والدولية. ورحب الديوان الملكي البحريني بالرئيس عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق، متمنيًا له طيب الإقامة في بلده الثاني مملكة البحرين.