وسط مشاعر من الحزن والأسي سادت بين عموم الشعب بمسلميه ومسيحييه، قاد الأزهر الشريف المؤسسة الدينية والقوي المدنية في إدانة الهجمات الإرهابية التي استهدفت المسيحيين أثناء احتفالهم بتدشين أسبوع الآلام بأداء قداس أحد الشعانين، إذ هاجم إرهابي كنيسة مار جرجس بطنطا في محافظة الغربية، أعقبه هجوم إرهابي آخر علي كنيسة مار مرقس في الإسكندرية، ما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل ومصاب، فيما نجا بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني من محاولة اغتياله في الهجوم الثاني. وأجري الإمام الأكبر، شيخ الأزهر أحمد الطيب، اتصالًا هاتفيًّا بالبابا تواضروس الثاني، لتقديم التعزية في ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيسة مار جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وأكد الطيب خلال الاتصال إدانة الأزهر الشريف لهذين الحادثين الإرهابيين اللذين ترفضهما شريعة الإسلام وكل الشرائع السماوية، معربًا عن تضامن الأزهر الشريف مع الإخوة المسيحيين في هذا الحادث الإرهابي الآثم الذي يستهدف المصريين جميعًا. من جانبه، أعرب البابا تواضروس عن خالص شكره وتقديره لموقف الأزهر الشريف الوطني بقيادة الإمام الأكبر، مؤكدًا أن الإرهاب لن ينجح في شق صف المصريين والنيل من وحدتهم واستقرارهم. ودان الأزهر الشريف بشدة التفجير الإرهابي الخسيس الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين، مشددًا علي أنه يمثل جريمة بشعة في حق المصريين جميعاً، مؤكداً في بيان رسمي أن »هؤلاء الأبرياء الذين راحوا ضحية الغدر والخيانة، عصم الله دماءهم من فوق سبع سماوات، وأن هذا الحادث الأليم تعرَّي عن كل معاني الإنسانية والحضارة»، مشددًا علي أن المستهدف من هذا التفجير الإرهابي الجبان هو زعزعة أمن واستقرار مصرنا العزيزة ووحدة الشعب المصري، الأمر الذي يتطلب تكاتف جميع مكونات الشعب، لتفويت الفرصة علي هؤلاء المجرمين والتصدي لإجرامهم. وأكد الأزهر تضامنه مع الكنيسة القبطية في مواجهة الإرهاب، وثقته الكبيرة في قدرة رجال الأمن علي تعقب الجناة وتقديمهم للعدالة الناجزة، بينما وجه شيخ الأزهر وفدًا رفيع المستوي من قيادات الأزهر الشريف إلي مقر كنيسة مار جرجس بطنطا، للتضامن والوقوف بجانب »الإخوة المسيحيين بعد التفجير الإرهابي الجبان الذي استهدف الكنيسة». مفتي الديار المصرية، شوقي علام، دان، بشدة العمليات الإرهابية الخسيسة التي استهدفت كنيسة مار جرجس بطنطا، وأكد في بيان حصلت »آخر ساعة» علي نسخة منه، أن »الحادث الأليم مصاب المسلمين والمسيحيين معا، وأننا جميعا مسلمين ومسيحيين في خندق واحد في مواجهة الإرهاب اللعين، لأن يستهدف الجميع دون تفرقة»، مشدداً علي أن مثل هذه الجرائم اللعينة لن نزيدنا إلا قوة وإصرارًا علي استئصال جذور الإرهاب الأسود، وأشار إلي أن من قاموا بهذا العمل الشنيع أصبحوا خصوما للنبي صلي الله عليه وسلم، داعيا المصريين جميعا للوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يسعي لبث الفتنة والطائفية. وفيما دان مجلس حكماء المسلمين التفجيرات الإرهابية، مؤكدا أن هذا العمل الإرهابي الجبان يخالف تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وجميع