كرامة المواطن المصري تحظي الآن بأولوية هامة في سلم اهتمامات الدبلوماسية المصرية وقد أكد علي ذلك وزير الخارجية محمد كامل عمرو مشددا علي أن حسن معاملة المواطن المصري في الخارج والحفاظ علي كرامة هدف رئيسي للسفارات والقنصليات المصرية في كافة أنحاء العالم. ومن هذا المنطلق أيضا جاء رد فعل مصر الرسمي قويا تجاه حادث استشهاد خمسة من الجنود المصريين برصاص الجيش الإسرائيلي علي الحدود المصرية الإسرائيلية.. حيث أكد البيان الرسمي الصادر عن المجموعة الوزارية للجنة إدارة الأزمات علي أن مصر لن تتهاون في حقوق أبنائها وحماية أرواحهم وأنها قادرة علي حماية حدودها وتأمين سيناء بالكامل. كما قامت وزارة الخارجية باستدعاء القائم بالأعمال الإسرائيلي والتأكيد علي إدانة مصر الكاملة للحادث ومطالبة إسرائيل باعتذار رسمي وبإجراء تحقيق رسمي مشترك للكشف عن ملابسات الحادث الذي أدي إلي سقوط ضحايا وإراقة الدماء علي الأرض المصرية. وهنا أود التنبيه إلي حقيقة هامة وهي أن الثأر لدم الشهداء لا يكون بفرع طبول الحرب ولكن من خلال اللجوء إلي الأساليب القانونية والمطالبة بالتعويضات وفتح الباب أمام التفاوض بشأن إجراء تعديلات في اتفاقيات كاب ديفيد يدعم الأمن القومي في سيناء.. ومن ناحية أخري يأتي هذا الحادث ليؤكد علي أهمية تماسك الجبهة الداخلية وأن يسعي الجميع إلي وحدة الصف من أجل اعلاء قيمة العمل والإنتاج ووضع الأساس المتين لمصر الديمقراطية.. لأن مصر بهذه الصورة سوف تكون محل احترام وتقدير من الجميع وطالما وأن كرامة المواطن المصري أضحت أولوية هامة من أولويات القائمين علي إدارة الحكم فلابد وأن تكون مصلحة مصر العليا تاج فوق رؤوسنا جميعا بأن نعمل جاهدين علي رفعة شأن وطننا والحفاظ علي المكانة اللائقة له بين شعوب وأمم العالم ولنبدأ من الآن وضع اللبنات الأولي لصرح الديمقراطية ولعملية التنمية الشاملة في كافة أرجاء المحروسة لأن الأمم يعلو شأنها بالبناء والعمل وليس من خلال الحروب والهدم والدمار..