تمثل الأمومة جزءاً مهماً من حياة المرأة، إلا أن الأمومة لأول مرة تعد أمراً صعباً علي كثير من الأمهات، حيث تنقصهن الخبرة والتعامل مع حديثي الولادة، فالأمومة لها قواعد خاصة تواجه الأم صعوبة في التأقلم مع نوم الطفل المتقطع أو الاعتناء بصحته، ولذلك يلجأ معظمهن إلي أصحاب الخبرة لتخطي هذه المرحلة الصعبة والوصول بالطفل إلي بر الأمان. تفتقد الأمهات الجديدات المرونة في التعامل مع أطفالهن، فوجود طفل رضيع يحتاج إلي العناية والاهتمام خاصة إذا كانت تلك هي المرة الأولي التي تخوض فيها الأم هذه التجربة، حيث إن هناك الكثير من الأمور التي تجهلها الأم في هذا الإطار، وتحاول بشتي الطرق اتباع الطرق السليمة للحفاظ علي صحة ونظافة الرضيع متمسكة بأي طريقة قد تساعدها علي ذلك سواء كانت بسؤال أهل الخبرة أو القراءة عن كل ما يخص الأطفال الرُضع وطريقة التعامل معهم. هذا ما أكدت عليه مجموعة من الأمهات حديثات العهد بالأمومة، حيث تقول غادة عبدالله (27 عاماً) لديّ طفل عمره الآن ستة شهور وأخذت وقتاً طويلا حتي استطعت التعامل معه ومع متطلباته وقلة النوم والسهر وبكائه المتواصل دون معرفة السبب ولولا وجود أمي بجانبي لكان الأمر أصبح أكثر سوءاً. أما شيماء علواني (28 عاماً) فتقول: بعد إنجاب طفلي الأول أصبحت أعاني الكثير من الاضطرابات سواء في النوم أو أسلوب الحياة عموماً، والتوتر النفسي نتيجة عدم قدرتي علي التعامل مع طفلي الرضيع الذي كان يبكي باستمرار، لكن مع الطفل الثاني كان الأمر مختلفاً نظراً لاكتسابي الخبرة من المرة الأولي ومعرفة معظم الأمور التي تخص الأطفال الرضع. في حين، يقول استشاري طب الأطفال، الدكتور محمد حسن ل "هي": المرأة التي تخوض تجربة الأمومة لأول مرة تعاني من نقص الخبرة فيما يتعلق بالطريقة التي يمكن من خلالها التعامل مع الرضيع والتكيف مع متطلبات هذا الضيف الجديد علي الأسرة، علي الرغم من أن هناك أساسيات إذا عرفتها الأم عند التعامل مع رضيعها ستتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتتجنب الوقوع في الخطأ ومنها معرفة أن الرضيع مثلنا تماماً ككبار يتأثر بدرجات الحرارة المختلفة مثلا، لذلك لابد ألا نلبسه ملابس ثقيلة في الصيف والعكس في الشتاء. يتابع: يجب أيضاً الاهتمام بصحة وضعية الرضيع عند حمله، إذ من الضروري العمل علي احتوائه جيداً وحمله باليدين والتأكد من عدم انفلات رأسه من علي ذراع الأم، لأن عضلات الطفل الرضيع تكون لينة وحمل الرضيع بطريقة خاطئة يسبب له كثيراً من المشكلات ويظل يبكي دون أن تدرك الأم أن ذلك هو سبب بكائه. ولابد ألا تقوم الأم بهز رضيعها أثناء بكائه، فهذا تصرف غاية في الخطورة، وقد يؤدي إلي إصابته بالشلل وتأخر النمو، وذلك نتيجة لسرعة حركة رأس الطفل يميناً وشمالاً فيؤدي إلي حدوث نزيف داخلي، لكن الأفضل أن تبحث الأم عن سبب بكاء الطفل الذي غالباً يكون نتيجة شعوره بالبرد أو الحر أو الجوع أو شعوره بالضيق بسبب الحفاضة التي يتطلب الأمر تغييرها.