الأعراف والشرائع السماوية التي تنهي عن المساس بدور العبادة وتدعو إلي حمايتها وصونها واحترامها، معربًا عن تضامنه مع كافة مؤسسات الدولة المصرية في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم. وقال أمين عام مجلس حكماء المسلمين، الدكتور علي النعيمي، إن مثل هذه الأعمال الإرهابية تؤكد علي خبث ودناءة مرتكبيها وفشلهم في استهداف وحدة الشعب المصري الذي يتميز بالوحدة والترابط، معربًا عن تضامن المجلس مع الكنيسة المصرية في هذا الحادث الأليم، وأن المجلس سيواصل جهوده في مواجهة الفكر المتطرف والتصدي لما تبثه جماعات الإرهاب من خطاب مغلوط ومفاهيم غير صحيحة. القوي المدنية لم تغب عن المشهد، إذ احتشدت خلف أجهزة الدولة في مواجهة الإرهاب، إذ أعرب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق عن إدانته واستنكاره للهجومين الارهابيين، وناشد المجتمع الدولي التوحد والقيام بمسؤولياته في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد الإنسانية كلها، بينما نعي نادي قضاة مجلس الدولة شهداء مصر الذين استشهدوا جراء الحوادث الإرهابية، ودان النادي العمل الإجرامي، وأعرب عن استنكاره ورفضه لهذه الحوادث الإرهابية، وأكد أنها لن تثني الشعب، ولن تفت في عزيمته علي المضي قدماً في القضاء علي الإرهاب الأسود. وقالت نقابة »الصحفيين» في بيان لها، إنها تدين بكل قوة الحادث الجبان، معلنة عن تضامنها التام مع الشعب بمسلميه ومسيحييه، مؤكدة أن الشعب المصري قادر علي التغلب علي جميع الظروف المعاكسة ومحاولات ضرب وحدته الوطنية الأمر الذي لن يزيده إلا تماسكاً وصلابة والوقوف صفاً واحداً أمام هذا الإرهاب الأسود. بينما دانت الأحزاب الحادث، إذ أعرب حزب »المصريين الأحرار»، صاحب أكبر أغلبية تحت قبة البرلمان، عن خالص تعازيه لقتلي الحوادث الإرهابية الخسيسة، مؤكدا أن دماءهم لن تضيع هدرا، وستظل الكنيسة القبطية، مهما طالها الغدر شامخة وراسخة بمواقفها الوطنية والإنسانية، مبينا أن علي الدولة دوراً أمنياً يحتاج إلي عمل أكثر، بداية من تجفيف منابع الفكر المتطرف والتكفيري، الذي ينشره علانية شيوخ الإفك والفتنة، مروراً بتشديد القبضة الأمنية علي كل من تسول له نفسه بتهديد مبدأ المواطنة بالتخطيط أو التمويل أو التنفيذ. بدوره طالب، حزب »الدستور» بضرورة إجراء تحقيق شامل في أوجه التقصير التي سمحت بوقوع هذا الاعتداء الإجرامي وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما قال حزب »التجمع» إن الإرهاب يختار الأعياد القبطية ليحيل حياة المصريين أحزانا، مطالبا بإجراءات حاسمة ضد الإرهاب، متقدما بخالص العزاء للبابا تواضروس والكنيسة القبطية ولعائلات الشهداء المصريين جميعا. شخصيات عامة دانت الحدث، إذ أعرب عمرو موسي، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عن بالغ أسفه في تدوينات متتابعة نشرها عبر حسابه الرسمي علي موقع التواصل الاجتماعي »تويتر»، قائلا: »كنت أتهيأ لتهنئة المواطنين المصريين المسيحيين بمناسبة أحد السعف، الآن أكتب آسفاً معزيًا»، وتابع: »أدين بقوة العمليات الإرهابية ضد الكنائس والمواطنين المسيحيين، وأطالب الأمن باليقظة وأنه من الضروري مضاعفة الحراسة بأعياد الأقباط».